سجناء يموتون في زنزاناتهم بسبب نقص العناية الصحية في لبنان
آخر تحديث GMT13:55:25
 العرب اليوم -

سجناء يموتون في زنزاناتهم بسبب نقص العناية الصحية في لبنان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - سجناء يموتون في زنزاناتهم بسبب نقص العناية الصحية في لبنان

سجون لبنان
بيروت - العرب اليوم

بعد رفع الصوت للتصدي لأزمة الغذاء داخل سجون لبنان جراء تخفيف عدد الوجبات والكميات التي تُقدم للسجناء نتيجة الأزمة الاقتصادية والمالية التي يرزح تحتها البلد منذ عامين، دخلت الأزمة اليوم مرحلة جديدة وأشد خطورة بعد تعذر تأمين علاج الكثيرين من المرضى السجناء ما أدى لوفاة 7 منهم خلال الشهر الماضي، حسب ما أكد كل من «مدير مركز حقوق السجين» في نقابة المحامين في طرابلس محمد صبلوح ورئيسة جمعية «نضال لأجل الإنسان» ريما صليبا، وهو ما نفاه مصدر أمني قائلاً: «إننا لا نزال نؤمن الطبابة 100 في المائة للحالات الطارئة».
وكانت إدارة السجون تتكفل بتأمين العلاج والأدوية لكل السجناء، لبنانيين وأجانب قبل عام 2019، لكن هؤلاء اليوم أصبحوا متروكين لمصيرهم جراء شح السيولة في كل مؤسسات الدولة، فباتت المستشفيات تطالب السجناء تماماً كما تطالب كل المواطنين بدفع تكاليف علاجهم قبل دخول المستشفى وبالدولار الأميركي نقداً.
ويصف أحد السجناء في سجن رومية، وهو أكبر السجون اللبنانية الواقع شرق بيروت، الوضع هناك بـ«المأساوي» خصوصاً على صعيد الطبابة، ويقول السجين وعمره 33 عاماً في اتصال  إن «إدارة السجن كانت تؤمن العلاج والأدوية لجميع المرضى، «أما اليوم فقد بات على السجين أن يؤمن أدويته بشكل كامل إلا مرضى الأمراض المستعصية والمزمنة التي لا تزال إدارة السجن تؤمن جزءاً منها».
ويشير السجين إلى أن سجيناً آخر كان بحاجة ماسة لعملية جراحية بالقلب «وقد طلب منه المستشفى تأمين مبلغ 7500 دولار أميركي لإجراء العملية، وقد استلزم ذلك نحو 4 أشهر، وهو توفي بعد تأمين المبلغ لأن وضعه تدهور مع مرور كل هذا الوقت». ويروي السجين حادثة أخرى تعرض لها سجين آخر قبل أيام حين تعرض لكسر في يده وبقي يتألم ثلاثة أيام في زنزانته قبل تأمين مبلغ الــ600 دولار الذي طلبه المستشفى.
ويقر مصدر أمني بأن الحالة في السجون وخصوصاً موضوع الطبابة «يُرثى لها»، موضحاً أن «الموازنة المخصصة لعلاج المرضى وتأمين أدويتهم تندرج ضمن موازنة قوى الأمن الداخلي التي باتت محدودة جداً نتيجة انهيار سعر الصرف»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «الضابط أو العنصر في قوى الأمن والسجين يخضعون لنفس الآلية. حتى أننا نعطي الأفضلية حالياً لمعالجة السجين وإعطائه الدواء على عنصر قوى الأمن من منطلق أن العنصر قادر بطريقة ما أن يتدبر أموره، أما السجين فلا يستطيع ذلك وهو داخل زنزانته».
وينفي المصدر أن يكون أي سجين قد توفي بسبب نقص الطبابة، «فنحن لا نزال نؤمن الطبابة 100 في المائة للحالات الطارئة وهذا خط أحمر بالنسبة لنا». ويشير إلى أن «تفشي حالات الجرب ليس مرده لنقص في الأدوية أو العلاج إنما لعدم توافر ملابس وفرش جديدة للسجناء المصابين».
من جهته، يعتبر مدير مركز حقوق السجين في نقابة المحامين في طرابلس محمد صبلوح أن ما يحصل «أكبر من معاناة وهو مأساة حقيقية باعتبار أن السجناء المرضى يموتون داخل زنزاناتهم وقد تخطى عددهم الــ7 الشهر الماضي نتيجة تأخر حصولهم على العلاج المناسب». ويلفت صبلوح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الجهود التي تبذل اليوم هي لجمع تبرعات للسجناء المرضى لدفع الفروقات المطلوبة في المستشفيات»، مشدداً على وجوب استحداث مستشفى ميداني في السجون المركزية كسجن رومية الذي يستقبل أكثر من ثلاثة آلاف سجين، مضيفاً: «صحة هؤلاء وتأمين طبابتهم ليست مسؤولية وزارة الداخلية وحدها إنما وبشكل أساسي مسؤولية وزارة الصحة».
ويبلغ عدد السجون اللبنانية 25 سجناً ويبلغ عدد السجناء حسب إحصاء حديث 6989 سجيناً موزعين ما بين 5391 في سجن رومية المركزي والسجون الأخرى، و1598 موقوفاً في النظارات وقصور العدل وأماكن الاحتجاز التابعة لقوى الأمن الداخلي. واللافت أن 40 في المائة من السجناء في لبنان هم من غير اللبنانيين. ويشكو مسؤولون عن السجون عدم تجاوب «الأونروا» و«مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» مع طلبات رسمية لمساعدة السجناء السوريين والفلسطينيين.
وقال المصدر الأمني إن الاكتظاظ في السجون وبالتحديد في «رومية» بلغ مؤخراً مستويات غير مسبوقة وخصوصاً نتيجة الإضرابات المتواصلة للقضاة ما يؤخر الكثير من المحاكمات.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

لبنان يُطْلَق الخطوة العملية الأولى في مشروع النهوض في مرفأ بيروت

نجيب ميقاتي يَدْعُو إلي تعاون اللبنانيين لِوَقْف إنهيار البلاد وإجراء الانتخابات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سجناء يموتون في زنزاناتهم بسبب نقص العناية الصحية في لبنان سجناء يموتون في زنزاناتهم بسبب نقص العناية الصحية في لبنان



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 العرب اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab