تونس ـ وكالات
انتهت عائلة الشاب التونسي عادل الخزري الذي أحرق نفسه قبل يومين، انتهت يوم الخميس 14 مارس/آذار من مراسم دفن جثمان ابنها الراحل ببلدة سوق الجمعة في ولاية جندوبة الفقيرة بشمال غرب تونس العاصمة، في الوقت الذي كان علي العريض رئيس الحكومة التونسية الجديدة يتسلم فيه بشكل رسمي مقاليد السلطة من سلفه المستقيل حمادي الجبالي.
وكان الخزري قد أضرم النار في نفسه في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة تونس في حادثة هي الاولى من نوعها بهذا الشارع الذي يعتبر رمزا للثورة التي اطاحت مطلع عام 2011 بالرئيس بن علي.
ويقول محللون إن وفاة هذا الشاب التونسي البائع المتجول المعدم، الذي انتحر على طريقة الشهيد الراحل محمد البوعزيزي وضعت نهاية سريعة لمفعول الوعود الكثيرة التي أطلقتها هذه الحكومة عن تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية المتدهورة، في اذهان مواطنين باتوا ينشدون الاطمئنان في بلد لم يعرف استقرارا منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي قبل اكثر من سنتين من الآن.
كما يرى المحللون أن مجرد الشبه بين وفاة الخزري ومحمد البوعزيزي مفجر الاحتجاجات في تونس وفي اكثر من بلد عربي، سيجعل حكومة العريض في مواجهة عاصفة من الاحتجاجات لن تنتهي إلا بفشلها واستقالتها كسابقتها حكومة حمادي الجبالي، رغم إكثار قيادات حركة النهضة من أحاديثهم عن الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة وغيرها من المفردات التي يراد بها التغطية على واقع فشل حكومتهم المطلق في تحقيق الحد الادنى من الوفاق بين التونسيين.
من جهته قال الجبالي خلال مراسم تسليم السلطة "بدأنا نرسي تجربة جديدة في التداول على السلطة وتسليمها لأهلها بطريقة متحضرة، ولهذا معنى كبير". واضاف "الأشخاص في انسحاب أو زوال، والدولة قائمة ودائمة". واعرب عن "اشفاقه" على علي العريض الذي سيرأس الحكومة لفترة "قصيرة ومليئة بالتحديات"، لكنه اكد "ثقته" في قدرة العريض على النجاح. وانتقد الجبالي "المنظرين" لفشل حكومة علي العريض قبل شروعها في العمل، وقال "سوف يحكم التاريخ على هذه الحكومة وعلى نتائجها".
من جهة ثانية شهدت قرية سوق الجمعة من ولاية جندوبة تحول جنازة البائع المتجول عادل الخزري الى تظاهرة شارك فيها مئات الاشخاص.
وتجمع حوالى 400 شخص من المشاركين في الجنازة امام منزل عائلة الشاب ورددوا هتافات معادية لحركة النهضة الاسلامية الحاكمة، من بينها "خبز وماء والنهضة لا".
أرسل تعليقك