ذكر النائب العراقي هشام السهيل إنَّ "الجهود الدبلوماسية العراقية استطاعت إقناع الرياض بإعادة افتتاح سفارتها لدى بغداد، وهذا سيحقق مكاسب كبيرة للجانبين أهمها توحيد الخطاب لمحاربة داعش، معربًا عن أمله في أنَّ يكون هناك تعاون عراقي– سعودي في مجالات الأمن والدفاع ومكافحة التطرُّف، فضلاً عن تعزيز الجانب الاقتصادي.
وأكد السهيل أنَّ "المملكة بدأت إجراءات فعلية لإعادة افتتاح سفارتها لدى بغداد، والموضوع لن يتعدى أيامًا قليلة، في حين ما زال موقف قطر غير واضح، فما صدر عنها في هذا الأمر مجرد تلميحات".
وصرَّح رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أنَّ وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أعلن تأكيده زيارة بغداد قريبًا، وأنَّ استقرار العراق ونجاحه سيغير وجه المنطقة بأكملها، فيما رحّب وزير الخارجية الأميركية جون كيري بشنّ مقاتلات إيرانية غارات على مواقع لتنظيم "داعش" في العراق، واعتبرها "إيجابية"، إذا بقيت محصورة في محاربة التنظيم.
وجاء في بيان للعبادي، الأربعاء الماضي، أنه التقى الفيصل على هامش مؤتمر مكافحة التطرُّف في بروكسل، ودعاه إلى الإسراع في تطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين، بما يخدم مصلحة الشعبين ويساعد في هزيمة داعش والتطرُّف في المنطقة.
وأضاف البيان أنَّ سعود الفيصل اعتبر استقرار العراق ونجاحه عامل قوي لتغيير وجه المنطقة بأكملها، مضيفًا: "نحن فرحون بالإنجازات التي تتحقق الآن في العراق وبالتوجُّه الوطني لحكومتكم"، مؤكدًا أنَّه سيزور بغداد قريبًا.
ومن جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنَّ طائرات إيرانية أغارت على مواقع داعش في ديالي دون تنسيق مع التحالف الدولي، وأكد الناطق باسم الوزارة: "لم يتغير شيء في ما يتعلق بسياستنا القائمة على عدم تنسيق أنشطتنا مع الإيرانيين"، مؤكدًا الموقف المبدئي للدبلوماسية الأميركية، على رغم أنَّ البلدين بحثا مرارًا التصدي للتنظيم، لاسيما على هامش المفاوضات بشأن برنامج طهران النووي، لكن طهران رفضت تأكيد أو نفي ذلك.
ولم يعلّق العبادي الذي كان جالسًا إلى جانب كيري على نبأ الغارات الإيرانية، وقال "لم نُبلغ بها".
ووضعت إيران رهن تصرف العراق مقاتلات من طراز سوخوي 25، وسرت معلومات أنَّ طيارين إيرانيين يقودون تلك المقاتلات، فيما أكدت وسائل إعلام ومسؤولون عسكريوين إيرانيون أنَّ قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني لعب دورًا حاسمًا في تحرير بلدات ومناطق عراقية من سيطرة داعش.
إلى ذلك، أعفى العبادي الأربعاء، ثلاثة مسؤولين بارزين في وزارة الداخلية وأحالهم إلى التقاعد وعيّن ثلاثة آخرين في مناصب مختلفة.
ويأتي هذا القرار بعد يومين فقط من قرار إعفاء 24 من قيادات وزارة الداخلية من مناصبهم وإحالتهم إلى التقاعد وتعيين ضباط جدُّد مكانهم.
وذكر مصدر في وزارة الداخلية العراقية إنَّ العبادي أحال معاون الوكيل المساعد للشؤون الإدارية في الداخلية، عبدالكريم السوداني، والفريق أحمد أبورغيف ومدير مكتب الوزير حسن جميل إلى التقاعد، مضيفًا أنَّ رئيس الوزراء عيّن اللواء عامر العزاوي مديرًا للمرور العامة واللواء حسين علي عاشور مديرًا للبني التحتية والفريق محمد بدر معاونًا لوكيل وزارة الداخلية لشؤون الشرطة.
وفي باريس، أعلن الرئيس فرانسوا هولاند، بعد لقاء مع العبادي أنَّ فرنسا مستعدة لتكثيف عملياتها العسكرية الجوية في العراق، فيما أكد العبادي أنَّ القوات العراقية تتحرك لتحرير أراضيها من التطرُّف وأنها تسجل نجاحًا كبيرًا، معربًا عن تفاؤله بعد الاتفاق مع كردستان وأمله في أنَّ تكون النوايا حسنة.
وأكد هولاند أنَّ فرنسا ستقدم إلى العراق كل الدعم العسكري والسياسي والإنساني والاقتصادي والمالي لإعادة إعمار العراق، مضيفًا: "ينبغي إنشاء صندوق دولي لدعم الأماكن المحرَّرة".
أرسل تعليقك