الخرطوم /عبد القيوم عاشميق
طالب زعيم حزب "الأمة" السوداني الصادق المهدي ملوك ورؤساء الدول العربية بالالتفات إلى التحديات التي تواجه بلدانهم وشعوبهم، وأكّد في رسالة مفتوحة وجَّهَها لهم لمناسبة القمة العربية أن بعض البلاد العربية شَهِدت مرحلة استقرت دولها على نظم أحادية الإرادة تحكُم في غياب شعوبها، بينما عمّت العالم موجات من التحول الديمقراطي، وساد تجاوب عام مع منظومة حقوق الإنسان المتفرعة من خمسة أصول هي الكرامة والحرية والعدالة والمساوة والسلام، موضحًا أن هناك عوامل داخلية وخارجية تبشر بلحاق الدول العربية بثقافة التحول الديمقراطي كمنظومة حقوق الانسان، مشيرًا إلى أن موجات "الربيع العربي" التي شهدتها المنطقة تُعَد حلقة من حلقات اللحاق العربي بسلم التمكين لحقوق الإنسان.
وأعلن المهدي أن عهود الكبت جمدت التطور السياسي عقودًا من الزمان، ما جعل الحرية عندما انطلقت في دول الربيع العربي فرصة لإشباع أشواق مكبوتة من دون تحضير مناسب لآليات ممارسة الحرية، ومن كانوا أكثر استعدادًا تنظيميًا فازوا بأغلبيات انتخابية من دون أن يكونوا مستعدين لإدارة الشأن العام بصورة تراعي التوازنات المطلوبة، كما أن عدم وجود آليات لممارسة الحرية أيقظ كل التيارات الفكرية والانتماءات الموروثة، وأدى هذا الحراك في كثير من الأحيان إلى عراك تعيشه المنطقة، أبرزُه التقاطعات داخل الجسم الإسلامي بين سنة وشيعة، وتقاطع طائفي إسلامي مسيحي وإسلامي علماني، وبين القومية العربية وقوميات أخرى، وتقاطع بين الأغنياء والفقراء.
وحَذَّرَ من أنه لو تُركت هذه التقاطعات من دون حل فإن المنطقة ستتمزق، وأشار في هذا الصدد إلى المخططات الرامية إلى تفكيك المنطقة طائفيًا ومذهبيًا وإثنيًا، وأكّد أن المنطقة العربية تجمع بينها المصلحة.
وعاد المهدي ليتحدث في رسالته عن الاهتمام العالمي بما يدور في المنطقة العربية، ورغبة العالم في التدخل المباشر وغير المباشر، كما تناول الخصومة بين الأطراف وكيف أنها وصلت درجة غير مسبوقة، ما أدى إلى رفع درجة الكيد والتآمر، وأوضح أن القاعدة تسعى لاستغلال الوضع، وأضاف أن الإعلام وبعض روافده تؤجج الحرب الباردة.
واختتم زعيم حزب "الأمة" رسالته إلى القادة العرب بالقول، "إن اجتماعكم في الكويت مناسبة لا لمجرد تبادل المجاملات، وتجنب التطرق للقضايا الملتهبة وهذا وارد، بل للاعتراف بالحقيقة المأساوية التي تعيشها الأمة العربية، وإيجاد وسيلة غير تقليدية للتصدي لها.
أرسل تعليقك