لندن ـ العرب اليوم
وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية الأوضاع التي يمر بها سكان قطاع غزة جراء العدوان الاسرائيلي الاخير بانها "مأساوية "، وقالت "ان عشرات الالاف منهم عادوا الى منازلهم يوم امس بعد عقد هدنة وقف اطلاق نار، وصفتها ب "الهشة"، بين اسرائيل وحركة حماس رفعت من امال انهاء الصراع الذي استمر قرابة شهر ، ليجدوا منازلهم، تحولت الى انقاض، واصبحت غير صالحة للسكن".
واضافت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني، ان مسؤولين محليين وعمال منظمات انسانية بدأوا في تفقد اطلال الدمار الذي سببته الحرب في القطاع المكتظ بالسكان ، مشيرة الى ان التقييمات الحالية حول مستوى الدمار الذي حل على القطاع تخطت التوقعات والتقديرات السابقة بشكل فائق.
ونقلت الصحيفة عن نهاد المغني، من دائرة الهندسة بمدينة غزة، قوله ان "20 الى 25% من البيوت في المدينة دمرت في العدوان الاسرائيلي الاخير".
وقال محمد الكافرنا محافظ بيت حانون، وهي بلدة في شمال شرق قطاع غزة شهدت قتالا عنيفا وقصفا مكثفا من قوات الاحتلال الاسرائيلي، ان "70% من منازل البلدة اصبحت غير صالحة للسكن ، فلا توجد كهرباء او مياه او وسائل اتصالات ، ليس هناك اي وجه من اساسيات الحياة".
واستطردت الصحيفة قائلة: ان التقديرات السابقة التي اشارت الى 65 الف شخص اصبحوا بلا مأوى في غزة تبدو الان متواضعة ، ففي بلدة بيت حانون وحدها يحتاج قرابة 30 الف مواطن الى اعادة تسكين ، والبلدة مجرد واحدة من عشرات المجتمعات والبلدات التي دمرت اثناء اشد الفترات احتداما من القتال.. مشيرة الى ان قطاع غزة، الذي يقطنه نحو 1.8 مليون نسمة، كان يعاني في الاساس من ازمة نقص مزمنة في الاسكان قبل بداية الصراع الاخير.
ولفتت الى ان الامم المتحدة وصفت، يوم امس، مستوى الدمار الذي حل على القطاع بانه "غير مسبوق".
واستمرت الغارات الجوية الاسرائيلية في قصف قطاع غزة حتى الاتفاق على وقف اطلاق النار مساء الاحد الماضي، وقال مسؤولون عسكريون اسرائيليون انهم هاجموا مواقع واهداف لحركة حماس قبل بداية الهدنة.
ولقي نحو 20 شخصا مصرعهم منذ انتهاء فترة هدنة وقف اطلاق النار السابقة يوم الجمعة الماضي وحتى بداية الهدنة الجديدة ، لترتفع حصيلة الشهداء الفلسطينيين الى اكثر من 1900 قتيل، غالبيتهم من المدنيين، خلال العدوان الاسرائيلي.
ولا يزال قرابة 200 الف شخص يحتمون في الملاجئ التي تديرها الامم المتحدة، خائفين او غير قادرين على العودة الى منازلهم، مع وجود اعداد كثيرة اخرى يسكنون عند اقاربهم.
وشهدت اسعار السلع الغذائية ارتفاعا كبيرا منذ بداية العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ، حيث تضررت المزارع والحقول بشدة وأصبح من الصعب الوصول اليها.
(قنا )
أرسل تعليقك