نيودلهي ـ د.ب.أ
كشفت دراسة هندية حديثة، أن استخدام لقاح شلل الأطفال الذى يؤخذ عن طريق الحقن (IPV)، يساعد على تسريع القضاء على الفيروس على المستوى العالمى، ويوقف انتشاره بين الأطفال.
الباحثون فى مركز بحوث المعوى (ERC)، فى مومباى، والعاملون بالمشروع الوطنى لمراقبة شلل الأطفال فى نيودلهى، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أجروا الدراسة على أطفال هنود، ونشروا نتائجها اليوم الجمعة، فى مجلة "العلم"، الصادرة عن الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم.
وبحسب الدراسة، فإن هناك نوعان من لقاح شلل الأطفال، الأول يسمى لقاح شلل الأطفال غير المفعل (IPV) وهو يعطى عن طريق الحقن العضلى فى الذراع أو الفخذ، بينما يعرف النوع الثانى بلقاح شلل الأطفال الفموى (OPV) وهو على شكل نقط تعطى عن طريق الفم، لكن هذا اللقاح يعطى أكثر من مرة، عندما يكون الطفل فى عمر شهرين و4 أشهر و6 أشهر وسنة ثم بعمر 18 شهرا والجرعة الأخيرة فى عمر 5 سنوات.
وأوضح الباحثون أن الاختيار بين اللقاحين ظل أمرا مثيرا للجدل، وحتى الآن فإن اللقاح الفموى أكثر استخدامًا، لأنه أرخض، كما أن إعطاءه للأطفال لا يحتاج إلى استخدام الإبر، لكن لاستمرار فاعليته فى الجهاز المناعى يحتاج إلى إعطائه للأطفال أكثر من مرة، كما أن توفير جرعات متعددة للقضاء على شلل الأطفال يمثل تحديًا، خاصة فى المناطق النائية أو فى مناطق النزاعات. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام اللقاح الفموى لا يزال يحمل فى طياته احتمال إفراز فيروس شلل الأطفال فى البراز، مما يزيد من خطر انتشار الفيروس. وعلى أمل التمكن مستقبلا من سحب اللقاح الفموى من الأنظمة العلاجية لفيروس شلل الأطفال، قام الباحثون بتجربة ما إذا كان استخدام كلا اللقاحين من شأنه أن يحسن المناعة عند الأطفال.
وأجرى الباحثون تجربة سريرية على نحو ألف طفل من الرضع فى ولاية "أوتارا براديش" شمال الهند، وقسموا المشاركين إلى مجموعتين، مع إعطاء المجموعة الأولى اللقاح الفموى، بينما تناولت الثانية اللقاح غير المفعل الذى يؤخذ عن طريق الحقن. وبعد 4 أسابيع من المتابعة، وجد الباحثون أن المجموعة التى تناولت لقاح الحقن (IPV)، تحفّزت لديها المناعة ضد الفيروس، أكثر من المجموعة التى تلقت اللقاح الفموى (OPV). وأشار الباحثون إلى أن نتائج دراستهم قد تساعد فى حل الخلاف حول اختيار اللقاحات، أثناء محاولة الباحثين تسريع القضاء على بؤر انتشار الفيروس فى أماكن مثل سوريا والعراق.
أرسل تعليقك