الجزائر ـ حسين بوصالح
وصل رئيس الحكومة الجزائرية عبد المالك سلال السبت، مدينة غدامس الليبية، للمشاركة في اجتماع ثلاثي يضم إلى جواره رئيسي حكومتي تونس وليبيا حمادي الجبالي وعلي زيدان، لبحث السبل والوسائل الداعمة إلى التعاون؛ من أجل ضمان الاستقرار والأمن والتنمية في المناطق الحدودية.
ورافق سلال في هذه الزيارة وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية، والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، بينما استقبله عند وصوله إلى غدامس كلاً من نظيريه الليبي علي زيدان، والتونسي حمادي جبالي.
وقال الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال أثناء كلمته التي ألقاها في بداية الاجتماع "هذا الاجتماع له عمق كبير وتاريخي، سيعمل على تمتين العلاقات أكثر بين هذه الدول"، وأضاف "من الضروري استرجاع الأمن لدول المنطقة، مهما كلف ذلك"، مشددًا على أهمية التنسيق بين كل بلدان المغرب العربي والساحل من أجل تحقيق ذلك.
كما أشار سلال إلى الوضع الصعب الذي أفرزته الحرب على ليبيا والثورة التونسية، وما تشهده مالي حاليًا، مضيفًا "إن تحقيق التطور الاقتصادي والاجتماعي لدول المنطقة مرهون بضمان الأمن و الاستقرار الفعليين".
وعاد سلال في كلمته للحديث عن جهود الجزائر في إعادة الهدوء واستتاب الأمن، وتناول الوزير الأول الجزائري الوضع الصعب الذي تعرفه المنطقة، مذكرًا بأن الجزائر قد مرت بسنوات عرفت فيها "الإرهاب" والتطرف الإسلامي، وواجهته بقوة، مبرزًا دور المصالحة الوطنية في استقرار الجزائر.
وأشار سلال أيضًا إلى أن لقاءه برئيسي حكومتي تونس وليبيا لقاء رمزي وفعال، سيسمح بالتطرق في عمق العلاقات بين الدول الثلاث، لعودة الأمن والطمأنينة لدول المنطقة، كما يرى سلال ضرورة تطبيق القانون، مؤكدًا عزم الجزائر على تأمين حدودها كليًا، لحمايتها من الخطر الذي يحدق بالمنطقة، وذلك بالتنسيق مع دول الجوار.
وجاء الاجتماع لتتويج سلسلة من اللقاءات الثنائية التي جمعت مسؤولي البلدان الـ3 في الآونة الأخيرة، ومن بينها زيارة الجبالي إلى الجزائر يومي 2 و 3 كانون الأول/ ديسمبر، وزيارة زيدان إلى الجزائر أيضًا يومي 10 و 11من ذات الشهر. وقد أكدت الأطراف الثلاثة خلال هذه اللقاءات عزمها على ترقية التعاون في مختلف المجالات لمواجهة التحديات التي تعرفها المنطقة والعالم سواء كانت سياسية أو أمنية أو اقتصادية.
وكانت الجزائر وليبيا قد اتفقتا على الدعوة إلى "اجتماع فريق العمل المشترك المكلف بدعم وترقية المبادلات التجارية قبل نهاية الثلاثي الأول من عام 2013". ويتولى هذا الفريق "وضع تصوّرات وخطط عملية من أجل الإسراع في إجراء الدراسات اللازمة لتطوير وتنمية المنطقة الحدودية غدامس ـ دبداب، بما يخدم الحركة التجارية والاقتصادية بين البلدين".
وسجلت الجزائر وتونس بارتياح توصلهما لوضع مشروع "ورقة طريق مشتركة لتنمية المناطق الحدودية" واتفاقهما على "رؤية استشرافية مشتركة لتطوير التعاون الثنائي وتوسيع أفاقه المستقبلية سيتم عرضهما على الدورة المقبلة للجنة الكبرى بين البلدين".
أرسل تعليقك