نيويورك ـ العرب اليوم
بعد 10 سنوات من الأبحاث وافقت هيئة الأدوية والأغذية الأمريكية على عقار السوفوسبوفير كعلاج سحري للنوع الجيني الرابع من فيروس سي والمنتشر في ربوع مصر، ولكن تظل عقبة دعم الدواء ذي التكلفة الباهظة والتي لا يقوى عليها سوى الأثرياء، الصخرة التي تتحطم عليها آمال الفقراء.
فمن جانبه، أكد الدكتور عبدالرحمن هلال، صيدلي حر بقليوب، أن تكلفة علاج المريض الواحد من فيروس سي بالدواء الجديد ستصل إلى 193 ألف جنيه نظرًا لأنه يخلص المريض من الفيروس إلى الأبد، مطالبًا وزارة الصحة بتقديم الدعم لمريض فيروس سي للحصول على هذا العقار.
وقال إنه من المقرر أن تنتج شركة إحدى شركات هذا الدواء فور السماح بدخوله مصر، موضحًا أن نسب الشفاء به من فيروس سي تتخطى الـ93%، مشددًا على أن سعره يمثل عقبة كبيرة في سبيل المريض الفقير وميسور الحال، قائلًا إن نسبة الشفاء بالإنترفيرون لا تتعدى الـ50% بتكلفة علاج تصل لـ 60 ألف جنيه.
وصرح الدكتور تامر شاهين، صيدلي مجتمع، بأن السوفوسبوفير يمضي قدمًا في طريق الخلاص من فيروس سي، حيث اجتاز المرحلة الثالثة من الاختبارات، كما يستعمل مع الإنترفيرون والريبافيرين، خلال 12 أسبوعًا فقط بدلًا من 48 أسبوعًا، حيث يستخدم في شكل أقراص ويستعمل بجرعة 400 ملجم يوميًا، مشيرًا إلى أن الاسم التجاري للدواء هو سوفالدي SOVALDI، موضحًا أن سعر القرص الواحد داخل أمريكا يصل لـ 1000 دولار والكورس العلاجي 84 قرصًا.
وأفاد بأنه من أبرز الآثار الجانبية التي ظهرت عقب تناول العقار الجديد بجانب الريبافارين: الصداع والشعور بالإعياء، حيث اشتكى العديد من المرضى من الإصابة بالغثيان والأرق، فضلًا عن إصابتهم بالأنيميا.
وفي سياق متصل، أضاف الدكتور عبدالرحمن السقا، مساعد وزير الصحة للتأمين الصحي، أن الشركة الأمريكية "جيلياد ساينسز"، والمتخصصة في التقنية الحيوية، هي فقط التي تملك الحقلتسويق دواء السوفو سبو فير، كما صدقت إدارة الغذاء والدواء "FDA" الأمريكية، على طرح العقار، وذلك بعد اعتماد عقار " Olysio " والذى يحتوى على مادة "simeprevir " ويستخدم لعلاج النوع الجينى الأول من الفيروس.
وأوضح أن الوزارة تبحث بالتنسيق مع شركات الدواء المصرية عن طرق بديلة لتصنيعه بحيث يصبح أقل ثمنًا، على أن تساهم بجزء من تكلفة علاج المرضى داخل مظلة التأمين الصحي، مشددًا على أنه لا يوجد ما يسمى بصرفه مجانًا لمريض فيروس سي.
وأشار السقا إلى أن موافقة الـFDA على تسجيل عقاري "سوبيبروفير، وسوفاستوفير" بعد 5 سنوات من الأبحاث، تمثل تطور جذري في منظومة الدواء العالمية، موضحًا أن الوزارة تسعى للتواصل مع الـ FDA بشأن تسجيل4 أدوية جديدة من يناير إلى أغسطس المقبل، مشددًا على أن عام 2015 سيشهد تسجيل 8 أدوية جديدة لتعالج جميع أنواع الفيروس.
وبالسؤال عن سبب ارتفاع سعر السوفوسبوفير، أفاد أن شركات الأدوية تسعى لتعويض التكاليف الباهظة التي انفقتها على الأبحاث والتجارب المبدئية وصولًاللمراحل النهائية من اكتشاف الدواء، حيث تبلغ تكاليف تلك الأبحاث مليار دولار على الأقل خلال عشرات السنوات، كما أن هناك أكثر من 6 شركات أدوية تتنافس على إنتاج السوفوسبوفير ومن بينهم شركة جيلياد والتي تسعى لطرح الدواء خلال عامي 2014 و 2015.
وعن دور الوزارة في توفير الدواء داخل مصر، أشار مساعد وزير الصحة للتأمين الصحي إلى أنهم يعملون بالضغط على الشركات العالمية في تخفيض سعر الدواء عند نزوله إلى مصر، بمساعدة منظمة الصحة العالمية من أجل خدمة أكثر من18 مليون مريض بفيروس سي في مصر، مؤكدًا أنه خلال 8 أشهر ستتوفر أدوية جديدة لفيروس سي بدعم وزاري.
أرسل تعليقك