كشفت مصادر جزائرية بارزة أن الحكومة المغربية "فبركت قصة" حول "مزاعم" عن إطلاق حرس الحدود الجزائريين رصاصًا حيًا على رعايا مغاربة في الشريط الحدودي.
فيما دانت الحكومة المغربية في بيان شديد اللهجة الحادث، واعتبرته حلقة جديدة في مسلسل "استفزازات" متواصلة، و"تصرفًا غير مسؤول يضاف إلى استفزازات سجلت أخيرًا على الشريط الحدودي".
وأفادت المصادر الجزائرية الرسمية أن "الفرقة الرقم 19 لحرس الحدود، أطلقت عيارات تحذير في الهواء بعد اقتراب مغاربة من خندق تنجزه السلطات الجزائرية".
وقللت الخارجية الجزائرية من أهمية الحادث الذي وقع السبت على الحدود مع المغرب، واتهمت الرباط بـ"فبركة" هذا السيناريو، بغرض "جرها إلى نزاع مجددًا".
وأضاف الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية عبدالعزيز بن علي الشريف أن "مواطنين مغاربة رشقوا حرس الحدود الجزائريين بحجارة فردّوا بطلقتين تحذيريتين في الهواء فقط، ولم تسجل أي إصابة"، مؤكدًا أن هذا النوع من الحوادث شائع.
وأوضح مصدر أمني جزائري أن الحادث الذي شهدته منطقة الحواسي على الحدود الجزائرية - المغربية، كان بسبب "إقدام مجموعة من المغاربة على محاولة هدم جزء من خندق تنجزه السلطات الجزائرية".
وأضاف "اعتدى المغاربة على عناصر الحرس بالحجارة، ما أجبرها على إطلاق عيارين في الهواء ولم يصب أحد".
واعتبر المصدر أن المغرب "فبرك رواية من إصابة أحد مواطنيه" كون الحادث وقع في منطقة صحراوية"، حسبما ذكرت صحيفة "الحياة".
تزامن ذلك مع استدعاء وزارة الخارجية المغربية، السفير الجزائري في الرباط للاحتجاج على "إطلاق جندي جزائري النار عند الحدود المشتركة على مواطنين مغاربة، ما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح" بليغة.
وطلبت الرباط "توضيحات" في شأن الحادث الذي وصفته بالخطر.
وأفاد بيان للخارجية في الرباط، بأن مغربيًا يبلغ من العمر 28 سنة، أصيب في وجهه إثر إطلاق عنصر من الجيش الجزائري عيارات على عشرة مدنيين مغاربة عند بلدة بني خالد.
وبثت وسائل الإعلام المغربية صورًا للمغربي المصاب بالطلق الناري في وجهه، وظهر مدرجًا بالدماء.
واعتبرت الرباط أن "هذا التصرف غير المبرر ينتهك أبسط قواعد حسن الجوار ويتناقض والأوصر التاريخية وروابط الدم التي تجمع الشعبين الشقيقين".
وأضاف وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزيري الداخلية محمد حصاد والاتصال (الإعلام) مصطفى الخلفي: أننا "أبلغنا سفير الجزائر احتجاجنا واستياءنا وطلبنا استفسارًا عن هذا السلوك المؤسف الذي استهدف مغاربة مدنيين".
وأكد وزير الداخلية أن إطلاق النار "سلوك متهور"، مشددًا على ضرورة تأمين الحدود، وذكر بضبط أكثر من 30 ألف من حبوب المهلوسة مصدرها الجزائر الأسبوع الماضي.
وليست هذه المرة الأولى التي تحدث فيها عمليات إطلاق النار على الشريط الحدودي بين المغرب والجزائر، إذ سبق أن أعلنت السلطات المغربية في 17 شباط/ فبراير الماضي عن إطلاق نار استهدف "مراكز حرس الحدود المغربي".
وحذر وزير الداخلية المغربي من انعكاسات هذه الحوادث التي "يمكن أن تؤدي إلى أوضاع خارجة عن السيطرة".
وكانت الحدود المغلقة منذ صيف عام 1994 مسرح توترات، إذ احتجت الرباط في وقت سابق على ترحيل لاجئين سوريين إلى أراضيها، ونددت بما وصفته غض الطرف أمام تسلل مهاجرين غير شرعيين ينحدرون من أصول إفريقية، فيما شكل تباين الموقف من نزاع الصحراء محور خلافات، تطورت إلى استنكار الجزائر حادثًا فرديًا تم خلاله إنزال علمها من فوق مبنى قنصليتها في الدار البيضاء
أرسل تعليقك