القاهرة ـ مروة عبدالحميد
كشف أخصائي التغذية وعلاج السمنة والنحافة الدكتور طاهر حسين أن "أكثر من 60% من البشر حول العالم يعانون من مشكلة السمنة، والذي يترتب عليها العديد من الأمراض الأخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكر، وتآكل غضاريف المفاصل، وتكيسات المبايض عند السيدات، وتأخر الحمل والإنجاب، وتصلب شرايين القلب. وأكد أن "السمنة تعتبر من أهم أمراض العصر، لذلك فإن علاج السمنة لا يعتبر ترفًا أو مقتصرًا على راغبي الجمال والرشاقة، ولكنه مطلب طبي وحيوي لتفادي الإصابة بهذه الأمراض".
وأضاف في حديث لـ "مصر اليوم" أن "مؤشر "BMI or Body mass index" لتحديد الوزن المثالى للجسم، هو الأفضل لتحديد نسبة السمنة الحقيقية في الجسم، وهو عبارة عن دليل كتلة الجسم الذي عن طريقها يمكن أن تحدد ما إذا كان وزنك طبيعي أو لا، ويمكنك بعدها البحث عن الوسيلة المناسبة عن طريق المختصين للحصول على جسم صحي.
وأشار طاهر إلى أن "البدانة لدى الرجال تتركز الدهون في منطقة البطن على شكل "تفاحة"، أو ما يطلق عليها البعض "الكرش" وهي أخطر أنواع البدانة، لأنها مرتبطة بالمضاعفات الخطيرة للشرايين التاجية أو المرأة التي تصاب بهذا النوع من البدانة تتعرض لنفس المضاعفات وتركز البدانة في المرأة على شكل"كمثري"، وهي المناطق التي تتركز فيها الدهون في الجزء السفلى من الجسم أي الأرداف والفخذين والساقين، وهي أقل خطورة من البدانة الرجالي، ولكن من مضاعفاتها آلام الركبتين ودوالي الساقين.
وأكد الدكتور طاهر أنه "يمكن استيعاب مشكلة البدانة في بدايتها بشرط معرفة الوحدة الأساسية، التي يتكون منها البدانة. فالدهون تختزن في خلايا خاصة تسمى "الخلايا الدهنية"، ويتكون من مجموعها النسيج الدهني. وهذا النسيج يوجد تحت الجلد وداخل تجويف البطن في مسار الأمعاء ومنديل البطن وحول الكليتين، والشخص البالغ غير البدين يحتوي جسمه على ما يقرب من 25 إلى 30 بليون خلية دهنية. أما في حالات البدانة المفرطة، فقد يصل العدد إلى 260 بليون خلية.
والخلية الدهنية في الوزن الطبيعي تحتوي على 5. إلى 6. ميكروجرام دهن. والحد البيلوجي الأعلى للخلية في حالة البدانة لا يزيد عن 1 ميكروجرام.
ويزداد عدد الخلايا الدهنية سريعًا خلال السنة الأولى بعد الولادة ويصل تقريبًا إلى 3 أضعاف العدد بعد الولاده مباشرة. وبعد السنة الأولى يزداد العدد بالتدريج حتى تقريبًا السنة العاشرة. ثم يزداد العدد وحجم الخلايا أثناء البلوغ وفي سن الرشد. وبعد ذلك تكون الزيادة قليلة. وأثناء الحمل يعتقد أن معظم الخلايا الدهنية تتكون في الثلث الأخير من الحمل، فإذا ازداد وزن الحامل عن المعدل الطبيعي للحمل في الثلث الأخير من الحمل، يؤدي ذلك إلى زيادة عدد الخلايا الدهنية في المولود وكذلك يزداد العدد عند استعمال الرضاعة الصناعية، واستعمال المواد الغذائية مبكرًا للمولود.
وأشار إلى أن "العوامل البيئية من أهم أسباب البدانة، وليس الاعتقاد السائد بين معظم عامة الناس وكثير من العاملين في المهن الطبية، بأن البدانة سببها فقد السيطرة والتحكم في عادات الأكل هو اعتقاد خاطىء، ومن المحتمل أن لا توجد حالات بدانة سببها ببساطة كثرة الأكل.
ونصح الدكتور طاهر بـ "تنظيم الوجبات وعدم إهمال أية وجبة، وعدم أهمال نوع معين من الأكل مثل النشويات أو البروتينات أو غيرها بدعوة الرجيم أو أتباع حمية غذائية، بينما يجب البحث عن أسباب البدانة الحقيقة".
أرسل تعليقك