جنيف - كونا
يسترجع خبراء الصحة في اليوم العالمي لمرض الشلل الرعاش (باركنسون) في 11 ابريل من كل عام تداعيات هذا المرض الذي يشكل ارقا كبيرا للمرضى وذويهم بحثا عن افضل طرق للتعامل معه.
وتنسب وثائق منظمة الصحة العالمية مرض (باركنسون) الى مكتشفه الطبيب البريطاني جيمس باركنسون الذي نشر اول مقال علمي حول مرض (الرعشة اللاارادية) في احدى الدوريات العلمية عام 1817 دون به اول تشخيص علمي للمرض ليبدأ البحث في اسبابه وتداعياته.
ورصد باركنسون في بحثه اربعة اعراض اساسية لهذا الداء تتمثل في عدم الاستقرار اثناء الوقوف والاصابة برجفة في اليد او الذراع او الساق او الفك وبعض عضلات الوجه وتصلب الاطراف وبطء الحركة ثم تنعكس كل تلك الاعراض على القدرة على الكلام والمشي بانتظام.
ويعانى المصابون بهذا المرض من الكآبة والانطواء نتيجة عدم القدرة على مواصلة حياتهم اليومية بطريقة طبيعية سواء في الحركة او الكلام او قضاء الحاجة وبمرور الوقت يعانون من نقص في التركيز واضطرابات في الذاكرة فينتقل العبء الى مرافقي المريض.
ومع التقدم العلمي المذهل تمكن خبراء منظمة الصحة العالمية من تصنيف مرض (باركنسون) على انه (متلازمة) اي مرض تجتمع فيه عدة اعراض في آن واحد لتنقسم الاصابة به الى نوعين اثنين اولهما اصابة غير مرتبطة بسبب معين من جملة اسباب محتملة وهي الشريحة التي تمثل نسبة 80 في المئة من المرضى.
ووفقا للخبراء تكون اسباب الاصابة بالمرض في النوع الثاني مجهولة لنسبة 15 من المصابين اذ تجمع تلك الشريحة بين الاعراض المعروفة عن الاصابة بالمرض وعوامل اخرى لم يتمكن العلماء من كشف النقاب عنها الى اليوم.
واوضح الخبراء ان متلازمة (باركنسون) تعد احد تداعيات الاصابة بامراض الدورة الدموية والامراض السرطانية و(الرض الدماغي) لنسبة الخمسة في المئة المتبقية من المرضى.
وكشفوا ايضا اسبابا اخرى للاصابة بالمرض كحدوث طفرات جينية تحدث على حين غرة فيجد المريض نفسه مصابا بالشلل الرعاش الا ان العلماء لم يعثروا على دليل قاطع على أن هذه الطفرات الجينية ذات طابع وراثي.
وربط فريق آخر من العلماء بين حدوث الطفرات الجينية التي قد لا تكون المسبب الوحيد للمرض مع ضرورة توفر ظروف غير عادية لحدوثها كالافراط في التعرض للسموم الناجمة عن كثرة استخدام الكيماويات كمبيدات حشرية او في مناطق الصناعات التعدينية الثقيلة.
وعلى الرغم من تلك المعلومات التي توضح طبيعة المرض فانه لا يوجد علاج حاسم له اذ يكتفي الاطباء حاليا بادوية تخفف من وطأة المرض مع التركيز على العلاج الطبيعي لتدليك العضلات وتمارين تقوية الاعصاب.
ويمكن ايضا معالجة بعض انواع المرض حسب درجة الاصابة عن طريق التحفيز الكهربائي بزرع شريحة مبرمجة مسبقا في مخ المريض تبث نبضات مغناطيسية ترتب عمل الجهاز العصبي المركزي في موطن المرض الذي يؤدي الى عدم القدرة على تحريك الاطراف بشكل سليم.
وتشير بعض الابحاث العلمية الى امكانية استخدام تقنيات العلاج بالجينات من خلال زرع بعض الانزيمات التي يمكنها انتاج مواد محفزة للجهاز العصبي لتحسين اداء الجزء الخاص بالحركة.
ويعول العلماء على تطوير تجارب يقوم بها باحثون في كلية الطب في جامعة (هارفارد) منذ عام 2002 لزراعة خلايا جذعية مستخلصة من الاجنة في المخ لتعديل الخلايا العصبية المصابة تم اختبارها على 19 فأرا تمكنت خمسة منها من التعافي.
وتقول منظمة الصحة العالمية ان نسبة تتراوح بين 40 و60 في المئة من المرضى تلجأ الى الطب البديل مثل الابر الصينية او تمارين رياضية لتنظيم حركة التنفس وتمارين اليوغا التي تساهم في التهدئة النفسية والاستقرار المعنوي للمريض.
وتعتبر المنظمة العامل النفسي جزءا هاما من العلاج للمريض الا ان هناك نقصا في خدمات الرعاية الصحية للمرضى واسرهم.
ودعت الى ادراج خدمات الرعاية العصبية ضمن الرعاية الصحية الاولية لاسيما ان اغلب تلك الخدمات لا يتطلب تقنيات متطورة بقدر ما يتطلب تأهيلا مجتمعيا وعلاجا نفسيا.
وينصح خبراء منظمة الصحة العالمية في نشراتهم الدورية بضرورة الابلاغ السريع عن الاضطرابات التي تصيب الجهاز العصبي بما في ذلك حالات الصداع المتكررة بسبب اضطرابات الاوعية الدموية الدماغية واعتلال الاعصاب والاضطرابات المعوية وهي تشكل حوالي نسبة خمسة في المئة من اجمالي الامراض المنتشرة في منطقة شرق المتوسط.
أرسل تعليقك