تدخل تونس مرحلة "الصمت الانتخابي"، السبت، وذلك في ختام حملة رئاسية عكست تنافسًا حادًا بين المرشحين الباجي قائد السبسي والرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي.
ويأتي الاستحقاق الرئاسي بعد شهر من انتخابات برلمانية أسفرت عن فوز حزب "نداء تونس" العلماني بـ86 مقعد من أصل 217 في مجلس النواب، في مقابل تراجع حركة "النهضة" الإسلامية إلى المركز الثاني بـ69 مقعد.
ويتوجَّه الناخبون إلى صناديق الاقتراع الأحد المقبل؛ للمشاركة في الدورة الثانية والحاسمة للانتخابات الحرة والتعدُّدية الأولى من نوعها في تاريخ البلاد.
وفي مؤشر يعكس قلقًا من اعتداءات متطرِّفة محتملة، قرَّرت خلية الأزمة في رئاسة الحكومة، مساء الخميس الماضي، إقفال معبري رأس جدير والذهيبة مع ليبيا حتى الأربعاء المقبل.
وأكد رئيس الحكومة، مهدي جمعة، تحمله مسؤولية استكمال المسار الانتخابي في أفضل الظروف، داعيًا المواطنين جميعًا إلى "التحلي بروح المسؤولية خلال العملية الانتخابية وبعدها" وخوض الاستحقاق بـ"السلوك الحضاري ذاته الذي ساد الانتخابات التشريعية والدورة الأولى للانتخابات الرئاسية، تكريسًا لمناخ ديمقراطي يشرِّف تونس أمام مواطنيها والعالم".
وتعهدت خلية الأزمة المكونة من وزراء الداخلية والدفاع والعدل والخارجية، وتضم قيادات أمنية وعسكرية، بحماية المسار الانتخابي "إداريًا وأمنيًا وعسكريًا"، مشيرةً إلى أنَّ السلطات اتخذت كل الإجراءات للتصدي لأيّة تهديدات على الحدود الجنوبية والغربية وداخل المدن.
وأعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، شفيق صرصار، خلال مؤتمر صحافي، الجمعة الماضية، اتخاذ إجراءات خاصة بمكاتب الاقتراع القريبة من الجبال الحدودية، غرب البلاد، من بينها تعزيز الحماية الأمنية وتقليص ساعات الاقتراع.
وأبدى صرصار تخوفه من استهداف العملية الانتخابية لاسيما بعد شريط مصور هدَّد فيه تونسيين مواليين لـ"داعش"، بتنفيذ مزيد من الاعتداءات والاغتيالات.
كما تعهد المسؤول الانتخابي بالإعلان عن نتائج الاقتراع بعد 24 ساعة على إغلاق آخر المراكز "في سان فرانسيسكو– كاليفورنيا"، داعيًا المتنافسَين إلى "القبول بالنتائج وعدم التشكيك في مصداقية الهيئة والعملية الانتخابية برمتها".
واشتد التنافس مع اقتراب يوم الحسم بين المرزوقي والسبسي، الذي حصل حزبه على أكبر كتلة نيابية في البرلمان، ويحظى بدعم أحزاب وقوى علمانية، بينما يتمتع الرئيس المنتهية ولايته بتأييد جزء كبير من أنصار حركة "النهضة" الإسلامية وعدد من ناشطي اليسار.
ويذكُّر المرزوقي بأنَّ منافسه عمل مع نظامين استبداديين بصفة وزير في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ثم رئيسًا للبرلمان في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وفي المقابل، يتهم السبسي منافسه بأنه "متطرِّف" وأنَّ من صوَّت له في الدورة الأولى الإسلاميون وتيار "السلفية الجهادية"، الذي تنسب إليه مسؤولية اغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية هما محمد البراهمي وشكري بلعيد العام 2013، إضافة إلى قتل عشرات من عناصر الأمن والجيش منذ العام 2011، بحسب قوله.
ورفض السبسي طلب المرزوقي إجراء مناظرة تلفزيونية بينهما، وقال: "لو تناظرت مع المرزوقي، أخاف أنَّ يسبّ وأنا أسبّ، ورأفةً بنجاح الانتخابات رفضت المناظرة".
أرسل تعليقك