بيروت ـ جورج شاهين
عقدت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه، الاربعاء، مؤتمرا تحضيريا عن الخطة الخمسية لتسليح الجيش، برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي وحضوره، في نادي الضباط في اليرزة، وفي حضور ضباط أركان قيادة الجيش الكبار، منسق الحكومة اللبنانية لدى الأمم المتحدة اللواء الركن عبد الرحمن شحيتلي، الممثل المقيم للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، قائد القوات الدولية باولو سيرا على رأس وفد، الملحقين العسكريين للدول المشاركة في قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان،الملحقين العسكريين للدول غير العاملة في قوات الأمم المتحدة وسبق وقدمت دولهم مساعدات للجيش اللبناني والملحقين العسكريين للدول الخمسة الدائمة العضوية في الأمم المتحدة.
بدأ المؤتمر بالنشيد الوطني ونشيد الأمم المتحدة، ومن ثم كانت كلمة اللواء الركن شحيتلي قال فيها: "في هذا اليوم، المميز من مسيرة مؤسستنا العسكرية، يسرنا أن نطلق الخطة الخمسية لتسليح الجيش، والتي تم إنجازها بمواكبة وتوجيهات مستمرة من قائد الجيش العماد جان قهوجي، وبجهود جبارة ليس من قبل اللجنة المختصة فحسب، بل ايضا من خلال تضافر جهود الأجهزة والوحدات العسكرية المعنية كافة".
وأشار الى ان "الهدف من الخطة هو زيادة قدرات الجيش والإرتقاء به الى المستوى الذي يمكنه من أداء مهماته الوطنية المطلوبة والتي تزداد يوما بعد يوم"، آملا "مواصلة الأمم المتحدة والجيوش الصديقة دعمها للجيش وإبداء الإهتمام اللازم بهذه الخطة".
ثم تحدث قائد الجيش العماد قهوجي فقال: نلتقي وإياكم اليوم لإطلاق العمل بالخطة الخمسية لتسليح الجيش اللبناني. ان هذه الخطة أحد أهم إنجازات المؤسسة العسكرية في الأعوام الأخيرة، التي تعبر عن تطلعاتنا من أجل جيش قوي يتمتع ضباطه وعسكريوه بأفضل الخبرات والتجهيزات لحماية النظام اللبناني وسلامة بلدنا من أخطار الداخل والخارج. وإقرار مجلس الوزراء للخطة الخمسية اعتراف بالدور الذي أداه الجيش على المستويين الأمني والعسكري لحفظ استقرار لبنان ووحدته وسيادته".
اضاف: "لقد أقرت الخطة في وقت يواجه لبنان تحديات أمنية في أكثر من منطقة سعيا الى تمرير الفتنة السورية اليه، وفي وقت تستمر الإعتداءات الإسرائيلية، وتتواصل أعمال الخلايا الإرهابية التي يلاحقها الجيش. ان كل هذه التحديات تفترض أولا وآخرا تعزيز دور الجيش ومده بالتجهيزات اللازمة لتمكين عناصره من أداء واجبهم بأفضل الطرق الحديثة الممكنة، لقد أثبتت تجربة ضبط الحدود البحرية والبرية، والأحداث الداخلية تزامنا مع الأزمة السورية، الحاجة المتزايدة الى معدات حديثة، ومضاعفة قدراتنا العسكرية وتجهيزاتنا، لتسير على قدم المساواة مع كفاءة ضباطنا وعسكريينا الذين يتابعون دورات خاصة في لبنان والخارج بفعل تعاون الدول الصديقة".
وتابع: "إننا نعيش اليوم أدق مرحلة في تاريخنا الحديث، والجيش مدرك لحجم الأخطار التي تقترب منا، وهو جاهز لبذل كل التضحيات كما كانت حاله دائما كي يحافظ على وحدة لبنان، حائزا على ثقة اللبنانيين ووقوفهم الى جانبه".
وختم: "وإننا إذ نشكر ممثلي الدول الصديقة التي وقفت الى جانب لبنان في محنته الطويلة، والى جانب المؤسسة العسكرية منذ إنشائها، نأمل استمرار التعاون والدعم العسكري لهذه الخطة - الإنجاز، بما يخدم استقرار لبنان، لأنه مفتاح الإستقرار في المنطقة".
وألقى بلامبلي كلمة جاء فيها: "يسرني أن البي دعوتكم اليوم للتحدث إلى جانب قائد الجيش العماد جان قهوجي واللواء شحيتلي في هذا الحدث المهم. إن الحضور الكثيف اليوم ما هو إلا شهادة على الرغبة العميقة للمجتمع الدولي لدعم إستقرار لبنان".
