القدس المحتلة ـ العرب اليوم
وضع الاحتلال الإسرائيلي قوات جيشه وشرطته في حالة تأهب، صباح اليوم الجمعة، شرق القدس والضفة الغربية ومحيط قطاع غزة تحسبا لتجدد أعمال الشغب والعنف في أعقاب إعلان حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي وتنظيم فتح اليوم عما وصفته بيوم غضب.ومن جهة أخرى، فرضت شرطة الاحتلال قيودا على دخول المصلين المسلمين الحرم القدسي الشريف اليوم الجمعة، حيث سيُسمح للرجال من سن الأربعين وما فوق بدخول الحرم بينما لن تفرض قيود على دخول النساء، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.وتقرر فرض هذه القيود في ختام جلسة لتقييم الأوضاع ترأسها قائد شرطة لواء القدس الميجور جنرال موشيه إدري.
وتأتي هذه الإجراءات على خلفية المصادمات بين الفلسطينيين والمستوطنين منذ مطلع الشهر الجاري بسبب الإجراءات الإسرائيلية بشان الحرم القدسي والسماح لليهود خلال الأعياد اليهودية بدخول باحات الحرم.ويبدو أن اليوم سيشهد مواجهات عنيفة ربما تفوق المواجهات التي حدثت خلال الأيام الماضي بين الفلسطينيين والاحتلال، إذ تمكنت حشود فلسطينية غاضبة فجر اليوم، من إحراق قبر يوسف شرق مدينة نابلس، بالضفة الغربية المحتلة، بعد إضرام النار داخله وفي محيطه.
وقال شهود عيان إن مئات المواطنين شرعوا، الليلة الماضية، بالرباط أمام منازل ثلاثة أسرى فلسطينيين يهدد الاحتلال الإسرائيلي بهدمها في مدينة نابلس تعود لمنفذي عملية "ايتمار" التي وقعت في مطلع الشهر الجاري وأدت إلى مصرع ضابط استخبارات إسرائيلي وزوجته.وأوضحت مصادر محلية أن مسيرات عفوية غاضبة انطلقت من أماكن الرباط، وجابت العديد من شوارع مدينة نابلس طوال ساعات الليل وردد المشاركون فيها الهتافات الحماسية، وأضافت أن مئات الشبان اقتحموا القبر، وأقدموا على تكسير محتوياته والسياج المحيط به، ومن ثم أضرموا النار داخله والتي أتت على أجزاء واسعة منه.
وتدخلت عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية بعد اندلاع حريق كبير في المكان، وأطلقت النار في الهواء بكثافة لتفريق الشبان الغاضبين.تجدر الإشارة إلى أن موقع "قبر يوسف" كان مسجدا قبل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية في يونيو عام 1967، ويعود لأحد الرجال المصلحين قديما من بلدة بلاطة البلد، يدعى" يوسف دويكات"، لكن اليهود يزعمون أن عظام النبي يوسف بن يعقوب أحضرت من مصر ودفنت في هذا المكان، ويرى الفلسطينيون في ذلك تزييفا للحقائق التاريخية هدفه سيطرة إسرائيل على المنطقة بذرائع دينية.
ويزور المستوطنون الموقع كل أسبوع، بحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفي كل مرة تفرض فيها زيارة المستوطنين للمقبرة تغلق القوات الإسرائيلية المنطقة المحيطة به وغالبا ما تندلع في المنطقة اشتباكات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين.وفي السياق ذاته، توفي صباح اليوم، شاب فلسطيني، متأثرًا بجراح أصيب بها خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، شمالي قطاع غزة.وقال أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، في بيان له إن "الشاب شوقي عبيد (37 عامًا) من مخيم جباليا توفي صباح اليوم، متأثرًا بجراح أصيب بها الأسبوع الماضي، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي عند معبر بيت حانون (إيرز)، شمالي قطاع غزة".
وبوفاة الشاب عبيد، ترتفع حصيلة القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة بفعل الغارات الإسرائيلية والمواجهات مع جيش الاحتلال إلى 12 شخصًا.وتشهد المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس مواجهات واسعة، منذ مطلع أكتوبر الجاري، على خلفية اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.وقُتل 34 فلسطينيا، بينهم 7 أطفال في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، في مواجهات مستمرة منذ بداية أكتوبر الجاري، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
أرسل تعليقك