الخرطوم ـ عبدالقيوم عاشميق
يبدأ وفد من مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، الأحد، زيارة إلى الخرطوم تستمر 3 أيام، يلتقي خلالها وزير الخارجية السوداني علي كرتي وعددًا من المسوؤلين الحكوميين، كما يزور ولايات دارفور.
وقال مدير إدارة الاتحاد الأفريقي في وزارة الخارجية السفير عبدالمنعم عثمان، إن "الوفد يضم ممثلين للدول الأعضاء في المجلس على مستوى المندوبين الدائمين في الاتحاد الأفريقي، يترأسه مندوب نيجيريا رئيس الدورة الحالية للمجل، وأن الوفد سيلتقي رؤساء البعثات الدبلوماسية الأفريقية المعتمدة في الخرطوم، وأن الهدف من زيارة وفد مجلس السلم والأمن هو تفقد البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي العاملة في دارفور (اليوناميد)، باعتبار أن المجلس مشرف على قضايا السلم والأمن في القارة الأفريقية".
وأضاف السفير عثمان، أن "محطات الزيارة في دارفور تشمل لقاء والي شمال دارفور عثمان يوسف كبر، ويتفقد مقر رئاسة بعثة اليوناميد في الفاشر، ومنطقة كبكابية التي كانت مسرحًا لبعض أعمال العنف، وتشمل زيارة الوفد ولاية جنوب دارفور حيث يستمع إلى شرح عن تطورات الأوضاع في جنوب دارفور".
وأكد الناطق باسم تحالف أحزاب وحركات سلام دارفور الموقعة على اتفاقات السلام مع الحكومة السودانية، محمد عبدالله المحامي، في تصريحات له لـ"العرب اليوم" في تعليقه على الزيارة، أن "الدور الأفريقي في التعاطي مع دارفور يمكن وصفه بالجيد، رغم أن هناك بعض المواقف داخل الاتحاد الأفريقي حاولت التعامل مع الملف بطريقة ملتوية، لكن الموقف الكلي داخل الاتحاد قطع الطريق أمام رغبات بعض الأطراف داخله في تحويل ملف أزمة دارفور إلى الملعب الدولي، وأنه من الأفضل للحكومة السودانية أن يظل الملف داخل البيت الأفريقي".
وأوضح المحامي، أن "بعض الأطراف الدولية غير بعيدة عن التدخل في بعض قرارات الاتحاد الأفريقي الخاصة بدارفور، وأن البعثة الأممية لا تستطيع في كثير من الأوقات توفير الحماية لأفرادها، وأن مهمة البعثة واجهتها الكثير من المصاعب، وأن الحديث عن أنها تعمل لحفظ السلام ونجحت في ذلك حديث لا تسنده الحقائق والواقع على الأرض وشواهد ذلك عدة، إذ أنها فشلت في وقف استهداف جنودها، كما أن بعض الحوادث أظهرت عدم قدرتها على الاستجابة الفورية لاحتواء بعض أعمال العنف في بعض المناطق ومعسكرات النازحين، وإن تفويض البعثة لا يعطيها حق التدخل العسكري المباشر، لكن تعامل البعثة وفق تفويضها الخاص بالعمل على حفظ السلام وحماية المعسكرات لم يكن بالمستوى المطلوب"، مشيرًا إلى أن "ضعف الإمكانات وتدريب أفرادها وطبيعة الإقليم الوعرة كلها تسببت في ضعف مردود عمل البعثة، وأن الأوضاع في دارفور متوترة الآن، وأن هناك موجة عنف جديدة بدأت في الإقليم، بتجدد القتال بين الحكومة وحركة (تحرير السودان) جناح مني اركو مناوي".
وأعلن والي شمال دارفور عثمان يوسف كبر، في تصريح مقتضب لـ"العرب اليوم" عبر الهاتف من مدينة الفاشر مقر رئاسة البعثة وعاصمة شمال دارفور، أنه "لا أحد ينكر الدور الإيجابي الذي قامت به (اليوناميد) في دارفور، وأن هناك بعض النواقص لكن مجملاً نجحت (اليوناميد) في تنفيذ الكثير من المهام ضمن تفويضها، فقد أوصلت بآلياتها الحاجات الإنسانية لبعض المتأثرين في بعض المناطق في الإقليم، وساعدت في نقل الجرحى من منطقة جبل عامر بعد الاشتباكات الأخيرة على خلفية صراع الأهالي حول التعدين التقليدي عن الذهب".
أرسل تعليقك