الخرطوم ـ عبدالقيوم عاشميق
التقى الرئيس السوداني عمر البشير، رئيس حزب الحرية والعدالة المصري الدكتور سعد الكتاتني الذي كشف في تصريحات عقب اللقاء عن زيارة مرتقبة للرئيس محمد مرسي إلى الخرطوم مطلع الشهر المقبل.
وقال الكتاتني إن اللقاء مع البشير استعرض الوضع المصري في هذه المرحلة الانتقالية، وأضاف أن الرئيس البشير أبدى الاستعداد لدعم مصر في المجال الاقتصادي، وأن السودان يفتح أبوابه لرجال الأعمال المصريين للمشاركة في التنمية وتنفيذ المشروعات المتفق عليها بين البلدين، ومن بينها اكتمال بناء الطرق التي تربط بين البلدين في الموعد المحدد لتعزيز التعاون القائم.
وكان مساعد الرئيس البشير نائب رئيس الحزب الحاكم في السودان (المؤتمر الوطني) الدكتور نافع علي نافع والدكتور سعد الكتاتني عقدا اجتماعاً في المركز العام للمؤتمر الوطني بحثا خلاله سبل تعزيز أواصر العلاقات بين البلدين، واتفقا على تكوين عدد من اللجان لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في المجالات السياسية والاقتصادية والتنسيق المشترك بين البلدين في القضايا الدولية، وأكد الجانبان ضرورة العمل المشترك لدفع العلاقات بما يحقق المصالح المشتركة.
وينتظر أن يعقد الجانبان مؤتمرا صحافيا في الخرطوم لشرح تفاصيل الزيارة.
من جانبه ، وصف رئيس قطاع العلاقات الخارجية في الحزب الحاكم في السودان البروفسير إبراهيم غندور الزيارة بالمثمرة.
وفي تعليق له على الزيارة قال مدير تحرير صحيفة الحرية والعدالة الناطقة باسم حزب الحرية والعدالة رجب الباسل إن زيارة الكتاتني للسودان تأتي في إطار العلاقات الثنائية المتميزة وتفعيل ما تم الاتفاق عليه من خطوات في اتجاه تقوية علاقات الشعبين. وأكد الباسل في تصريحات إلى "العرب اليوم" إن هناك أولوية للملف السوداني في العلاقات الخارجية المصرية لأسباب من بينها القواسم المشتركة بين البلدين قوميا ومكانيا، وأضاف أن ملف مياه النيل يكتسب أيضا أهمية بالنسبة للبلدين، مشيرا إلى أن زيارة الكتاتني كرئيس لأكبر حزب في الساحة المصرية تؤشر إلى أن العلاقات مع السودان لا تقتصر فقط على الجانب الحكومي الرسمي إنما تمتد لتشمل الجانب الحزبي والقوى المدنية الأخرى، وتؤكد أن هناك اهتماما واضحا بأهمية تطوير هذه العلاقة وبتوظيف الخبرات المصرية والإمكانات السودانية لتحقيق هذا الهدف.
من ناحية أخرى وصف الباحث السوداني سليمان صديق علاقات السودان ومصر بالاستراتيجية، لكنه أضاف أن الإخوان في مصر أقرب إلى الرؤية التقليدية التي تعتبر السودان امتدادا طبيعيا واحتياطيا وحديقة خلفية لمصر، وقال صديق إلى "العرب اليوم" إن حزب العدالة حتى يطور هذه العلاقة عليه أن يتجاوز أعواما من الفتور في العلاقات بين الإسلاميين السودانيين وحركة الإخوان المسلمين على الصعيد الدولي والرؤية حول العمل الإسلامي الدولي المشترك، وعليه أيضا أن يتجاوز التنافس الذي حدث خلال أعوام حكم النظام الحالي الأولى التي شهدت تنافسا حول أفريقيا، هذا بالإضافة إلى التنافس القديم في سوق العمالة في الدول العربية البترولية، وحول مشاريع الأمن الغذائي العربي، وألمح إلى أن الأمر لم يكن مرتبطا بشخصية الدكتور حسن الترابي فهناك قوى سياسية سودانية (حزب الأمة السوداني) وقوى شعبية ترفض هذه النظرة القديمة للعلاقة بين السودان ومصر، وأشار إلى أن الاستراتجيين المصريين يدركون أن الدولة الوحيدة التي يمكن أن تؤثر على حصة مصر في مياه النيل هي السودان لأنها أكثر الدول قدرة على توظيف هذه المياه في مشاريع الزراعة.
واختتم الباحث سليمان صديق حديثه إلى "العرب اليوم" بالقول إن الحكومة السودانية بدأت الحديث عن العلاقة مع النظام المصري الجديد بشكل عاطفي أكثر من أنه حديث استراتيجي، لأبعاد في العلاقة السودانية المصرية
أرسل تعليقك