أكدت هيئة الهلال الأحمر ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" ضرورة تعزيز مجالات التنسيق والشراكة لمجابهة التحديات الإنسانية الراهنة في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وجدد الجانبان عزمهما مواصلة جهودهما الإنسانية والعمل سويا في العديد من الساحات الملتهبة لتخفيف من وطأة الكوارث والأزمات التي يتعرض لها الملايين من البشر ..وتم الاتفاق على تعزيز آليات العمل وتبادل الخبرات والمعلومات حول برامج تعزيز قدرات العاملين في الحق الإنساني وتنفيذ المشاريع المتعلقة بتنمية المجتمعات الهشة وتعزيز قدرتها على مواجهة ظروفها الطارئة وصون كرامتها الإنسانية.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقد أمس بمقر الهلال الأحمر وحضره من جانب الهيئة سعادة محمد يوسف الفهيم نائب الأمين العام للخدمات المساندة ومن الجانب الآخر راشيد خاليكوف مدير مكتب "أوتشا" في جنيف وسعيد حرسي من مكتب المنظمة الدولية في منطقة الخليج.
وتم خلال الاجتماع استعراض برامج وخطط الطرفين وتحركاتهما على الساحة الإنسانية الدولية للحد من وطأة المعاناة الإنسانية وتعرفا على الدور الذي يبذله كل طرف في هذا الصدد.
وأشاد خاليكوف بالدعم الذي تقدمه دولة الإمارات لتعزيز قدرات "أوتشا" بحكم موقعها ضمن مجموعة المانحين المساندين لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ..مؤكدا أهمية الجهود التي تبذلها هيئة الهلال الأحمر حول العالم لتخفيف حدة المعاناة وتوفير سبل حياة أفضل لضحايا الكوارث والأزمات.
وثمن مبادرات الهيئة الإنسانية وسعيها الحثيث لتنمية المجتمعات الضعيفة والحد من تداعيات الكوارث الصامتة المتمثلة في الفقر والجوع والأمراض والأوبئة الفتاكة التي تحصد أرواح الملايين .. وقال إن السمعة التي اكتسبتها الهيئة عالميا حدت بالقائمين على أمر "أوتشا" للقيام بهذه الزيارة للتعرف عن كثب على برامجها وأنشطتها وتوثيق عرى التعاون معها وتنفيذ مشاريع مشتركة تعبر عن وحدة الهدف وتجسد نبل المقاصد التي يسعى لها الجانبان.
وأبدى استعداد المنظمة الدولية للعمل معا في تنمية وتطوير قدرات العاملين والمتطوعين في الحقل الإغاثي والإنساني من خلال تنظيم دورات تراعي الاحتياجات التدريبية الفعلية في مجالات القانون الدولي الإنساني والإسعاف والإنقاذ والتأهب للكوارث وتعزيز قدرات الفرق الإغاثية داخل الميدان.
واستعرض المسؤول الدولي جهود "أوتشا" ومجالات عملها في العديد من المناطق عبر مكاتبها المنتشرة في آسيا وأفريقيا وأوربا ..مشيرا إلى أنها تضطلع بمهام التنسيق بين المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية في مناطق الكوارث والأزمات لتحسين أداء المنظمات ميدانيا وترقية مجالات العمل الإغاثي والإنساني.
وأكد محمد يوسف الفهيم أن زيارة وفد "أوتشا" للهيئة تفتح مجالات أرحب من التعاون البناء بين الطرفين في الجانب الإنساني ..مشددا على حرص الهيئة الدائم على تمتين جسور التواصل والتعاون مع وكالات ومنظمات العون الإنساني الإقليمية والدولية من أجل مستقبل أفضل للعمل الإنساني.
وقال إن الهيئة تفخر بعلاقاتها المتميزة مع نظيراتها الأممية مما مكنها من تحقيق الكثير من الانجازات التي ساهمت كثيرا في الحد من وطأة المعاناة الإنسانية في الكثير من المناطق التي تواجدت فيها الهيئة ..مؤكدا أن الهيئة لن تدخر وسعا في سبيل ترجمة وقائع هذا الاجتماع على أرض الواقع من خلال تعزيز مجالات الشراكة بين الجانبين.
يذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت قد انضمت في العام 2006 إلى مجموعة المانحين المساندين لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" لتصبح العضو رقم 20 في المجوعة والدولة الوحيدة غير الأوروبية في مجموعة "أوتشا" في ذلك الوقت.
ودفعت جهود الدولة في هذا الصدد بالمنظمة الدولية لفتح مكتب إقليمي لها في الإمارات يغطي 21 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا وساعد انضمام الدولة لمجموعة المانحين المساندين للأمم المتحدة في تحقيق الأهداف المنشودة وتلبية تطلعات "أوتشا" في زيادة التنسيق والحركة وحشد المانحين لضمان انسياب المساعدات الإنسانية بسرعة وفعالية لمستحقيها في مناطق النزاعات و الكوارث.
أرسل تعليقك