أعلن الرئيس السوداني عمر البشير، الأربعاء الماضي، أن ولاية دارفور ليست في حاجة إلى قوات البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي "يوناميد"، مؤكدًا أن تمرد دارفور شارف على نهايته، ومتعهدًا بإشراك أكبر عدد من الأحزاب المتنافسة في الانتخابات في حكومته الجديدة بعد معرفة أوزانها.
وحذّر البشير، الذي خاطب حشدًا في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، من أن الحصول على "منصب بالبندقية تاني ما في"، ومؤكدًا أن الحكومة ستتصدى لحملة السلاح بحسم.
وخاطب البشير الحشد، متسائلاً: "إنتو محتاجين لرجل يصلح بينكم؟ محتاجين ليوناميد؟ محتاجين للاتحاد الأفريقي أو للأمم المتحدة أو إيغاد؟"، وكان الحشد يجيب عليه بـ"لا".
وأكد البشير حرص الرئيس التشادي إدريس ديبي، على السلام في دارفور، مضيفًا: "منذ جاء ديبي إلى السودان ورفع المنديل الأبيض، لم نرَ منه إلا الخير، لا تزال عندنا جيوب تمرد في جنوب كردفان، وهناك نشاط معاد في النيل الأزرق، ونشاط محدود للتمرد في دارفور، والمزعج أن النزاعات القبلية تحصل من دون مقدمات".
وتطرّق إلى برنامجه الانتخابي، لافتًا إلى وجود محاولات لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة، في إشارة إلى زيارة مساعده إبراهيم غندور، ووزير الخارجية علي كرتي، إلى واشنطن أخيرًا.
وأكد استقرار العلاقات مع كل دول الجوار، ما عدا الخلافات الحدودية مع جنوب السودان.
إلى ذلك، أعلن البشير أن أوامر صدرت لكل البنوك السعودية باستئناف عملها في التحويلات المالية من السودان وإليه بعد توقفها سابقًا، مؤكدًا انتهاء التضييق على السودانيين الراغبين في الحصول على تأشيرات وإقامات في الإمارات.
من جهة أخرى، أعلنت مفوضية الانتخابات عن تعذّر الاقتراع في 7 دوائر في ولاية جنوب كردفان المضطربة، لأسباب أمنية.
واعتصم المرشح المستقل لرئاسة الجمهورية حمدي حسن أحمد، في مقر مفوضية الانتخابات حاملاً لافتة كتب عليها: "مرشح رئاسي معتصم".
واحتجّ حسن أحمد على تجاهل مفوضية الانتخابات، الرد على مذكرة دفع بها الأسبوع الماضي مشككًا في نزاهة السجل الانتخابي للمرشحين.
وذكر أن ذويه في منطقة الحصاحيصا في ولاية الجزيرة وسط البلاد، فوجئوا بوجود أسمائهم على سجل الناخبين على رغم أنهم لم يسجلوا فيها، وشدّد على أنه لن ينهِ اعتصامه ما لم ترد المفوضية على طعنه.
في المقابل، نفى رئيس مفوضية الانتخابات مختار الأصم، وجود أي تزوير في سجل الناخبين، مؤكدًا أن عملية الاقتراع ستبدأ الاثنين المقبل وتستمر 3 أيام، على أن تبدأ عملية فرز الأصوات وعدّها في ختام اليوم الثالث، وستعلن النتائج في 27 نيسان/ أبريل الجاري، على أن تُعتمد النتيجة النهائية بعد انقضاء فترة أسبوعين للطعن بها أمام القضاء، طبقًا لقانون الانتخابات.
في شأن آخر، أبدى رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، ارتياحه لمواقف نظيره السوداني تجاه الأزمة في جوبا، واعتبر الاتهامات المتبادلة في شأن إيواء ودعم المتمردين على جانبي الحدود بين البلدين، أمرًا مرحليًا لا يشكّل أهمية، وسيتم تجاوزها حال توافر الإرادة لدى قيادات البلدين.
وأكد سلفاكير خلال وداعه سفير السودان لدى جوبا مطرف صديق، لمناسبة انتهاء فترة عمله، أنه "لولا شجاعة الرئيس البشير لما كانت هناك دولة تسمى جمهورية جنوب السودان"، معبرًا عن ارتياحه بشأن مواقف الأخير تجاه الأزمة في جنوب السودان.
وأضاف سلفاكير أنه سعى إلى سلام لولا المواقف المتغيرة لنائبه السابق، زعيم المتمردين رياك مشار، تجاه الاتفاقات التي وقّع عليها، لكنه رأى أن السلام بات قريبًا جدًا، وأنه سيقدم ما يكفي من أجل تحقيق ذلك.
أرسل تعليقك