القاهرة ـ وكالات
اعتبر أزهريون وخبراء سياسيون مصريون الثلاثاء أن عملية انتخاب المفتي، عبر الاقتراع السري المباشر للمرة الأولى في تاريخ مصر الحديث، بعثت برسالة واضحة لقوى السلطة والمعارضة بشأن كيفية إجراء انتخابات حرة ومستقلة ذات مصداقية.
وكانت هيئة كبار العلماء التابعة للأزهر قد انتخبت أمس الاثنين شوقي عبد الكريم علام، رئيس قسم الفقه في كلية الشريعة بجامعة الأزهر فرع طنطا (شمال القاهرة)، وهو وسطي بلا انتماءات سياسية، لشغل منصب المفتي، خلفا للشيخ علي جمعة، الذي تنتهي فترة عمله في مارس/ آذار المقبل، وتم رفع اسم المفتي المنتخب إلى الرئيس محمد مرسي للتصديق على انتخابه.
وقبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 كان يتم تعيين كل من شيخ الأزهر والمفتي بقرار مباشر من رئيس الجمهورية، فيما ينص الدستور الجديد على اختيار هيئة كبار العلماء لمرشح يصدق الرئيس على تعيينه.
وقال سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية، لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، إن "الأزهر قدم نموذجا فريدا للقوى السياسية المتناحرة على الساحة المصرية، من سلطة ومعارضة".
ورأى أنه "لا بد لهذه القوى أن تستفيد من هذه التجربة، التي تؤسس لأسلوب مفتقد في المشهد السياسي، في ظل أداء متخبط وحالة استقطاب حادة بين تلك القوى المتناحرة".
ومضى صادق قائلا إن "عملية انتخاب المفتي تمت دون اتهام ولا استقطاب ولا مناكفة، وفي حالة من الشفافية، أثمرت نتيجة دعمت مصداقية مؤسسة الأزهر والإفتاء، بعيدا عن مصالح القوى الحاكمة في البلاد".
وأرجع "عدم ظهور تدخل للسلطة في انتخابات الأزهر" إلى "قوة المؤسسة الدينية".
محمد عبد السلام، المستشار القانوني لشيخ الأزهر، رأى هو الآخر أن "عملية انتخاب المفتي قدمت تطبيقا عمليا لكيفية إجراء الانتخابات، حيث المعايير الموضوعية في اختيار المرشحين دون وساطة، وإجراء اقتراع مباشر وفقا لآلية ديمقراطية حققت الشفافية".
وأضاف عبد السلام أن "المعايير أهلت من تتوفر فيه الصلاحية لشغل منصب المفتي، في عملية تحققت لها الشفافية، فحظيت بقبول كافة الأطراف".
أرسل تعليقك