شدّد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، على أن قمة الدوحة أرسلت رسالة قوية إلى من كان يُشكك في قدرة دول مجلس التعاون، لافتًا إلى قرار إنشاء القيادة العسكرية الموحدة في الرياض، والقيادة البحرية في البحرين، متوقعًا التوصل إلى الاتحاد لأنه أكبر مطلب شعبي.
وذكر الشيخ خالد، في حديث إلى "الحياة"، على هامش مشاركته في "مؤتمر الأطلسي وأمن الخليج"، أن خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان الدافع لخروج قمة الدوحة بقرار دعم مصر، مؤكدًا وجود اتصالات قطرية - مصرية.
وأكد الشيخ خالد، أن اللجنة القطرية - البحرينية ستجتمع قريبًا وسيتم استئناف العمل في مشاريع مشتركة، منها مشروع الجسر " جسر المحبة"، مضيفًا أن الطائفية هُزمت في البحرين، في الانتخابات الأخيرة، داعيا إيران إلى وقف تدخلها في الشؤون البحرينية.
وأوضح الشيخ خالد، أن أهم ما توصلت إليه القمة الخليجية كان قرار إنشاء القيادة العسكرية الموحدة في الرياض لتغطي كل شيء، وستكون هناك قوات درع الجزيرة البرية، وقيادة البحرية في البحرين، إلى جانب قوات التحالف الدولي.
وتابع الشيخ خالد، أن القمّة قررت إنشاء الشرطة الخليجية، وتفعيل القرارات الاقتصادية، وقد أرسلت رسالة قوية إلى من كان يشكك في قدرة مجلس التعاون على التعامل مع الأحداث، دول المجلس متفاهمة ولديها القدرة، مع حلفائها الدوليين، على مواجهة التحديات.
وردًا على سؤال بشأن التعاون بين دول المجلس جاء تحت ضغط الإرهاب وليس عن قناعة، علق قائلًا:"إن مسألة الأمن والتعاون الأمني والعسكري ضد الأخطار لم تمس بأي شكل من الأشكال في دول الخليج، حتى في الأوقات التي تشهد تباينات أو اختلافات في وجهات النظر، مضيفًا أن الخلافات في التعامل مع هذا الملف أو ذاك لا تعني وجود أي تهديد لوحدتنا، أو أي خطر من دولة من دول مجلس التعاون على الأخرى.
وأضاف الشيخ خالد: إن ما بيننا وبين قطر أكبر بكثير من التوتر، نحن أقرب شعبين إلى بعضهما بعضًا، نحن شعب في بلدين، لا أقول هذا كشعار، إنها حقيقة، أنا لدي أقرباء في قطر وأي قطري لديه أقرباء في البحرين. والآن أمامنا الكثير، هناك مشروع الجسر الذي لا تقتصر فائدته على بلدينا، أنه مفيد أيضًا لبقية الدول "الخليجية". ولدينا لجنة مشتركة ستبدأ عملها قريبًا".
وأكد الشيخ خالد، أن قرار دعم مصر كان موقفًا واضحًا اتفقنا عليه جميعًا فاستقرار مصر استقرار لنا جميعًا. وأريد أن أعود إلى خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في ما يتعلق بهذا الأمر ورسالته إلى القاهرة. هذه الرسالة تمثلنا جميعًا. إن قيادة خادم الحرمين كانت الدافع الأكبر للخروج بهذا القرار". واستنكر الشيخ خالد، تضخيم الخلاف فأمير قطر الشيخ تميم بن حمد أول من هنّأ الرئيس السيسي، مضيفًا أن المساعي لإعادة العلاقات بين القاهرة والدوحة قطعت شوطًا كبيرًا وعلاقاتهما اليوم أفضل بكثير وهناك اتصالات بينهما.
أما عن الأوضاع الداخلية في البحرين، أوضح الشيخ خالد أن الشعب قال كلمته، ورمى عام 2011 بكل أحداثه خلفه، صحيح أنها كانت مرحلة مهمة وصعبة، لكن نتائج الانتخابات أثبتت أن من قاطعها لم يطعه من كان معه في يوم من الأيام. بل شارك بقوة، ونسبة الفرق بين انتخابات كانت فيها تلك الجمعية "الوفاق" والانتخابات الأخيرة كانت 15 في المائة"، مؤكدًا أن "الطائفية الآن هزمت في الانتخابات الأخيرة".
وتابع الوزير الشيخ خالد، أن "الوفاق الوطني موجود، وأرجو أن لا نخلط بين رأي جمعية "الوفاق" ورأي الشعب، الجمعية عزلت نفسها والحوار الوطني الجاد يجري الآن تحت قبة مجلس النواب".
وعن علاقة البحرين وإيران بيّن الشيخ خالد: "نحاول طوال الوقت شدّ الإيرانيين في اتجاهنا كأصدقاء وجيران وإخوة في الدين، ونتمنى أن نرى هذا الشيء "الموقف" أيضًا من إيران، هي دائمًا تتدخل في أمور المنطقة. وأينما وجد خلاف أو انقسام طائفي أو كيان طائفي يحاول أن يفرض نفسه تجد إيران موجودة".
أرسل تعليقك