أبرمت قطر الخيرية والهيئة الطبية الدولية عقود تعاون بينها من أجل تنفيذ مشاريع صحية في كل من سوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى وسيراليون، وذلك بتمويل من قطر الخيرية بقيمة 8.395.000 ريال.
وقد وقع على الاتفاقية السيد يوسف بن أحمد الكواري الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية، والسيد كفن نون ، المدير التنفيذي بالهيئة الطبية الدولية بالمملكة المتحدة ، وذلك بالمقر الرئيس للجمعية بالدوحة.
وبناء على هذه العقود ستشرع الهيئة الطبية الدولية فورا في وضع برامج للرعاية الصحية والتدريب بغية مساعدة المتأثرين بالصراعات في سوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى والمساهمة في جهود احتواء فيروس الإيبولا في سيراليون، اعتمادا على منحة قوامها 2.3 مليون دولار أمريكي أي ما يعادل 8.395.000 ريال مقدمة من قطر الخيرية.
وتعليقا على المناسبة، قالت السيدة ناني إيه أوسي، رئيس الهيئة الطبية الدولية ومديرها التنفيذي " بفضل المنحة السخية من قطر الخيرية، وما تنطوي عليه من مُثُل التعاطف والالتزام تجاه حفظ كرامة الإنسان على مستوى العالم، فقد جاءت هذه المنحة في وقتها، وستعيننا على التوسع سريعا في تلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة" .
وأوضحت أن التعاون مع مؤسسة عالمية رائدة مثل قطر الخيرية من شأنه إحداث أثر هائل في قدراتنا على الاستجابة لحالات الطوارئ، واستحداث برامج على المدى البعيد وتحقيق نتائج مستدامة منها. ومع تزايد وطأة الصراع في سوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى وما أفضت إليه من تعرّض أسر لا حصر لها لمخاطر جمّة، ومع تفشي وباء الإيبولا في سيراليون، فقد بات لزامًا على المجتمع الدولي أن يتحرك سريعا لتدارك الأمور.
من جهته، قال السيد يوسف بن أحمد الكواري، الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية، في تصريح صحفي على هامش توقيع هذه الاتفاقية إن قطر الخيرية سعيدة أن تقيم شراكة ناجحة مع الهيئة الطبية الدولية بغية تعزيز قدرات القطاع الطبي للطوارئ، وهو القطاع الذي يعاني الإهمال ونقص الموارد والخدمات.
وأشار إلى أن قطر الخيرية تولي اهتماما خاصا لأطفال سوريا الذين يعانون من الشلل والحصباء، كما تهتم بتفشي وباء الإيبولا غربي إفريقيا وما يتصل به من خطر لا يتهدد باقي إفريقيا وحدها، بل العالم أجمع، الأمر الذي يقتضي تنسيق الجهود واستدامتها من جهات عديدة.
وبين أن قدرة الهيئة الطبية الدولية كجهة رائدة في التعامل مع هذا الوباء وخدمة المجتمعات الأخرى المعرضة للخطر بشتى أنحاء العالم، ومن بينها شعوب جمهورية إفريقيا الوسطى وسوريا، إنما هو عامل محفز لنا على مضافرة الجهود مع الهيئة بغية الاستجابة لحالات الطوارئ الماثلة.
كما رحب السيد كوفن نون المدير التنفيذي بالهيئة الطبية الدولية بالمملكة المتحدة بهذه الاتفاقية واعتبرها دفعة قوية للعمل الإنساني وخاصة الجانب الصحي، مشيرا إلى أنه خلال عمله في المجال الإنساني أكثر من عقدين لم يلتق بمؤسسة على مستوى حرص قطر الخيرية على مد يد المساعدة للمحتاجين في أنحاء العالم، وأن هذا مبعث أمل في نجاح ما ستقوم به مؤسسته في ظل هذه الشراكة.
وتتعلق المشاريع التي سيتم تنفيذها بناء على هذه الاتفاقية بمجال الصحة في البلدان المستهدفة حسب الحاجة الملحة لكل بلد وحسب ظروفه، فنظرًا لانقطاع الخدمات الاعتيادية في مجالات الرعاية الصحية بسوريا، والزحام الشديد في المناطق السكنية جراء النزوح والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لمياه الشرب والصرف الصحي، فقد تزايدت أعداد الأطفال المعرضين لمخاطر الأمراض المعدية الممكن اتقاؤها. ومن ثم، ستتولى الهيئة الطبية الدولية، بمساندة من قطر الخيرية، تقديم الرعاية الصحية لأطفال سوريا النازحين حفاظًا على حياتهم، وخاصة ضد مرضي الشلل والحصباء.
يشار إلى أنه في ظل الرؤية المشتركة لتقديم العون وتعزيز القدرات في أوساط المجتمعات المعرضة للمخاطر بشتى أنحاء العالم، قد أبرمت كل من الهيئة الطبية الدولية وقطر الخيرية شراكة استراتيجية عالمية في وقت سابق من العام، تتيح للمؤسستين تعظيم قدراتهما في الوصول إلى المناطق الأكثر احتياجا للإغاثة الإنسانية في مختلف أرجاء المعمورة.
أرسل تعليقك