هان كونغ جويجمع بين العمق الإجتماعي للحكاية وجماليات اللغة البصرية
آخر تحديث GMT09:22:49
 العرب اليوم -

"هان كونغ جو"يجمع بين العمق الإجتماعي للحكاية وجماليات اللغة البصرية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "هان كونغ جو"يجمع بين العمق الإجتماعي للحكاية وجماليات اللغة البصرية

مراكش - و.م.ع

يتناول فيلم "هان كونج جو" الذي عرض الإثنين بقصر المؤتمرات في إطار المسابقة الرسمية للدورة 13 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، قضايا اجتماعية حارقة في المجتمع الكوري الجنوبي مع وفاء لتقاليد سينما شرق آسيا المعروفة بجماليات لغتها البصرية.  اغتصاب وتفكك أسري وشباب يبحث عن هويته وعنف المدينة... يجمع المخرج الكوري الجنوبي لي سو جين، الذي كتب بنفسه سيناريو هذا الفيلم، بين هذه الموضوعات في قصة تمتاز بأسلوب سردي سلس ومتناسق، عززت جماله قوة أداء الممثلين والتصوير الرائع والإيقاع المتوازن للشريط. وتدور أحداث هذا الفيلم حول "هان كونج جو"، وهي فتاة مراهقة اضطرت إلى تغيير مدرستها لأن والديها أصبحا غير قادرين على رعايتها، لينتهي بها المطاف بالعيش مع والدة أحد أساتذتها التي سترفض في البداية استقبالها، لكنها ستغير رأيها في ما بعد عندما تكتشف أن الفتاة ضحية إهمال والديها. وفي إطار هذا الظرف الجديد الذي فرض نفسه عليها، ستقرر "هان كونج جو" الاعتماد على نفسها لمواجهة حياتها الجديدة ، والتأقلم مع وضعها، وستجعل من السباحة، وهي هوايتها المفضلة، متنفسا لها. تتوالى أحداث الفيلم ليكتشف المشاهد بعد ذلك أن "هان كونج جو" ضحية عملية اغتصاب جماعي وضحية ظروف وأخطاء والديها اللذين أهملاها وانشغلا عنها، حتى تورطت في هذه القضية التي ستتعقد أكثر عندما تقدم صديقتها الضحية أيضا على الانتحار. غير أن مسار الفتاة سيعرف منحى آخر عندما تتعرف على صديقات جديدات بالمدرسة التي انتقلت إليها خاصة عندما يقترحن عليها الانضمام لفرقة الغناء التي يشرفن عليها، حينها تحاول "هان كونج جو" نسيان الظروف المؤلمة التي سيطرت عليها وسلبتها السعادة ، إلا أنها تفشل في التخلص من قضيتها التي لاتزال مفتوحة لدى الشرطة والتي تلاحقها باستمرار. يرصد الفيلم صراع هذه الفتاة مع الخوف والرهبة والقلق من الحاضر الذي يحمل تساؤلات متعددة بلا أجوبة، والخوف من المستقبل المجهول. يتميز هذا الفيلم بالإخراج القوي والمتناسق الذي يسيطر فيه المخرج "لي سو جين" على مجمل أدواته الفنية والتقنية ، ويديرها على أكمل وجه، حيث استطاع أن يسخر لغة الصورة ويوظفها لخدمة المضمون العام للفيلم ، كما أن الحوار كان مركزا بعيدا عن الأسلوب المباشر والتطويل. أما الصورة في شريط "هان كونج جو" فهي قوية وشاعرية ومعبرة ، تصاحبها أحيانا موسيقى جميلة مؤثرة، مع توضيب متماسك ساهم في تألق الشخصيات وانسجامها مع الأحداث. وقد ساهمت هذه العوامل جميعها في خلق مشاهد جميلة ستبقى عالقة في ذاكرة المشاهد. كما أبرز المخرج طاقات أدائية مذهلة للممثلين الذين قاموا بأداء أدوارهم بصدق لشخصيات تجد نفسها في مواجهة واقع أليم ، حيث قدموا نسيجا من المشاعر والأحاسيس المغلفة بقدر كبير من التفاصيل الصغيرة والتي ساهمت بدورها كثيرا في تطور بناء بصري أخاذ لهذا العمل الفني. كاميرا المخرج لي سو جين لم تغفل أي تفصيل فني أو إنساني، إذ ركز على شخصياته، واعتنى بأدق تحركاتها. كما نجح في الغوص في أعماق شخصياته وتعرية طبيعتها ودوافعها. وتكمن قوة هذا الفيلم على الخصوص في قدرة السيناريو على إبراز الجوانب المتعددة لكل شخصية، بمناطقها المضيئة والمظلمة وذلك الرصد الموفق لتباين العلاقات واختلافها في ما بينها، ونجاحه في إثارة الكثير من المشكلات الاجتماعية في قالب فني متميز. هذا الفيلم الذي يمثل كوريا الجنوبية في المسابقة الرسمية والذي قام فيه بأداء أدوار البطولة كل من تشون وو-هي (هان كونك-جو) وجونك إن-سان (أون-هي) وكيم سو-يونك (هوا-أوك) ولي يونك-ران (والدة المدرس)، متكامل إلى حد كبير، فجميع مكونات الشريط الفنية والتقنية انسجمت في ما بينها بشكل مدروس لتعطي عملا فنيا جميلا ذا مستوى فني وتقني جيد. المخرج لي سو جين من مواليد سنة 1977 بكوريا الجنوبية. عرض فيلمه القصير" بابا" (2004) في مهرجان بوسان سنة 2005 ونال جائزة الأرشيف الكوري بمهرجان السينما المستقلة بسيول. وفاز فيلمه القصير الموالي "تفاحة العدو" (2007) بجائزة أفضل فيلم في مهرجان الفيلم القصير بكوريا. ويعد "هان كونك جو"، أول فيلم روائي طويل له. فيلم يعلن ولادة مخرج واعد في خريطة السينما الآسيوية ذات الحيوية الدائمة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هان كونغ جويجمع بين العمق الإجتماعي للحكاية وجماليات اللغة البصرية هان كونغ جويجمع بين العمق الإجتماعي للحكاية وجماليات اللغة البصرية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab