جسم الإنسان بالنسبة لي كالصندوق الأسود
آخر تحديث GMT07:23:25
 العرب اليوم -

الدكتورة إسراء الطوالبة لـ"العرب اليوم":

جسم الإنسان بالنسبة لي كالصندوق الأسود

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جسم الإنسان بالنسبة لي كالصندوق الأسود

عمان ـ إيمان ابو قاعود

صرحت الطبيبة الشرعية الأولى في الأردن الدكتورة إسراء الطوالبة الحاصلة على بكالوريوس الطب من جامعة الفاتح في ليبيا, للـ"العرب اليوم" "إنه بالرغم من التحديات الأسرية التي واجهتها وعادات وتقاليد المجتمع إلا أنها استطعت أن تثبت بكل جدارة أنها قادرة على النجاح ومواجهة التحديات"، فشخصيتها المتمردة وحبها لإحقاق الحق وكرهها للظلم، ونصرة المظلوم وإعادة الحقوق لأصحابها , هي التي دفعتها  لدراسة الطب الشرعي. وتضيف الطوالبة "تنقلت بين العديد من الأقسام خلال سنة الامتياز لكني لم  أجد أي من التخصصات يرضي طموحي لأن رغبتي تمثلت  في دراسة تخصص يظهر  العدالة, و أحب أن يكون لي دور في الدفاع عن المظلومين و إظهار الحق وهذا لم أجده في التخصصات المختلفة" . وتوضح الطوالبة "في أحد الأيام وأنا كنت أجلس مع أختي وهي طبيبة جلدية قالت لي لماذا لا تخصصين في الطب الشرعي، وخاصة في ظل عدم وجود امرأة تعمل في هذا المجال, بدأت أسأل عن هذا التخصص وأتعرف عليه وأحببته فقررت أن أخوض فيه" . و تابعت الطوالبة "واجهت صعوبات كثيرة ابتداءً من محيط العائلة ووزارة الصحة لكني صممت، وساعدني في ذلك الدكتور مؤمن الحديدي الذي كان آنذاك رئيس قسم الطب الشرعي  في وزارة الصحة في الأردن, إضافة إلى الدعم الذي زودتني به والدتي وزوجي". و أردفت الطوالبة"  شعر الدكتور الحديدي  بحماسي، فقال لي: خذي هذه الملفات واطلعي عليها واقرئيها وإذا رغبت بالتراجع لك الحق في ذلك, قرأت الملفات واتصلت به في اليوم التالي وقلت له : موافقة على العمل في مسرح الجريمة وفي قضايا الانتحار والتشريح والعنف الأسري" . وتشرح الطوالبة "بدأت في الدوام في قسم الطب الشرعي  في عام 2003 وفي اليوم الأول قال لي الدكتور مؤمن تعرفي على أقسام الطب الشرعي  بدأت بالتجوال,  وعندما دخلت المشرحة بدأت بفتح الأبواب الموجودة في داخلها ولم أكن اعرف أن أحد الأبواب التي سأفتحها هي ثلاجة الموتى لأجد جثة ملطخة بالدماء, تولد في ذهني ألف سؤال ما هذه الجثة لم هي ولماذا ملطخة؟ وغيرها  وعندما سألت عرفت أن هذا الشخص انتحر بخرطوش، و صممت أن أقف على تشريح جثته، ومن هنا تولدت لدي قناعة بأن جسم الإنسان مثل الصندوق الأسود في الطائرة فهو مليء بالأسرار, وأيقنت أيضًا أن التشريح يحتاج إلى دقة وفن، وشعرت أن التعامل مع الأموات أسهل من الأحياء الذين يشعرون بالألم" . وعن منظر الدم والإعدام ومسرح الجريمة تقول الطوالبة "لم أخف من  التشريح أو منظر الدم لأني اخترت هذا التخصص عن قناعة وليس عن عاطفة, كما أنني أذهب إلى مسرح الجريمة بقوة وصلابة, وفيما يتعلق بالإعدام فقد حضرت تنفيذ حكم بالإعدام شنقًا  لشاب عمره 32 متهم بجريمة قتل وخطف، واغتصاب، فذهبت إلى السجن الساعة الخامسة صباحًا كنت السيدة الوحيدة مع الأشخاص المعنيين في تنفيذ حكم الإعدام، وعندما تم الانتهاء من حكم الإعدام وقيامي بواجبي في قياس النبض , أخبرني الموجودين لاحقًا  إنهم كانوا يختلسون النظر إلى لأنهم كانوا خائفين من أن يخشى علي". و تواصل الطوالبة" تزعجني جدًا حالات الاعتداء الجنسي  الواقعة على الأطفال , فأنا أتخيل  الأطفال وهم يتعرضون  للاعتداء الجنسي و الألم الذي عانوا منه طيلة فترة الاعتداء عليهم, وأحاول أن أجمع أكبر قدر من الأدلة لنصرتهم, وأن يكون تقريري الذي سأقدمه للمحكمة تقريرًا محكمًا وقويًا، كما أحب أن أشعر الضحية بالقوة لأن الضحية إذا شعرت أن الطبيب أو ممن تتعامل معه ضعيف ستضعف وهذا ليس في صالحها أبدًا.وفي هذا السياق أطالب بوجود قضاة متخصصين في قضايا العنف الأسري في الأردن،  ومحاكم مختصة وغرف شرعية وخاصة لهذه لحالات العنف الأسري والاعتداء الجنسي". هذا و تتعامل الطوالبة مع  قضايا العنف الأسري منذ عام 2003 أي قبل تأسيس إدارة حماية الأسرة في عام 2007 تقول في هذا المجال :"إن العنف ضد النساء في تزايد مستمر وهذا مؤشر عالمي وليس مؤشر أردني, وفي العادة فالمرأة تلجأ لإدارة حماية الأسرة أو أي جهة مختصة للتبليغ عن العنف الذي تتعرض له بعد سنوات من تعرضها للعنف, لأن الزوجات يعتبرن أن تلقيهم للعنف من أزواجهم في حالة ارتكابهم الأخطاء أمر عادي ,لكن الذي يدفعهم إلى التبليغ هو حدة العنف واستعمال الحزمة الجلدية والأحذية، وغيرها في العنف الموجه ضدهم يدفعهم للتبليغ, وعند شعورهم بأنهم سيقتلوا جراء هذا العنف فإنهم يقوموا بالتبليغ". وفيما يتعلق بالاعتداءات الجنسية على الأطفال الذكور تنوه الطوالبة "إن هناك زيادة في الاعتداءات الجنسية على الأطفال الذكور, لأن الأولاد الذكور لا يحصلون على الحماية التي تحصل عليها الإناث, وعادة فإن 99% من حالات الاعتداء الواقعة على الأطفال الذكور هي من محيط العائلة ومن أشخاص ذكور تثق العائلة فهم". أما عن فحص  العذرية في الأردن تقول الطوالبة "هناك  حالات قليلة وتكون بناء على طلب الزوج، والزوجة لرد الاعتبار سواء للزوج أو الزوجة, ولا يوجد فحص عذرية مفتوح على مصراعيه" . وفيما يتعلق بما يسمى جرائم القتل باسم الشرف تقول الطوالبة "إنه بعد تشريح الفتيات فإن جميع الحالات تثبت براءتهن ويكن عذراوات".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جسم الإنسان بالنسبة لي كالصندوق الأسود جسم الإنسان بالنسبة لي كالصندوق الأسود



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab