الكابوس المتواصل للمسعفين بمواجهة القصف الإسرائيلي في غزة
آخر تحديث GMT12:08:39
 العرب اليوم -

الكابوس المتواصل للمسعفين بمواجهة القصف الإسرائيلي في غزة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الكابوس المتواصل للمسعفين بمواجهة القصف الإسرائيلي في غزة

سيارة اسعاف دمرها القصف الاسرائيلي
غزة – مصر اليوم

مع مغيب الشمس يستعد المسعفون الفلسطينيون لمواجهة ليلة جديدة من الرعب وهم يتنقلون في سياراتهم سعيا لانقاذ جرحى او انتشال جثث اثر غارات اسرائيلية لم تتوقف منذ نحو اسبوعين وحصدت مئات القتلى والاف الجرحى.

ويعمل المسعفون يدا بيد، وكأنهم عائلة واحدة، بعد ان خاضوا معا تجارب تفوق كل تصور، في منطقة اعتادت على الحروب والقصف.

وبلغ عدد القتلى اكثر من 550 قتيلا والاف الجرحى معظمهم من المدنيين، ودمرت مئات المنازل، في الهجوم الكثيف الجوي والبري منذ 8 تموز/يوليو.

ويواصل المسعفون جمع الأشلاء، وأجساد الأطفال التي مزقتها القذائف، رغم كل الضغوط وحالة الانهاك، وشظايا القذائف التي تنهمر عليهم من كل حدب وصوب، من البر والجو. وكثيرا ما يجدون انفسهم عالقين بين النيران الاسرائيلية ونيران الفلسطينيين.

يقول جهاد سليم الذي يعمل مسعفا منذ 17 عاما انه مصر على القيام بواجبه كمسعف رغم الحروب التي عاشها.

الا ان جهاد يأمل الا يسير اولاده على خطاه. "ما نراه مؤلم جدا. ندخل منزلا ونجد اشلاء. يلتقط أحدهم يدا، ويمدها لنا ويقول: خذوها... ولكننا مع الوقت نعتاد على ذلك".

ويتحدث عادل الزعبوط البالغ من العمر 30 عاما هو الآخر بلهجة حازمة "صراحة، انا اتصرف من دون تفكير. اذا رأيت اشلاء، من مسؤوليتي أن أتعامل مع الأمر، وافعل ذلك بمهنية".

وفي هذه الظروف المرعبة، يعيش هؤلاء في حالة خوف دائم من ان يتلقوا نداء استغاثة من منزل اهلهم او اقاربهم.

ويقول الزعبوط انه قرر ان يصبح مسعفا خلال الانتفاضة الثانية. "افضل ما يمكن أن يفعله الانسان، هو مساعدة اخيه الانسان، لي الشرف أن اساعد الآخرين".

ولا يتوقف الهاتف خلفه عن الرنين، ويشرح انهم يتلقون باستمرار اتصالات من اطفال يتسلون بطلب نمرة الاسعاف المجانية.

ويقول سليم ان "اسوأ ما حصل لنا هو جعل رقمنا مجانيا. والان، كل من يريد ان يتاكد ان هاتفه يعمل، يتصل بنا".

ولكن غالبا ما يكون الاتصال للابلاغ عن حالات خطيرة.

وتتصل عائلات تعيش قرب الحدود مع اسرائيل لطلب نقلها بسيارة اسعاف، ولكن المسؤول لا يمكنه ارسال سيارة من دون التنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر.

وصباح الاحد، مع بداية اليوم الذي شهد سقوط اكبر عدد من القتلى والجرحى في غزة، قتل المسعف فؤاد جابر في القصف على حي الشجاعية، شرق غزة، حيث قتل 70 فلسطينيا في ذلك اليوم الدامي.

ورافق جثمانه موكب من سيارات الاسعاف ورفاقه الباكون حتى منزل عائلته حيث تعيش زوجته وطفلته البالغة من العمر سنتين.

وحتى في اوقات الحرب، يضطر المسعفون للتعامل مع حالات عاجلة عادية.

وبين ضحايا الغارات، يتوجهون لنجدة ضحايا حادث سير. وفي مرة تلقوا نداء لاسعاف طفلة سقطت عن الطابق الثالث. اهتم المسعفون بتثبيت عنقها واوصلوها مع اهلها الى مستشفى الشفاء في مدينة غزة.

وفي اليوم الرابع عشر من الهجوم، يقول سليم ان الوضع اسوأ من الحربين الاخيرتين في نهاية 2008 وفي نهاية 2012.

ويقول "كل حرب اسوأ من التي سبقتها. لم يشهد اي بلد في العالم ثلاث حروب في ست سنوات".

ويعمل المسعفون يدا واحدا ليتمكنوا من الصمود في هذه الظروف الصعبة.

"نحن عائلة واحدة" يقول سليم المسؤول عن فريقه الصغير، "نواجه الوضع معا، نتعاون، ننام ونصحو معا".

ورغم كل المعاناة، وربما بسببها، يبقي المسعفون الجو في مركزهم خاليا من التوتر، فيتحدثون عن الحلوى التي سيأكلونها بعد الإفطار، او عمن واجه أقسى الظروف في الليلة الفائتة.

ويقول الزعبوط "نحاول اشاعة اجواء خفيفة، لاننا نعرف ان الهاتف يمكن ان يرن في اي لحظة، وعندها سنخرج، ولكننا لا نعرف ان كنا سنعود".

أ ف ب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكابوس المتواصل للمسعفين بمواجهة القصف الإسرائيلي في غزة الكابوس المتواصل للمسعفين بمواجهة القصف الإسرائيلي في غزة



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - سوسن بدر تتحدث عن حبها الأول وتجربتها المؤثرة مع والدتها

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab