قرر الهلال الأحمر القطري تمديد فترة التنفيذ الميداني للمرحلة الأولى من الحملة الوطنية لمكافحة الأمراض الانتقالية (وقاية)، التي ينفذها برعاية وتمويل من المجلس الأعلى للصحة، حيث يزمع الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية الخاصة بالحملة خلال الأشهر القليلة القادمة لصالح 5.000 عامل من العمال الأجانب المقيمين في قطر.
وفي أولى الفعاليات، قام فريق من الشؤون الطبية التابعة للهلال بتقديم محاضرة تثقيف صحي وتوزيع حقائب نظافة شخصية متطورة على 200 عامل وعاملة من شركة تويو تاي كوربوريشن بابلك كومباني ليمتد قطر، وذلك بالتنسيق مع سفارة مملكة تايلاند في الدوحة.
تمت مراسم التوزيع في مكان عمل العمال المستفيدين بمقر شركة تويو تاي في الوكير، وشهدها بعض من ممثلي الشركة من بينهم السيد سوشيت واتشالايان مدير قسم المشروعات والعطاءات، بالإضافة إلى حضور طاقم العاملين في السفارة التايلاندية بالكامل، وعلى رأسهم سعادة السفير التايلاندي لدى دولة قطر السيد بيرون ليزميت وعدد من كبار مساعديه.
وفي بداية الحفل، تلقى العمال المستهدفون محاضرة توعوية عن أهمية الالتزام بمعايير الصحة والنظافة الشخصية، والأمراض المعدية الشائعة وطرق الوقاية منها، وكذلك نصائح طبية لتوجيه العمال إلى أساليب المحافظة على صحتهم من المخاطر التي يتعرضون لها في عملهم، مثل ضربات الشمس والإجهاد الحراري، وكيفية تقديم الإسعافات الأولية لزملائهم الذين يتعرضون لمثل هذه الحالات الطارئة.
وحرص الفريق القائم على تنفيذ الحملة على أن تكون المحاضرة باللغة التايلاندية، وذلك لضمان استيعاب العمال التام لما يتم تقديمه إليهم من معلومات ونصائح، بما ينعكس بشكل عملي على سلوكهم وعاداتهم.
بعد ذلك تم تسليم العمال 200 حقيبة للنظافة الشخصية تحتوي على بعض المستلزمات الشخصية وأدوات تساعدهم على الاهتمام بالنظافة الشخصية، وتم تدريبهم على كيفية التعامل مع محتويات الحقيبة للتأكد من تحقيق الاستفادة القصوى منها، كما تلقى كل عامل تي شيرت تذكاريا عليه شعار الحملة.
وعلى هامش الحدث، أعرب السفير التايلاندي السيد بيرون ليزميت عن عميق شكره للهلال الأحمر القطري على الجهود الكبيرة التي يبذلها في خدمة العمالة الوافدة في قطر ودعمها والمساهمة في تحسين ظروفها المعيشية وتوعية أفرادها بمعايير السلامة الصحية والمهنية في أماكن العمل، مشيدا بالدور المميز الذي يلعبه الهلال في مجال العمل الإنساني بشكل عام.
وكانت حملة وقاية قد انطلقت في شهر أغسطس 2013 بالشراكة مع المجلس الأعلى للصحة لمدة 3 سنوات، وهي تستهدف في المقام الأول رفع مستوى الصحة والسلامة بين فئة العمال الوافدين عن طريق تنظيم المحاضرات التثقيفية وتوزيع حقائب النظافة الشخصية والمطبوعات التوعوية.
وحققت المرحلة الأولى من الحملة نجاحا باهرا تمثل في تقديم محاضرات وورش عمل ودورات توعوية لـ 10.000 عامل من 40 شركة في أماكن عملهم، و 21.000 عامل من المراجعين بالمراكز الصحية، التي يديرها الهلال الأحمر القطري ويمولها المجلس الأعلى للصحة.
وامتدت إنجازات الحملة أيضا إلى توزيع حقائب صحية على 5.000 عامل وتدريبهم على كيفية استخدامها، بالإضافة إلى توزيع 10.000 كتيب ومطوية مجانية عن أهم الأمراض السارية والمعدية مثل فيروس كورونا وفيروس إيبولا والأنفلونزا والسل والإجهاد الحراري.
ومن المخطط له أن تكون هناك مراحل أخرى متتابعة من الحملة في موضوعات صحية متنوعة، مثل الصحة النفسية والصحة المهنية والتثقيف الصحي حول الأمراض غير الانتقالية.
يأتي هذا الجهد في إطار حرص الهلال الأحمر القطري على أداء رسالته ودوره في التنمية الاجتماعية داخل قطر والارتقاء بمستوى الصحة والسلامة بين جميع فئات المجتمع، حتى تقل معدلات الإصابة بالأمراض بين العمال وبالتالي ينخفض الطلب على مرافق الرعاية الطبية وتنكمش فترات التغيب عن العمل بسبب الإجازات المرضية، بما يخدم الهدف الأسمى وهو زيادة الإنتاجية وبلوغ النهضة الاقتصادية والاجتماعية المنشودة التي يتطلع إليها المجتمع القطري في إطار رؤية قطر الوطنية 2030.
أرسل تعليقك