بغداد - نجلاء الطائي
تتوقع وزارة الخارجية الأميركية، وصول تنظيم "داعش" الى مدينة تدمر السورية والسيطرة عليها من مدينة الموصل العراقية، في وقت يدرس فيه القادة العسكريون تغيير استراتيجية القتال، ونفى المتحدث باسم الخارجية جون كيربي، الاثنين، أن يكون تقاعس التحالف الدولي بقيادة أميركا ساهم في هجوم مقاتلي داعش على تدمر السورية، مشيرًا إلى أنه "ما أعلنه الجانب الروسي غير صحيح، قوات التحالف الدولي ضد الإرهاب في سورية والعراق لم تتقاعس في أداء واجباتها".
وأشار كيربي إلى أنه لا يستطيع تأكيد ما تناقلته وسائل الإعلام عن سيطرة مسلحي داعش على أجزاء من مدينة تدمر السورية، مضيفًا: "اطلعت على بيان صحفي حول الموضوع، وأنا لا أستطيع تأكيد سيطرة داعش على مدينة تدمر"، وتفقّد رئيس الحكومة حيدر العبادي، الإثنين، محاور القتال والتقى بالقادة الأمنيين وبحث معهم إستراتيجية جديدة لتحريك المعارك وتسريعها، مشددًا على أنّ "المعركة ستحسم قريبا".
وأكّد ضابط في قيادة عمليات نينوى، لـ"العرب اليوم"، أنّ "أغلب محاور القتال في الموصل بما فيها المحور الشرقي الذي تقوده قوات مكافحة الإرهاب، لم تسجّل تقدما في المعارك"، مشيرا إلى أنّ "القطعات تنفّذ عمليات تطهير للمناطق التي سيطرت عليها، كما تنفّذ قصفا مكثفا على مواقع داعش في المناطق الخارجة عن السيطرة، وأن القطعات تنتظر استراتيجية جديدة سيتم وضعها، تمثل الانتقال إلى المرحلة الثانية من المعركة"، لافتا إلى أنّ "طيران التحالف الدولي والطيران العراقي كثّفا قصفهما لمواقع تنظيم داعش في المناطق الخارجة عن السيطرة"، وموضحًا أنّ "طيران التحالف استهدف اجتماعا لقادة التنظيم في مطار الموصل في الساحل الأيمن، وأسفر عن وقوع قتلى وجرحى لم يعرف عددهم بعد".
وقصف الطيران العراقي أهدافا منتخبة في الموصل، وقال قائد العمليات الفريق الركن عبد الأمير يار الله في بيان صحافي، إنّ "طائرات الـF-16 العراقية وجهت ست ضربات جوية لأهداف منتخبة داخل مدينة الموصل". وأكد أنّ "القصف أسفر عن تدمير ثلاثة معامل لتفخيخ العجلات وثلاثة مخابئ تضم أسلحة متنوعة"، وأكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، أنّ "ثلاثة ألوية من الفرقة الخامسة للشرطة الاتحادية مستعدة للانضمام إلى الهجوم على شرق الموصل"، مبيّنًا أن "القوات موجودة حاليا قرب قرة قوش من الطرف الجنوبي الشرقي للمدينة، وهم جاهزون تماما للهجوم، وبانتظار الأوامر من القيادة".
وأفاد السعدي أنه ستكون هناك عملية تنظيم وترتيب لصفوف القوات وتسليم الأرض لقطعات الجيش والشرطة، وأنه بعد تسليم الأرض ستستأنف العمليات باتجاه النهر لاستعادة ما تبقى من الجانب الأيسر، وأوضحت مصادر أمنية أن عددا من مقاتلي تنظيم الدولة قتلوا خلال هجومين شنهما التنظيم على لمواقع "الحشد الشعبي" في قريتي عين الحصان والمصايد الواقعتين بأطراف تلعفر غرب الموصل، وأشارت وكالة أعماق التابعة لداعش، إلى أن عربات الحشد الشعبي بينها دبابة نوع أبرامز دمّرت خلال ثلاث هجمات بسيارات ملغمة في قرى أبو سنام والعامودية وتل أسكع جنوب تلعفر.
وأوضحت مصادر أمنية عراقية من جهتها إن قياديا عسكريا في "سيد الشهداء أبو فضة الدراجي" العاملة ضمن فصائل الحشد قتل خلال المعارك مع تنظيم الدولة في ناحية تل عبطة غرب الموصل، وأعلن الحشد الشعبي أمس الاثنين سيطرته على قرية "أم الشبابيط" الواقعة غرب تلعفر بعد معارك مع عناصر تنظيم الدولة.
ونوّه الضابط في الشرطة الاتحادية كريم ذياب إلى أن القوات العراقية عثرت، الاثنين، على ما وصفته بأنه أكبر سجن لتنظيم الدولة، حيث يضم زنزانات انفرادية محكمة الإغلاق، بعضها مخصص للرجال وأخرى للنساء، وقاعات كبيرة مخصصة للتعذيب، ودعا العراق المجتمع الدولي والدول المانحة والمنظمات الدولية لتقديم الدعم والتعاون لمواجهة أخطار الألغام والعبوات والمخلفات الحربية في أراضي البلاد، جاء ذلك خلال كلمة العراق في المؤتمر الخامس لاتفاقية حظر الأسلحة التقليدية في جنيف والتي ألقاها الوكيل الفني في وزارة الصحة والبيئة جاسم الفلاحي والتي أكد فيها على دعوة العراق المجتمع الدولي لتقديم العون والدعم للتخلص من الألغام والمخلفات الحربية ومواجهة التحديات والتخلص من الصعوبات التي تواجهه .
وأضاف الفلاحي الذي يترأس وفد العراق المشارك في اجتماع المؤتمر الخامس لاتفاقية "حظر او تقييد استعمال الأسلحة التقليدية" إن الوفد يطرح ورقة مهمة خلال اجتماعات المؤتمر عن الجهود التي يبذلها العراق في مجال تنظيف وتطهير المناطق المحررة من تنظيم داعش من الألغام والعبوات الناسفة والشراك الخداعية والمخلفات الحربية، مؤكدا على ضرورة دعم العراق في هذا المجال، مشيرًا إلى أنه رغم التحديات التي يواجهها العراق والمتمثلة بمحاربة داعش وعمليات التحرير فانه ملتزم بتقديم التقارير الوطنية الخاصة بالبروتوكول الثاني المعدل والبروتوكول الخامس وتقارير الية الامتثال للاتفاقية، وموضحًا ان العراق من أكثر دول العالم تضررًا في موضوع العبوات الناسفة والتفخيخ والشراك الخداعية والتي زرعها تنظيم داعش في المناطق والمدن التي احتلها، وعلى المنظمات الدولية والمجتمع المدني التنسيق والتعاون مع المؤسسات الحكومية والجهات الرسمية من أجل ضمان وصول الدعم والمساعدات إلى الجهات المستفيدة لتقليل الآثار الكارثية على العراق ومستقبله الاقتصادي والاجتماعي.
أرسل تعليقك