القحطاني: إنجاز 44% من مخرجات الإستراتيجية الصحية

كشف سعادة السيد عبد الله خالد القحطاني، وزير الصحة العامة عن إنجاز 44 بالمائة من مخرجات الإستراتيجية الوطنية للصحة.
وقال سعادته في الكلمة التي ألقاها في الحفل الذي أقامه المجلس الأعلى للصحة الليلة بمناسبة مرور ثلاث سنوات على إطلاق الإستراتيجية الوطنية للصحة إنه رغم ما تم تحقيقه "فما زال أمامنا المزيد من العمل الجاد والدؤوب لتحقيق غاياتنا، ونحن بإذن الله ماضون على الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافنا، ومتسلحون بالقرارات الصائبة على المستويين الفني والإداري، أو على مستوى التعامل مع المرضى".
وشدد سعادة الوزير على أن حضور معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، رئيس المجلس الأعلى للصحة لهذه المناسبة التي يحتفل بها تحت شعار "تعزيز رحلة علاج المريض" يمثل رسالة إيجابية للجميع تؤكد مدى اهتمام معاليه الخاص بهذا القطاع .
ولفت سعادته إلى أنه لكيفية التعامل مع المرضى أهمية كبرى في عملنا، كوننا المعنيين بالحفاظ على صحتهم خاصة مع ما تشهده البلاد من نمو سكاني ومن تزايد في القوى العاملة تلبية لسعي كافة القطاعات في الدولة لإنجاز مشاريعها المتعلقة باستضافة كأس العالم 2022 " ومن البديهي أنه لن يكون بالإمكان إتمام هذه المشاريع إذا لم تتمتع الطاقات البشرية المعنية بأتم الصحة والعافية، وهنا يأتي دورنا المتمثل في توعية الأفراد ومساعدتهم في الحفاظ على صحتهم".
واستطرد سعادة السيد القحطاني قائلا "إن عملنا يتسم بالتميز، فنحن المعنيون باتخاذ ووضع التدابير الرامية للوقاية من الأمراض، ونحن المسؤولون عن حماية المرضى وتخفيف آلامهم ومما لاشك فيه أننا نسعى لأن يخرجوا من مرافقنا الصحية بحالة جسدية ونفسية أفضل، فالمريض لن يأتي للمستشفى لولا حاجته الملحة لتلقي العلاج. ونحن موقنون بأنهم ممتنون لوجودنا هنا لمساعدتهم".
وأكّد على أن من حق أي مريض مواطنا كان أو مقيما الحصول على الرعاية الصحية عالية الجودة مطلب باعتبارها حقا مشروعا لكل من يعيش على أرض قطر "ولذلك يتعين علينا في القطاع الصحي، على اختلاف مسؤولياتنا ومهامنا ومناصبنا، أن نحسن استعمال السلطة الممنوحة لنا وأن نتبنى توجها للرعاية الصحية يتمحور حول المريض ويضعه نصب اهتمامه لنتمكن من الحفاظ على ما حققناه من تطور حتى يومنا هذا".
وأوضح سعادة وزير الصحة العامة في كلمته أن الرعاية المرتكزة على المريض، تعني بكل بساطة تلك التي تجعل منه أساس اهتمامها، وتسعى لتوفير أقصى سبل الرعاية والاهتمام به عن طريق الإنصات لملاحظاته واحترام رغباته والتأكيد على أهميتها وأخذها بعين الإعتبار، إلى جانب الأخذ بيده ليتمكن من العناية بصحته عن طريق توعيته بممارسة الأنشطة البدنية واتباع الأنظمة الغذائية المناسبة وأنماط الحياة الصحية.
ومضى إلى القول أن "الرعاية المتمركزة على المريض تتجسد في الجراح الذي يضع مصلحة المريض أولا قبل اتخاذ قراره، وفي الممرض الذي يحرص على التحقق من جرعة الدواء قبل إعطائها للمريض، بل وفي أدق وأبسط تفاصيل الرعاية المقدمة للمريض في رحلته العلاجية".