اضاف: "إن القوات المسلحة اللبنانية التي تواجه تحديات متعددة هي ركيزة هذا الإستقرار. إن الجيش اللبناني هو شريك الأمم المتحدة الأساسي في تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أرسى بالأمن والإستقرار في جنوب البلاد بشكل خاص وعلى لبنان بشكل عام على مدار السنوات السبع السابقة. لكن المجتمع الدولي ما زال قلقا على الإستقرار العام في لبنان في ضوء التحديات الأمنية المتكررة التي يواجهها الجيش اللبناني داخل البلاد وعلى الحدود، كما أوضح مجلس الأمن مرارا".
وأكد انه "بالدعم السياسي المكين لفخامة رئيس الجمهورية والقيادات اللبنانية كافة، أثبت الجيش قدرته على منع النزاع. لكن قدرة الجيش على التمكن من فعل ذلك بطريقة فعالة تعتمد بشكل أساسي على القدرات المتاحة لديهم. وعلى هذا الأساس فقد قام الجيش، بدعم من السلطات اللبنانية، بتحضير الخطة الخمسية التي سنناقشها اليوم".
وهنأ الجيش "على الجهود الجبارة لتحضير هذه الخطة المهنية، الشفافة والجامعة"، مشيرا الى ان هذه الخطة تصف متطلبات تطوير الجيش للسنوات الخمس المقبلة بأهداف واضحة مبنية على أسس واقعية وحديثة".
وقال: "أتطلع قدما لمناقشة هذه الخطة في هذا الصباح، وأنا على علم بأن الجيش اللبناني قد قام وما زال يقوم بجهود كبيرة لتطويرها. كما نتطلع قدما لدعم إضافي ومتزايد من المجتمع الدولي للجيش اللبناني".
اضاف: "إنه يشرفني كممثل للأمين العام للأمم المتحدة أن أذكر ما قاله الأمين العام في هذا السياق حيث رحب في أخر تقرير له لمجلس الأمن بالعمل على الخطة الخمسية لتطوير قدرات الجيش والمجهود الخاص لتضمين أهداف ومتطلبات الحوار الإستراتيجي، والتي باشرت به اليونيفيل مع الجيش اللبناني في ما يخص المتطلبات في جنوب لبنان، ضمن الخطة. وقد حث الأمين العام الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي على دعم الخطة حين انتهائها وعبر عن إستعداده لفعل المستطاع لدعم الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية في سعيهم لتطبيق هذه الخطة".
وختم، مؤكدا "أن مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان وقوات اليونيفيل سيبذلان كل ما بوسعهما للعمل مع السفارات الموجودة اليوم، والتي قدمت مساعدتها للجيش في السابق، للعمل على دعم هذه الخطة"، وهنأ "قائد الجيش العماد قهوجي واللواء شحيتلي وفريق الجيش اللبناني الذي قام بصياغة الخطة على العمل الدؤوب للخروج بخطة على مستوى عال من المهنية".
وألقى رئيس بعثة اليونيفيل سيرا كلمة قال فيها: "يشكل دعم الجيش اللبناني عنصرا أساسيا في ولاية اليونيفيل، كما ان تعاوننا في تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 هو من صميم حياتنا اليومية أثناء تنفيذنا للعمليات على الأرض، وهو يرتكز على أسس متينة تتمثل بالثقة والإحترام المتبادلين".
وتابع: "أود أن أعرب للجيش اللبناني عن خالص التقدير، وهو لا يزال لليونيفيل شريكا صلبا في جنوب لبنان على الرغم من الحاجة المتزايدة له في أنحاء أخرى من البلاد". يتسم تعاوننا بالصلابة على الصعيد الإستراتيجي أيضا، حيث يحدونا هدف مشترك نتشاطره مع شركاء دوليين حاضرون معنا اليوم، ألا وهو بناء قدرات الجيش اللبناني حتى يتمكن على نحو تدريجي ومستدام من تولي بعض مهام اليونيفيل التي ننفذها حاليا بشكل مشترك بموجب القرار 1701".
وختم: "ان العديد من الدول المساهمة في القوات الدولية في اليونيفل ممثلة هذا اليوم، وقبل أن أختم دعوتي استغل هذه الفرصة لأعرب صادقا عن تقديري لممثلي هذه الدول على دعمهم الذي لا يكل لليونيفيل والجيش اللبناني جنوب لبنان".
أرسل تعليقك