غزة ـ أ.ش.أ
أكد مدير البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة كريستيان كاردون أن الأوضاع الانسانية في القطاع "صعبة"، وأن المطلوب إيجاد حلول مستدامة وتوفير الامدادات الأساسية لسكانه البالغ عددهم نحو 8ر1 مليون نسمة.
وقال "كاردون" وهو بلجيكي الجنسية في مقابلة مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في غزة اليوم:" البطالة والفقر والنقص المتكرر في الوقود وعدم توفر المواد والمعدات وارتفاع الأسعار من معالم الحياة اليومية لسكان غزة، وينجم عن ذلك آثار سلبية على الصحة والبنية الأساسية للمياه والمرافق الصحية والكهرباء".
وأضاف أن اقتصاد غزة حرم من الحصول على مواد البناء وأن المتوافر منها حاليا يلبي أقل من 10% من المتطلبات اليومية.مؤكدا أن تدهور قطاع البناء يؤدى إلى المزيد من البطالة.
وأشار إلى أن القيود الإسرائيلية المفروضة على غزة منذ سنوات تؤثر على الحياة اليومية لسكان القطاع ، كما فاقم من أوضاعهم تدمير الإنفاق التي كانت مصدر نحو 30% من البضائع التي تدخل غزة.
وقال كاردون:" نتفهم الوضع الأمني لمصر وما يحدث في سيناء بالتحديد.. ونتفهم أن الأنفاق غير قانونية "، معربا في الوقت نفسه عن أمله أن تجد السلطات المصرية الطريقة المناسبة لتسهيل حركة السفر لسكان القطاع خصوصا للطلبة وأصحاب الإقامات والحالات الإنسانية.
وأشار إلى أن للصليب الأحمر العديد من الاتصالات من أجل تخفيف آثار الحصار وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وقال كاردون ، إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تتواجد في مناطق النزاعات حول العالم ومن ضمنها غزة ولدينا أنشطة متعددة في القطاع فيما يتعلق بالمعتقلين والصحة والمياه ومساعدة المزارعين في المناطق الحدودية.
وأضاف:"الأولوية التي نقوم بها هي للمعتقلين من قطاع غزة في السجون الاسرائيلية،ونقوم بزيارتهم في مراكز الاعتقال بشكل منتظم ونعمل على التأكد من أن ذويهم يستطيعون زيارتهم بشكل دوري"، مشيرا إلى أن حوالى 3 آلاف من ذوي المعتقلين خرجوا من القطاع لزيارة أبنائهم خلال الفترة من يوليو 2012 وحتى مطلع 2014.
وأوضح أن الصليب الأحمر يتولى ترتيب هذه الزيارات "من الألف إلى الياء" سواء فيما يتعلق بتقديم طلبات الزيارة والتنسيق مع الجانب الاسرائيلي وتوفير الباصات والأمور اللوجستية اللازمة للزيارة.
وردا على الاتهامات التي يوجهها أهالي الأسرى للجنة بالتقصير فيما يتعلق بمنع الزيارة والقيود الإسرائيلية على معبر "إيرز"، قال كاردون:"إن لم تستطع اللجنة القيام بعملية ترتيب الزيارات لن تستطيع أي مؤسسة أخرى القيام بذلك نظرا لطبيعة عمل اللجنة والتفويض الممنوح لها بموجب اتفاقيات جنيف".
وأضاف "كون اللجنة مؤسسة دولية محايدة يسهل عملها مع الجانب الاسرائيلي ونسعى لأن نكون جزءا من الحل وليس جزءا من أي مشكلة ونعمل بكل جهدنا حتى نتأكد بأن عائلات المعتقلين تستطيع زيارة أبنائها بشكل منتظم ونسعى لأن يكون هناك المزيد من التسهيلات ،فمثلا مسموح للأطفال دون سن العاشرة بالزيارة ونسعى لأن يزيد هذا العمر حتى 16 سنة".
وتابع:"اللجنة تعمل أفضل ما فى وسعها لتطوير موضوع الزيارات لكن من الواضح أن هناك أيضا اجراءات أمنية يتخذها الطرف الآخر (إسرائيل) مما يجعل عبور أهالي المعتقلين يأخذ وقتا أطول، ويؤدى إلى تذمر البعض من هذه الاجراءات ونحن نتفهم شعور هذه العائلات تجاه أبنائهم".
وقال كاردون ان لدى الصليب الاحمر مشاريع لتحسين البنية الأساسية للمياه في رفح وخان يونس (جنوب القطاع) وحاليا يوجد مشروع لمعالجة المياه في وادي غزة،كما قمنا بدعم وزارة الصحة وتقديم العديد من المستلزمات والأدوات الطبية،ونخطط الآن لتعزيز قدرة الطاقم الطبي على التعامل مع الأزمات.
وأردف قائلا:"من المهم ضمان عمل مستشفيات غزة لا سيما فى أوقات النزاع وضمان توفر القدرة للطواقم الطبية لاداء عملهم دون قيود من أطراف النزاع".
وفيما يتعلق بـ"المنطقة العازلة" على الشريط الحدودي الفاصل بين غزة وإسرائيل، قال كاردون "لدينا تواصل مع الجانب الاسرائيلي حول ما يحدث في هذه المنطقة،كما أن لدينا زيارات منتظمة إليها حتى نتأكد من تطبيق القانون الدولي فيها وأن المزارعين يستطيعون الوصول الى أراضيهم بقدر المستطاع،وحتى نتأكد حين يستخدم الجنود الاسرائيليون القوة –وقت الحاجة- يستخدمونها طبقا للقانون الدولي وعندما يكون هناك تهديد حقيقي ضدهم".
وتابع:إن لدى الصليب الأحمر مشروعات فى المنطقة العازلة،حيث قمنا بتوزيع البذور على المزارعين ،ونأمل ان نقوم خلال الفترة القريبة القادمة ببدء مشروع لتمهيد طرق في تلك المنطقة".
أرسل تعليقك