الجذام مرض إستوائي مُهمل يستمر في النبذ
آخر تحديث GMT20:36:04
 العرب اليوم -

"الجذام" مرض إستوائي مُهمل يستمر في النبذ

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الجذام" مرض إستوائي مُهمل يستمر في النبذ

دكار ـ أ.ف.ب

يبدأ الجذام (البرص) ببقعة على الجلد عادية وغير مؤلمة وهو مرض معد يسهل محاربته  لكنه يستمر في الحاق الاعاقات والتسبب في نبذ ملايين الاشخاص في العالم على ما تفيد جمعيات مختلفة. يجلس مودو غايي (32 عاما) على سريره في مركز فرسان مالكا الاستشفائي (شوم) في داكار، رجله اليسرى ممدة على طول السرير امام اليمنى فقد بترت عند مستوى الركبة. ويروي هذا البائع المتجول من وسط البلاد بلغة الوولوف "لم اكن اعرف هذا المرض بتاتا". وهو كان يعاني من جروح متكررة من دون ان يتمكن من تفسيرها فزار الكثير من الاطباء التقليديين الذين وصفوا له الاعشاب والمراهم المختلفة من دون ان تعطي اي نتيجة. تنتقل عدواه خصوصا بسبب الاختلاط: وعندما تم تشخيص اصابته بالجذام ادخل رب العائلة الشاب هذا الى مركز "شوم" المتطور في معالجة هذا المرض. لكن الاوان كان قد فات لانقاذ رجله اليمنى التي اصيبت حتى العظم. الجذام الذي تنتقل عدواه خصوصا بسبب الاختلاط وقلة النظافة "يطال افقر الناس" على ما يقول الطبيب شارل كينكبيه كبير اطباء مركز "شوم" حيث العلاج مجاني لكل مواطن. لكن جراح العظم هذا يقول بأسف "ينتظرون حتى اللحظة الاخيرة لاستشارة طبيب". ويمكن معالجة هذا المرض قبل ان يتسبب بعواقب خطرة. فمنذ الثمانينات ثمة علاج مؤلف من ثلاثة مضادات حيوية توفره منظمة الصحة العالمية مجانا، يشفي في غضون اشهر قليلة المريض نهائيا من البرص. الا ان المصابين بمرض الجذام غالبا ما لا يرصدون المؤشرات التي تتفاقم بطريقة غدارة. فيتلف المرض الاعصاب ويؤدي الى فقدان الشعور بالالم. ويقول الطبيب كينكبيه "يحرقون انفسهم من خلال الامساك بمقلاة حامية او يجرحون اقدامهم بسيرهم على شظايا زجاج ولا يتنبهون لذلك". وتصاب الجروح بالتهابات كبيرة ما يؤدي الى عمليات بتر. وينبذ المصابون عادة من المجتمع. ويقول ماس دييمغ وهو مدرس في الثالثة والثلاثين يعالج منذ سنتين "المصاب بالجذام يعزل وينبذ ولا يلمس. ويقال عنه انه ملعون". اما النساء اللواتي يعانين من المرض فغالبا ما يخفين انهن مصابات خشية من ان يطلقهن ازواجهن. ومن اجل ازالة هذه الافكار المسبقة تضاعف الجمعيات  جهود التوعية وتشدد على ان الجذام ليس مرضا وراثيا وليس مؤشرا الى لعنة الهية وهو ليس معديا كثيرا. تحقق تقدم كبير على صعيد مرض الجذام: ويقوم مريض سابق بمساعدة المصابين على المشي مجددا. فقد عولج مصطفى سيك (60 عاما) من المرض وشفى منه نهائيا في العام 1976. وهو بقي في مركز "شوم" حيث يصنع احذية طبية موجهة الى المصابين بتشوهات. ويقول سيك "ينتعلون هذه الاحذية ويمشون بها اولا قبل ان يبدأوا بالرقص فرحا". وفي السنغال تسجل 200 الى 300 اصابة جديدة بالجذام سنويا الا ان الاطباء يعتبرون ان جزءا صغيرا من الاصابات يشخص. وحذر الطبيب شارل باديان من مركز "شوم" ، "ان لم يتخذ اي تحرك يمكن توقع زيادة انتشار هذا المرض". وقد تحقق تقدم كبير على صعيد مرض الجذام لكنه لا يزال منتشرا في اكثر من مئة بلد من افريقيا واميركا واسيا والمحيط الهادئ. وقد سجلت في العام 2012 اكثر من 200 الف حالة. لكن بعض الجهود المنظمة يمكن ان تؤدي الى القضاء نهائيا على هذا المرض، على ما تشدد الجمعيات الناشطة في هذا المجال.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجذام مرض إستوائي مُهمل يستمر في النبذ الجذام مرض إستوائي مُهمل يستمر في النبذ



GMT 23:55 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًّا يساعد في إطالة العمر

GMT 23:36 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يساعد على حرق الدهون أسرع

GMT 23:53 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات مفيد لصحة القلب

GMT 23:48 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة جديدة تربط بين "فيتامين د" ومرض السمنة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab