بيروت – جورج شاهين
توصل لبنان والمنظمة العالمية للشرطة الإنتربول إلى تفاهم تمد بموجبه الشرطة الدولية يد العون والدعم إلى لبنان؛ لتعزيز أمن الحدود البرية والبحرية والجوية، وذلك بعد المفاوضات التي أجراها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم مع الأمين العام للإنتربول رونالد كنوبل اللذان التقيا في مقر الشرطة في مدينة ليوزن الفرنسية، واتفقا على سلسلة من التدابير الأمنية الهادفة إلى تعزيز مراقبة الحدود اللبنانية.
وأثناء الزيارة التي قام بها اللواء ابراهيم إلى مقر الأمانة العامة للإنتربول تم الاتفاق على تزويد المعابر الحدودية الرئيسية في لبنان، ومن ضمنها المطار، بمنظومة الإنتربول المتطورة مايند/فايند للتدقيق في جوازات السفر، التي تطيح الوصول الآني إلى قاعدة بيانات الإنتربول لوثائق السفر المسروقة والمفقودة.
وسيصبح في مقدور موظفي إنفاذ القانون في الأمن العام العاملين في المراكز الحدودية اللبنانية الوصول مباشرة إلى قاعدة البيانات هذه للكشف بشكل فوري عن الأشخاص الذين يحاولون إخفاء هويتهم الحقيقية، ولا سيما الأشخاص المطلوبين على الصعيد الدولي، والأشخاص المشتبه في أنهم إرهابيون ومجرمون وضالعون في ارتكاب الجرائم.
وتتضمن قاعدة بيانات الإنتربول لوثائق السفر المسروقة والمفقودة قرابة 36 مليون قيد يمكن للبلدان الـ 190 الأعضاء في الإنتربول الاطلاع عليها، وقد اطّلعت عليها أجهزة انفاذ القانون من جميع أنحاء العالم بمعدل تجاوز 50 مليون مرة في الشهر خلال العام الجاري.
وصرّح اللواء ابراهيم بعد اللقاء بأن تعزيز التعاون الشرطي الدولي عبر شبكة الإنتربول يشكل أولوية بالنسبة للبنان لما ينطوي عليه من فائدة لتعزيز السلامة العامة، وقال: "إن مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب مسألة أمنية ذات أولوية بالنسبة للبنان، ونأمل في توثيق عرى التعاون القائم بيننا وبين الإنتربول لما فيه مصلحة الأمن على كل من الصعيد الوطني والإقليمي والدولي.
كما تم الاتفاق علة توصيل جهاز الشرطة اللبنانية بقاعدة بيانات الإنتربول للنشرات الحمراء التي تتيح تحديد هوية المطلوبين على الصعيد الدولي وبقاعدة بيانات الإنتربول للمركبات الآلية المسروقة، حيث إن سرقة السيارات تمثل مشكلة أمنية بارزة في لبنان، كما يشهد على ذلك اغتيال رئيس وزرائه الأسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 بعبوة ناسفة زُرعت في سيارة مسروقة من اليابان.
وقال الأمين العام نوبل: ’’إن توثيق التعاون بين الإنتربول ولبنان سيعزز قدرة هذا البلد على الكشف عن الأنشطة الإجرامية والإرهابية والتحقيق فيها لما فيه مصلحة لبنان والمنطقة بأسرها.
واختتم الأمين العام قائلاً: "إن التدابير الأمنية التي اتفقنا عليها اليوم مع اللواء ابراهيم تشكل بالتالي خطوة كبرى إلى الأمام ودليلاً على التزام السلطات اللبنانية باتباع التعاون الدولي نهجا لمعالجة المسائل الأمنية"
ووافق الإنتربول أيضاً على مشاركة السلطات اللبنانية في تنظيم الاجتماع العالمي الأول من نوعه لرؤساء أجهزة الهجرة وأمن الحدود، لتبادل المعلومات عن النُهج التي أثبتت فعاليتها في حماية الحدود والتدقيق في هوية الأشخاص الذين يعبرونها.
وقد قبِل الأمين العام نوبل دعوة اللواء ابراهيم، الذي رافقه في هذه الزيارة عضو لجنة الإنتربول التنفيذية السابق العميد جورج بستاني، إلى زيارة لبنان للاجتماع بمسؤولي أجهزة إنفاذ القانون وأمن الحدود والهجرة فيه من أجل تبيان السبل الإضافية التي يمكن للبنان والإنتربول توثيق عرى التعاون بينهما بواسطتها
أرسل تعليقك