وبيّن سعادته أن الدولة تسعى للوصول بالرعاية الصحية في مرافقنا إلى هذا المستوى من الرقي، لثقتنا بأن المعاملة الحسنة والراقية ستعزز من التجربة العلاجية للمريض وستسهل عمل الطاقم الطبي في مرافقنا الصحية.
وفي سياق حديثه عن تعزيز الرحلة العلاجية للمرضى في المرافق الصحية بالدولة، سلط سعادة السيد عبدالله خالد القحطاني وزير الصحة العامة في كلمته في حفل مرور ثلاث سنوات على إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة، الضوء على ما تم إنجازه من مشاريع خلال السنة الماضية 2013 – 2014، واصفا ذلك بالإنجازات المشرفة بالفعل والتي تستحق الذكر والثناء.
واستدل سعادته في ذلك بعدد من الإنجازات، لخصها في أن أصبح جميع المواطنين القطريين مشمولين بنظام التأمين الصحي الوطني الذي قال إنه يشهد زيادة مستمرة في المرافق والخدمات المقدمة من خلاله، فيما بات وشيكا أيضا إطلاق مركز الإتصال الخاص بتلقي ملاحظات واستفسارات وشكاوى المرضى الأمر الذي سيكون له عظيم الأثر في التعرف على مطالب واحتياجات المرضى وتحقيق الإستجابة الأمثل لها.
ومن الإنجازات التي ذكرها سعادة الوزير كذلك نجاح تجربة (حياك) التي تم إطلاقها في مراكز الرعاية الصحية الأولية وذلك استنادا على استحسان المترددين على المراكز الصحية لها ووصفها من قبلهم بالخطوة الإيجابية، فضلا عن إطلاق أسبوع سلامة المرضى للمرة الأولى خلال هذه السنة.
كما أشار سعادته إلى استمرار الجهود الرامية لتعزيز الخدمات المقدمة للمرضى، وقال إننا لم نغفل حقوق القوى العاملة الطبية في مرافقنا الصحية سواء من حيث الممارسين الصحيين أو فرق الاستجابة، حيث تم في هذا الصدد تأسيس مجلس قطر للتخصصات الصحية لتوفير الدعم اللازم للأطباء وضمان تقديم الرعاية الصحية عالمية المستوى من قبل أطباء وممارسين صحيين أكفاء في مجال اختصاصهم بالإضافة إلى إدخال التطوير المهني الإلزامي والتعليم الطبي بغية المحافظة على استمرارية تقديم الخدمات عالية الجودة للمرضى سنة بعد أخرى.
وقال سعادة وزير الصحة العامة إن أهم الإنجازات تتمثل في تقدم مؤسسة حمد الطبية بثلاث سنوات عن الأهداف المحددة لها فيما يتعلق بالوقت المحدد للاستجابة للحالات الطارئة وتوفير خدمات إسعاف عالمية المستوى.
وأشار إلى الخطوة الهامة المتمثلة في إطلاق استراتيجية الصحة النفسية التي تعكس الاعتراف بأهمية الصحة النفسية إلى جانب الصحة الجسدية، وقال إن هذه الاستراتيجية ستضطلع بدور هام في تعزيز تبني أنماط الحياة الصحية في المجتمع، إضافة إلى العمل الجاد والمتميز فيما يختص بتعزيز الصحة والصحة الوقائية من خلال التغذية والأنشطة البدنية التي تم تبنيها مؤخرا في مدارسنا بغية ايجاد جيل منتج قوي يتمتع بالصحة والعافية.
وأضاف سعادة السيد عبدالله خالد القحطاني وزير الصحة العامة قائلا في كلمته "وبينما نتحدث اليوم ونحتفل بإنجازاتنا يتعين علينا أن لا نغفل حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا خلال السنوات المقبلة، فكما تعلمون بأن عدد السكان يتزايد بصورة سريعة في دولة قطر، وقد قاربت الزيادة ما يفوق العشرة بالمائة خلال السنة الماضية فقط، وتماشيا مع هذه الزيادة فإن برنامج الاستراتيجية الوطنية للصحة ينمو ليتمكن من استيعاب الاحتياجات الصحية المتنامية للسكان في الدولة"، مبينا أن ما يشهد على ذلك هو إطلاق وتبني مشروعات جديدة خلال السنة الماضية منها على سبيل الذكر لا الحصر المشروع الخاص بمرض السكري.
