واشنطن ـ رولا عيسى
اعتقلت الشرطة في مدينة بالتيمور الأميركية فجر السبت، متظاهرين تحدّوا حظر التجوّل المفروض منذ أربعة أيام في المدينة، للاحتجاج على وفاة الشاب الأسود فريدي غراي، على يد الشرطة خلال توقيفه في 12 نيسان/ أبريل المنصرم.
وشكّل المتظاهرون سلسلة أمام قوات الأمن، رغم إعلان ملاحقة ستة شرطيين وتوجيه تهم، بينها القتل غير المتعمد، الى أربعة منهم، وهتفوا لدى اقتراب رجال الشرطة المكلّفين مراقبة التجمعات: "أرسلوا الشرطة الى السجن، النظام كله مذنب"، و"أوقفوا احتلال بالتيمور".
وأضاف أحد الموقوفين بعد إطلاق سراحه "أوقفت ظلماً. إنها مدينتي. أنا أقيم هنا وليس الشرطة"، وتشهد بالتيمور تظاهرات يومية منذ وفاة غراي، تحوّلت إحداها الى أعمال شغب الاثنين.
ورفع متظاهرون آخرون لافتات كتب عليها "شكراً موسبي"، في إشارة الى مارلين موسبي المدّعية العامة لولاية ماريلاند التي أعلنت سابقاً ملاحقة ستة شرطيين، ما ندد به مايكل ديفي، محامي نقابة شرطة بالتيمور، باعتباره "تسرعاً" من القضاء، بينما رحب السكان وأفراد من أسرة غراي بالقرار.
ونشرت وسائل إعلام صور الشرطيين الستة، وبينهم ثلاثة من السود. وأشارت رئيسة بلدية بالتيمور ستيفاني رولينغز بلايك، الى أن خمسة منهم قيد التوقيف، بينما أوردت وسائل الإعلام المحلّية أن الستة موقوفون.
وفي مؤتمر صحافي، أوضحت المدّعية العامة موسبي، أن التحقيق والتشريح كشفا وفاة غراي "بسبب إصابة مميتة في عنقه، لأنه كان مكبّل اليدين والرجلين بلا حزام أمان، نتجت من عدم وضعه حزام أمان داخل عربة الشرطة التي توقفت ثلاث مرات".
وأشارت الى أن غراي عانى من صعوبات في التنفّس وطلب إعطاءه أدوية بلا جدوى"، موضحة أن الشرطيين "عثروا على سكين في بنطلونه، لكنهم لم يعطوا أي مبرر لتوقيفه، لذا يلاحق ثلاثة منهم بتهمة توقيفه في شكل غير قانوني".
وعبّر حاكم ماريلاند، لاري هوغان، عن ثقته بفي لقضاء الجنائي"، وحضّ " الأطراف كلها على التصرّف في شكل سلمي".
وفي نيويورك، تظاهر مئات من الأشخاص في "يونيون سكوير" وسط مانهاتن، رافعين لافتات كتب عليها "العدالة لفريدي غراي"، و"حياة السود وذوي البشرة الداكنة مهمة"، و"انزعوا سلاح شرطة مدينة نيويورك".
وأثارت قضية غراي مجدداً، الجدل القائم في الولايات المتحدة حول تسرّع رجال الشرطة أحياناً في استخدام العنف ضد السود، خصوصاً الشباب. وبين أبرز هذه الحالات، قتل شرطي أبيض في مدينة فرغسون في ولاية ميسوري، شاباً أسود يدعى مايكل براون، في حزيران/ يونيو من العام المنصمر ما تسبّب في أعمال شغب، لكن هيئة المحلّفين رفضت توجيه أي تهمة إلى الشرطي.
واندلعت اشتباكات بين حشود والشرطة خلال مسيرات عيد العمال في مدن الساحل الغربي للولايات المتحدة، ما اضطر الشرطة إلى الرد بإطلاق قنابل صوتية ورذاذ الفلفل، واعتقال 16 شخصاً.
وأفادت الشرطة بأن "المحتجين المناهضين للرأسمالية، رشقوا الضباط في سياتل بأدوات معدنية وحجارة، ما أدى إلى إصابة 3 منهم".
وأظهرت لقطات بُثت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، محتجين يهشمون نوافذ متاجر في سياتل، وحشوداً تتفرق بعدما أطلقت عناصر شرطة ترتدي زي مكافحة الشغب، قنابل صوتية.
وفي أوكلاند، تجوّل مئات من المحتجين في الشوارع، وحطموا نوافذ أكثر من 100 متجر ومطعم وبنك على طول الطريق، ما حتّم اعتقال بعضهم.
ويستغل المحتجون يوم عيد العمال سنوياً، لجذب الانتباه إلى قضايا العمل والهجرة. كما استخدم متظاهرون في أنحاء البلاد المناسـبة، لتنظيم مسيرات ضد عنف الشرطة.
أرسل تعليقك