يجري جيش الاحتلال الإسرائيلي حاليا تحقيقا فيما إذا كانت غارته الجوية في جنوب غزة نجحت في قتـ ل القائد الأعلى لحركة حماس، محمد الضيف، يوم السبت.وذكر مسؤول إسرائيلي أن هناك سببًا للاعتقاد بأن الضربة حققت هدفها، لكن التقييم الشامل جارٍ.
مسؤولو حماس نفوا مقتل الضيف، مؤكدين أنه كان في صحة جيدة بما يكفي للاستماع إلى مؤتمر صحفي عقده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نفس الليلة.وقال خليل الحية، المسؤول الكبير في حماس، لوسائل الإعلام العربية، مع التصريحات التي أعادت حماس نشرها: “محمد ضيف يسمعكم الآن ويسخر من تصريحاتكم الكاذبة الفارغة من مضمونها”.
ووفقا لتحليل وول ستريت جورنال، إذا تأكدت وفاة الضيف فستكون أهم عملية تصفية لقيادي كبير في حماس على يد إسرائيل خلال أكثر من تسعة أشهر من الصراع في قطاع غزة.
مفاوضات السلام في خطر
خلافا للتقارير الإعلامية، نفى متحدث باسم حماس أن تكون الحركة قد انسحبت من المفاوضات الرامية إلى وقف الصراع مقابل إطلاق سراح الرهائن.
وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أنه على الرغم من عدم تلقي أي رد رسمي من حماس، إلا أنه قد يصل قريبا. وقد فشلت المفاوضات السابقة التي توسطت فيها الولايات المتحدة والدول العربية، ولكن تم إحياء الجهود مؤخرًا.
جمع المعلومات الاستخباراتية
قد تستغرق إسرائيل أياماً أو أسابيع لتأكيد مصير الضيف، على غرار الأسبوعين المطلوبين للتحقق من وفاة نائبه مروان عيسى بعد غارة مارس. وشدد يوسي كوبرفاسر، رئيس قسم الأبحاث السابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، على أن المعلومات الاستخبارية الموثوقة، مثل الأدلة الفوتوغرافية، ستكون حاسمة. ونظراً لتاريخ الضيف في النجاة من محاولات الاغتيال، فإن المسؤولين الإسرائيليين يتصرفون بحذر.
الضحايا والانتقادات
أدت الغارة الجوية على المواصي إلى استشهاد 90 فلسطينيا، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، وفقا للسلطات الصحية في غزة. ويزعم المسؤولون الإسرائيليون أن الغارة استهدفت منطقة مسيجة تسيطر عليها حماس، وليس منطقة خيام مأهولة بالمدنيين، وأن معظم القتلى كانوا من المسلحين، بما في ذلك حراس الضيف وقائد آخر من حماس، رافع سلامة.
وأثارت الغارة انتقادات من حركة فتح، منافسة حماس السياسية، التي اتهمت حماس بتعريض حياة المدنيين للخطر.
تراث الضيف وتأثيره
محمد ضيف شخصية بارزة في حماس، وله الفضل في تحويل جناحها المسلح، كتائب عز الدين القسام، من ميليشيا متمردة إلى قوة عسكرية هائلة. ونجا الضيف، واسمه الحقيقي محمد المصري، من عدة محاولات اغتيال على مر السنين، ليصبح رمزا للمقاومة بين الفلسطينيين. إن طبيعته المراوغة وعقله الاستراتيجي جعلت منه هدفا رئيسيا لإسرائيل.
التداعيات الاستراتيجية
إن الموت المحتمل للضيف من شأنه أن يشكل نصراً استراتيجياً كبيراً لإسرائيل، مما يقوض القيادة العسكرية لحماس. وسلط مايكل ميلشتين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب، الضوء على مكانة الضيف الأسطورية بين الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن وفاته سيكون لها تداعيات رمزية وعملياتية كبيرة على حماس.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
حماس تؤكد حرصها على إنجاح الهدنة وترفض مشاركة قوات أجنبية في إدارة غزة
حماس تؤكد قرار مجلس الأمن غير كافي ولا تلبي متطلبات الوضع الكارثي بغزة
أرسل تعليقك