بغداد – نجلاء الطائي
أعلن ضابط عراقي، الأحد، أن القوات العراقية استعادت أكثر من ثلث مساحة الجانب الغربي لمدينة الموصل، منذ انطلاق العمليات العسكرية في 19 شباط/فبراير، للسيطرة على ثاني مدن البلاد. وقال اللواء الركن معن السعدي، قائد قوات العمليات الخاصة الثانية لقوات مكافحة الإرهاب، إن "أكثر من ثلث الساحل الأيمن تقريبًا، أصبح تحت سيطرة قطاعتنا".
وأضاف "بعد أن أكملنا حي العامل، السبت، اقتحمنا جزءًا من حي الرسالة"، موضحًا أن "القطعات استأنفت، الأحد، تقدمها في اتجاه الموصل الجديدة و حي الاغوات". وتابع أن "التقدم مستمر حاليًا والمعارك تدور في هذين الحيين"، مؤكدًا أنه يتوقع "خلال ساعات قليلة أن نكملهما ونصبح بتماس مع محور الشرطة الاتحادية بالجانب الشرقي". وتابع "الصعوبة كانت في اقتحام خط الصد الأول والثاني للعدو، والمعركة بدأت تكون أقل شراسة من بدايتها، لكن العدو فقد قدراته القتالية وضعفت معنوياته وبدأ يفقد القيادة والسيطرة".
وأكد العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، أن "قوات مكافحة الإرهاب باشرت، باقتحام حي الموصل الجديدة والاغوات"، وأشار إلى سيطرة قوات من الجيش والحشد الشعبي على محاور تمتد إلى الجنوب والغرب والجنوب الغرب من الموصل. وعن مقاومة الإرهابين حاليًا، قال رسول "مازالوا يعتمدون على العجلات المفخخة والانتحاريين وقناصة، ومفارز تعويق لكنها بدأت تضعف بشكل كبير". وبدأت القوات العراقية في 19 فبراير/شباط، عملية لاستعادة السيطرة على الجانب لغربي من الموصل من تنظيم "داعش".
وتمكنت القوات الأمنية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، خلال الفترة الماضية من تحرير أغلب المناطق التي سيطر عليها المتطرفون بعد هجومهم الكبير في حزيران/يونيو 2014. وأطلقت القوات العراقية عملية واسعة بمشاركة عشرات الاف المقاتلين في 17 تشرين الأول/أكتوبر، لاستعادة السيطرة على الموصل ثاني مدن وآخر أكبر معاقل المتطرفين في البلاد، تكمنت خلالها استعادة الجانب الشرقي للمدينة بالكامل، في المرحلة الأولى.
وقال ضابط في قيادة عمليات نينوى، الأحد، إنّ "قوات مكافحة الإرهاب بدأت، الأحد، تقدّمها نحو المدينة القديمة، واشتبكت مع عناصر "داعش" عند مداخلها، في باب الطوب والعكيدات والنبي شيت". وأضاف أنّ "داعش استغلّ صعوبة مشاركة طيران التحالف الدولي، واستخدام القوات العراقية الأسلحة الثقيلة، بسبب كثافة السكان في هذه المناطق، وحشد أعدادًا كبيرة من عناصره فيها". وأعلن أنّ "القتال محتدم في تلك المناطق، وأنّ الجانبين يخوضان حرب شوارع عنيفة، بينما لم تحرز القطعات العراقية تقدمًا ملحوظًا بعد، بسبب خشيتها على حياة المدنيين، ما جعلها تتقدّم ببطء وتقاتل بدقة".
ويوفّر طيران التحالف الدولي، بحسب الضابط، غطاءً كاملًا لحماية القطعات العسكرية العراقية من أي هجوم معاكس، قد يُقدِم عليه "داعش"، ويقصف أيّ تقدّم للتنظيم خارج المباني السكنية. ووصلت تعزيزات عسكرية إلى القطعات المقاتلة واندمجت معها، بينما تتجنّب القيادة التقدّم المكثّف للقطعات بسبب ضيق الشوارع وكثافة المدنيين، وتتقدّم على شكل مجاميع صغيرة وفقًا للخطة الموضوعة سلفًا. وفي غضون ذلك، دمّر طيران التحالف الدولي، ثلاث عجلات مفخخة أثناء نقلها من الجانب الشرقي إلى الجانب الغربي، في منطقة بادوش. وقالت "خلية الإعلام الحربي" الحكومية، في بيان صحافي، إنّ "طيران التحالف الدولي نفّذ ضربتين؛ أسفرتا عن تدمير العجلات، والتي كانت اثنتان منها تحملان رشاشات أحادية".
وتابعت أنّ "الطائرات دمّرت أيضاً معملًا لتصنيع العبوات الناسفة، وتفخيخ العجلات في منطقة الإصلاح الزراعي في الجانب الغربي"، مشيرة إلى أنّ "طائرات القوة الجوية العراقية دمّرت مخازن للأسلحة والعتاد ومعملاً لتفخيخ العجلات، ومركزًا للاتصالات في أحياء القلعة والقادسية والسلام في مركز بلدة تلعفر".
أرسل تعليقك