الرباط ـ رضوان مبشور
اختتم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوف روس المكلف بنزاع الصحراء الغربية، جولته لمنطقة المغرب العربي، بزيارته للجزائر، بعد زيارته لكل من المغرب وجبهة البوليساريو وموريتانيا.
وعقب زيارته للجزائر، أكد روس على ضرورة إيجاد حل لقضية الصحراء الغربية، التي استمرت لأكثر من 38 عامًا، كما حذر من الأوضاع الأمنية الخطيرة التي تشهدها منطقة الساحل والصحراء.
وقبل زيارته للجزائر، زار المبعوث الأممي موريتانيا، حرصًا منه على إشراكها بمساعدة الجزائر في الجولات المقبلة للمفاوضات، باعتبارهما دولتين معنيتين بالنزاع القائم بين المغرب وجبهة البوليساريو، المطالبة بالانفصال منذ 1975.
كما قام كريستوف روس بزيارة إلى مخيمات تندوف في الجزائر، حيث التقى هناك بكل من زعيم "الجبهة" محمد ولد عبد العزيز، إضافة إلى مجموعة ممن يعتبرون أنفسهم "مدافعين عن حقوق الإنسان" في المخيمات، حيث حاول هؤلاء توجيه تصريحات للمبعوث الأممي ضد سلطات الرباط، غير أن المتتبع لتصريحات روس لن يسجل فرقًا بين تصريحاته في مختلف العواصم التي زارها، حيث أكد في كل مرة على المخاطر التي تتهدد منطقة الساحل والصحراء، وضرورة إيجاد حل عاجل لقضية الصحراء، بناءًا على مقررات الأمم المتحدة.
وأكد كريستوف روس أن زيارته لكل من المغرب وجبهة البوليساريو وموريتانيا والجزائر، تأتي في إطار المساعي التي تبذلها الأمم المتحدة لحل هذا النزاع، الذي تتداخل فيه مجموعة من الأطراف، كما دعاها إلى الحوار، على أن يقدم تقريره النهائي أمام مجلس الأمن الدولي في الـ 22 من نيسان/أبريل الجاري، وهو التقرير الذي دأب المبعوث الأممي على تقديمه سنويًا أمام مجلس الأمن الدولي.
ومن المنتظر أن تنعقد جولة جديدة من المفاوضات، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بين كل من المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية، في حضور كل من الجزائر وموريتانيا، حيث تبين من خلال زيارات كروستوف روس للمنطقة أنه يسعى لجعلها جولة مفاوضات مباشرة بين الأطراف، بعد فشل 9 جولات سابقة، والتي أدت في وقت من الأوقات إلى سحب المغرب ثقته من المبعوث الأممي، قبل أن يعود ويجدد ثقته فيه، بعد التزامه بالتقيد بمهمته كمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة، دون الخوض في بعض القضايا، التي أصرت جبهة البوليساريو الانفصالية على إدخالها في المفاوضات.
وكان المغرب في وقت سابق بعد زيارة روس للرباط، قد عبر أنه سيقبل بصدر رحب اقتراح المبعوث الأممي بالحل الفدرالي لحل نزاع الصحراء، مع العلم أن المغرب سبق له أن قدم مقترحًا وصف بالطموح والجريء، حيث دعا في 2007 إلى منح الصحراء الغربية حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت السيادة المغربية، إلا أن جبهة البوليساريو رفضت هذا المقترح، وطالبت بإجراء استفتاء شعبي يقرر من خلاله الشعب الصحراوي مصيره، سواءًا بالانفصال أو الانضمام إلى المغرب، أو القبول بالحكم الذاتي الموسع، الذي اقترحته سلطات الرباط، لكن مقترح جبهة البوليساريو الانفصالية المدعومة من طرف الجزائر، القاضي بإجراء استفتاء شعبي في المنطقة، لم يلقى ترحيبًا دوليًا بحكم صعوبة تنفيذه على أرض الواضع، مع الاختلاف الحاصل بين المغرب وجبهة البوليساريو بشأن تحديد الأشخاص المؤهلين بالتصويت في الاستفتاء.
أرسل تعليقك