لوح المسؤولون الإسرائيليون، الأربعاء، بشن حرب جديدة ضد قطاع غزة، بحجة تواصل خروقات فصائل المقاومة الفلسطينية، لتفاهمات وقف إطلاق النار التي أعلن عنها في 26 آب/أغسطس الماضي، من طرف الراعي المصري.
وأكّد رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "سياستنا واضحة تتمثل بالرد الحازم ضد أية محاولة لخرق الهدوء في قطاع غزة"، مضيفًا "سوف نرد على كل محاولة لخرق الهدوء الذي تحقق بفضل عملية الجرف الصامد"، في إشارة للعدوان الأخير على قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، عن استشهاد مواطن برصاص الاحتلال شرق خانيونس، فيما زعمت قوات الاحتلال إصابة جندي برصاص قناص فلسطيني، الأمر الذي دفع وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي يوفال شتاينيتس للتحذير من أنَّ "إسرائيل قد تشن حملة عسكرية واسعة في قطاع غزة، لدك البنية العسكرية والمؤسساتية لحماس، إذا ما استمرت الحركة في ضعضعة الأوضاع الأمنية على الحدود"، على حد زعمه.
وبدوره، أبرز رئيس أركان جيش الاحتلال الجنرال بيني غانتس أنّ "إسرائيل لن تمر مر الكرام على إصابة جندي بجروح خطيرة، جراء نيران أطلقت من جنوب قطاع غزة في منطقة مستوطنة كيسوفيم".
وأضاف، في مؤتمر اقتصادي منعقد في تل أبيب، الأربعاء، أنّ "إسرائيل ردت على هذا الحادث، وسترد بقوة حسب الضرورة"، مشيرًا إلى أنّ "إسرائيل أصبحت محاطة بمناطق تشهد حالة من عدم الاستقرار".
وأغارت طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي، على أهداف في القطاع، مما أدى إلى استشهاد قائد وحدة الرصد في كتائب "القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس"، تيسير السميري، في منطقة القرارة، شرق خانيونس.
وحذّرت كتائب "الشهيد عز الدين القسام"، مساء الأربعاء، الاحتلال الإسرائيلي، من مواصلة خروقاته للتهدئة، مؤكدةً أنه "سيكون أول من يكتوي بنارها".
واعتبرت الكتائب، في بيان عسكري أصدرته، حادث استشهاد تيسير السميري "خرقًا خطيرًا من قوات الاحتلال، وتجاوزًا لكل الخطوط الحمر، ولعبًا بالنار".
وأضافت "إننا نحذر المحتل بأنه سيكون أول من يكتوي بهذه النار، إذا ما واصل هذه اللعبة غير محسوبة العواقب، وهو وحده يتحمل ما سيترتب على جرائمه من تبعات".
وأشارت إلى أنّ "فصائل المقاومة تعكف الآن على تدارس الموقف لاتخاذ قرارٍ موحدٍ في شأن كيفية التعامل مع هذا الحادث الخطير".
وأردفت "يبدو أنَّ هذا العدو المجرم لم يتعلم من الدروس القاسية التي لقنته إياها مقاومتنا سابقًا، وظنّ أنَّ شعبنا ومقاومته قد تعبت أو أصابها الإنهاك، بعد الحرب الأخيرة، فلم يتورع عن البطش غير آبهٍ بأحد، وضاربًا بعرض الحائط التفاهمات الأخيرة التي أفضت إلى الهدوء الميداني في القطاع".
ولفتت الكتائب إلى "مواصلة الاحتلال الإسرائيلي تغوله على أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مناطق تواجده، لاسيما الخروقات المتواصلة في غزة، من تأخير لإعادة الإعمار، مرورًا بملاحقة الصيادين والتضييق عليهم، إلى إطلاق النار المتكرر على المواطنين والمزارعين على حدود القطاع، وغيرها من الانتهاكات".
وبيّنت أنَّ "آخر هذه الخروقات ما أقدم عليه الاحتلال المجرم، ظهر الأربعاء، حين استهدف أحد مجاهدي القسام، بذريعة أن أحد جنوده تعرض للقنص شرق خانيونس".
وعلى ضوء التلويح المتبادل بين إسرائيل وكتائب "القسام"، أكّد الناطق باسم وزارة الداخلية في قطاع غزة إياد البزم أنَّ "وزارته بدأت بتكثيف الإجراءات الأمنية على طول الشريط الحدودي، لمنع تسلل الشبان إلى إسرائيل".
وأبرز البزم أنّه "في الشهرين الماضيين بدأنا بتكثيف الإجراءات الأمنية على طول الحدود الشرقية للقطاع، بغية منع تسلل الشبان إلى إسرائيل"، مشيرًا إلى أنَّ "هناك بعض الحالات القليلة من الشبان يحاولون التسلل إلى داخل أراضي عام 48، لكن القوات الأمنية الفلسطينية ألقت القبض، العام الجاري، على العديد منهم، فيما اعتقلت قوات الاحتلال الذين نجحوا في التسلل".
وتابع "ننظر باهتمام للأمر ولعدم استغلاله من الجانب الإسرائيلي لتجنيد متخابرين معه"، مؤكدًا أنَّ "الاحتلال لا يتوقف عن ابتكار أساليب جديدة بغية إسقاط الشباب الفلسطينيين".
وكشف البزم أنَّ "هناك مناطق حدودية لا تستطيع الأجهزة الأمنية الفلسطينية العمل فيها، لذلك ينجح بعض الشبان، الذين تتراوح أعمارهم من 17 إلى 19 عامًا، بالتسلل".
وأردف "لا يزال لدينا بعض الإجراءات لوقف التسلل، بصورة كاملة، وسنتخذ العقوبات المناسبة في حق من يتم القبض عليه"، مؤكدًا أنَّ "الوضع الأمني في القطاع مستقر، على الرغم من صعوبة الظروف التي تعاني منها الوزارة، في ضوء عدم تواصل حكومة التوافق ووزير الداخلية، وغياب المرجعية، وعدم وجود ميزانية تشغيلية، ورواتب لمنتسبي الأجهزة الأمنية"، حسب تعبيره.
واستطرد "الوزارة تتخذ دائمًا التدابير اللازمة، لبقاء الحالة مستقرة في غزة"، مطالبًا الحكومة بـ"القيام بمهامها بصورة كاملة في غزة"، ووزير الداخلية بـ"التواصل مع مديرية غزّة، للمحافظة على الإنجازات الأمنية".
يذكر أنَّ جيش الاحتلال كشف عن ارتفاع عدد الغزيين المتسللين إلى إسرائيل، منذ انتهاء العدوان على القطاع، الصيف الماضي، فيما بلغ العدد الكلي لهم 170 حالة في 2014.
ودخل منذ بداية العام، وحتى بدء العدوان، 94 فلسطينيًا، أي 13 فلسطينيًا كل شهر، ودخل 10 أثناء العدوان، بينما دخل 66 منذ بداية أيلول/سبتمبر الماضي.
أرسل تعليقك