وقال إن الزيادة السكانية في الدولة تعني بالنسبة لنا تزايد أعداد المرضى ممن هم بحاجة للرعاية الصحية على اختلاف الجنسيات والمراحل العمرية، مبينا أن هذا النمو السكاني بلا شك "يضعنا جميعا تحت طائلة الضغط ويخلق لنا مزيدا من التحديات، ونظرا لوعي حكومتنا الرشيدة بهذه التحديات، فإنها قدمت ولازالت تقدم دعمها السخي للقطاع الصحي الأمر الذي برهنت عليه الزيادة في الميزانية المخصصة للصحة خلال العام الماضي بنسبة 18 بالمائة، لافتا إلى أن هذه الزيادة انعكست على ارتفاع عدد العاملين بالقطاع الصحي العام ليبلغ ثلاثة وعشرين ألفا حاليا.
ونبّه سعادة الوزير في كلمته إلى أن توسعة القطاع الصحي وما يحمله من تحديات ترتبط بالمحافظة على استدامة جودة الرعاية الصحية التي تضع المريض نصب عينها ومحور اهتمامها لنتمكن من تحقيق النجاح في أبهى الصور وأكثرها مثاليةً.
وشدد سعادته على ضرورة عدم الاستهانة بمدى قدرة العاملين في القطاع الصحي بالدولة على إحداث التغيير في رحلة المريض العلاجية من خلال ابتسامة ترحيب أو مصافحة دافئة أو كلمة رقيقة أو من خلال العناية بأدق التفاصيل بدءا من الإشارات التوضيحية في المرافق الصحية، وبدقة المواعيد المخصصة للمرضى وانتهاءً بالتواصل مع المريض لمتابعة حالته بعد زيارته للمستشفى.
وأعرب عن يقينه التام بأنهم يرغبون في توفير مثل هذه المعاملة لشخص قريب أو عزيز عليهم أو لأنفسهم عندما يكونون مكان هذا المريض "فدعونا نقدم ذلك للجميع".
كما نوه وزير الصحة العامة بأهمية تحقيق الرعاية الصحية المناسبة للجميع في المكان والوقت المناسبين، لافتا إلى أن هذه الرعاية ترتكز في المقام الأول على المريض باعتباره محورها وبدونه لا توجد حاجة للمستشفى والمركز الصحي أو موظف الاستقبال مثلا . وقال إننا نمتلك أحدث الأجهزة وأفضل الكوادر لكن بدون المعاملة الطيبة واللائقة للمريض فلا جدوى من الإستراتيجية "لأننا الطرف الأقوى في المعادلة "، مؤكدا في الوقت ذاته أهمية معاملة المريض وذويه الطيبة للإطار الطبي، وقال إننا نؤمن بأن الدين هو المعاملة وأن مصدر ذلك هو الأخلاق.
ومضى قائلا "إننا نستقبل الكثير من الحالات وحدوث الخطأ أمر وارد ولا خجل من ارتكابه إن كان غير مقصود".
وكان سعادة الوزير قد أعرب في مستهل كلمته في الحفل السنوي للإستراتيجية الوطنية للصحة عن الفخر والإعتزاز بما تم إنجازه في مشاريع الإستراتيجية التسعة والثلاثين من حيث الهياكل أو البرامج، الأمر الذي يعد حافزا لكل المتواجدين في الحفل من المسؤولين بالقطاع الصحي في الدولة الذين قال إنهم قادة التغيير في القطاع الصحي في دولة قطر، والأكثر دراية بالجهد المبذول لتحسين الخدمات الصحية في الدولة.