الدوحة - قنا
حذر أطباء متخصصون من أن سوء استخدام بعض العقاقير الطبية قد يؤدي إلى الإدمان ويؤثر على سلامة المرضى نفسياً وعقلياً وجسدياً، مؤكدين أهمية توعية المرضى بالجوانب المختلفة لهذه العقاقير.جاء ذلك خلال ندوة نظمتها مؤسسة حمد الطبية، اليوم السبت، تحت عنوان "دور الكوادر الطبية في الوقاية والحد من سوء استخدام العقاقير الطبية" وذلك بمجمع اللاند مارك التجاري ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف 26 يونيو من كل عام.وقال الدكتور يوسف المسلماني المدير الطبي لمستشفى حمد العام الذي أدار الندوة إن سوء استخدام الأدوية لا يقل خطراً عن عدم التداوي، لأنه قد يؤدي إلى الإدمان في حالات معينة مثل أدوية المهدئات والمنومات، أو التعود على تناول الدواء مثل بعض مسكنات آلام المفاصل.وأوضح أنه في حال "اعتاد الجسم على تناول جرعة محددة من هذه العلاجات لفترة معينة فقد يضطر لزيادة الجرعة لإحداث التأثير المطلوب"، مُشدداً على أهمية توعية الأطباء والصيادلة للمريض باتخاذ الحيطة والحذر عند صرف هذا النوع من الدواء وغيره للمرضى.ولفت إلى دور الأطباء والصيادلة في توعية المرضى بالأعراض الجانبية الخطيرة الناتجة عن الاستخدام السيئ للعقاقير، والتي تؤثر سلبا على سلامة المرضى من الناحية العقلية والجسدية إلى جانب تثقيف الحضور بقانون دولة قطر وعلاقته بصرف بعض الأدوية.ومن جانبه أكد الدكتور محمد عبد العليم إبراهيم استشاري أول الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية وعضو اللجنة الدائمة لشؤون المخدرات والمسكرات أهميته رفع الوعي بدور الكوادر الطبية بشأن إساءة استخدام بعض الأدوية والعقاقير الطبية بوجه عام والأدوية المهدئة والمخدرة بوجه خاص.وأشار إلى أن هناك الكثير من الأدوية النافعة التي يساء استخدامها من قبل بعض المرضى، "وهي أدوية لها استعمالات طبية مختلفة ولم يثبت لها أي ضرر ولم يتم إدراجها ضمن المواد والعقاقير ذات التأثير النفسي الضار".
وأوضح أن "الدواء له استخدامات نافعة وفقا لمعايير طبية معينة ولكن إذا خرج المريض عن هذا النسق فإنه يدخل في إطار سوء الاستخدام والذي يؤدي به إلى مخاطر وأضرار جسيمة، تبدأ بالتعود ثم تنتقل للاستعمال القهري ويصل في النهاية لمرحلة الإدمان".ودعا إلى ضرورة الالتزام بتناول الجرعة المسموح بها للدواء، واتباع التوصيات والإرشادات اللازمة عند تناوله، وعدم تناول بعض الأدوية بدون استشارة الطبيب وخاصة المهدئة منها والتي من شأنها أن تؤدي إلى عواقب وخيمة لا سيما التأثير على الجهاز العصبي للمريض.وشدد الدكتور عبد العليم على دور الكادر الطبي في الحد من سوء استخدام العقاقير الطبية خاصة المتعلقة بالصحة النفسية وذلك من خلال الالتزام بالمعايير التشخيصية السليمة عند وصف الأدوية وصرفها ونشر الوعي والمعرفة المتعلقة بالوصفات الدوائية وكيفية استخدامها، وكذلك توجيه وإرشاد المرضى الذين لديهم قابلية لسوء الاستخدام لعدم الوقوع في هذا الخطأ.من ناحيته لفت الدكتور عبدالله الشرقي استشاري أول في الطب النفسي وطب الإدمان، من السعودية في مداخلته خلال الندوة إلى بعض مظاهر إساءة استخدام الأدوية كتناول الإنسان لجرعات عالية من الأدوية الموصوفة له، أو أن يقوم باستخدام أدوية موصوفة لأناس آخرين، أو تناول أدوية بدون وصفات طبية، خاصة في مجتمعنا العربي والخليجي.وأشار إلى أن مضادات الألم أو المسكنات هي أكثر الأدوية التي يساء استخدامها مُبيّناً أن تقليل كميتها بعد التعود عليها لفترة من الوقت يؤدي إلى الشعور بالألم، بالإضافة إلى إعطائها شعوراً بالرضا عند البعض، مما يسهم في استمرار بعض المرضى على تعاطيها ليس لعلاج المرض وتسكين الألم، وإنما للحصول على المشاعر الإيجابية المصاحبة للاستخدام الأصلي.كما نبه الدكتور "الشرقي" إلى بعض الأدوية التي يساء استخدامها مثل أدوية الكحة والزكام التي تحتوي على بعض المورفينات، بالإضافة إلى بعض الأدوية الأخرى التي يخلطها المدمنون مع المواد الرئيسية للحصول على تأثير أكبر.
أرسل تعليقك