اللجوء الأنظمة الغذائية التقليدية لتخفيف الأمراض
آخر تحديث GMT20:28:06
 العرب اليوم -

اللجوء الأنظمة الغذائية التقليدية لتخفيف الأمراض

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اللجوء الأنظمة الغذائية التقليدية لتخفيف الأمراض

باريس ـ قنا

دفعت مستويات غير مسبوقة من الأمراض المزمنة غير المعدية خبراء الصحة والناشطين من السكان الأصليين لتسليط الضوء على الحاجة إلى العودة إلى النظام الغذائي التقليدي لاستعادة المواد المغذية المفقودة، والذي من شأنه أيضاً أن يساعد في تحسين علاقة المجتمع مع الأرض واستعادة الصحة البشرية والبيئية. وفي هذا الإطار، قالت سارة سوميان، وهي خبيرة تغذية من مدينة نيس الفرنسية: "لقد ساهم رواج النموذج الصناعي للزراعة إلى حد كبير في حدوث انفصام في التواصل بين الناس والطعام الموجود على الطبق". ويقول خبراء التغذية أن العديد من الأطعمة التقليدية وغير المصنعة التي تستهلكها المجتمعات الريفية، مثل الدخن ولحوم الوعل، غنية بالمغذيات وتوفر الأحماض الدهنية الصحية والمغذيات الدقيقة وخصائص التطهير التي تفتقر إليها بشكل كبير الأنظمة الغذائية الرائجة في البلدان المرتفعة والمتوسطة الدخل. وتتميز الوجبات الغذائية للشعوب الأصلية في جميع أنحاء العالم - من أطعمة الغابات مثل الجذور والدرنات في مناطق شرق الهند وأسماك المياه الباردة والوعل والفقمة في شمال كندا - بالتنوع، وهي تناسب البيئات المحلية ويمكنها مواجهة سوء التغذية والمرض، وفقاً للخبراء . وقال جو وودمان، وهو باحث بارز وناشط في منظمة البقاء الدولية Survival International، وهي منظمة تدافع عن حقوق السكان الأصليين ومقرها في المملكة المتحدة: "يعتبر النظام الغذائي الخاص بالعديد من القبائل والسكان الأصليين غنياً ويوفر الاكتفاء الذاتي، كما أنه نظام غذائي متنوع على نطاق واسع من الناحية التغذوية". ولكن تعطل أنماط الحياة التقليدية بسبب التدهور البيئي وإدخال الأطعمة المصنعة والدهون والزيوت المكررة والكربوهيدرات البسيطة، يسهم في تدهور الصحة لدى السكان الأصليين وانخفاض إنتاج المواد الغذائية الغنية بالمغذيات التي يمكن أن تفيد جميع المجتمعات. وقالت هارييت كوهنلاين، المدير المؤسس لمركز التغذية والبيئة للشعوب الأصلية (CINE) في جامعة ماكجيل الكندية لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من مونتريال: "يجب توثيق النظم الغذائية التقليدية ليدرك صانعو السياسات الأخطار الناجمة عن تدمير النظام البيئي والتي لا يقتصر أثرها على الشعوب الأصلية التي تعيش هناك فقط، ولكن على الجميع". ومنذ أوائل ستينيات القرن الماضي، أدى النمو الاقتصادي والتوسع العمراني وزيادة عدد السكان في العالم إلى أكثر من سبعة مليارات نسمة، إلى تضاعف استهلاك الأطعمة الحيوانية، بما في ذلك اللحوم والبيض ومنتجات الألبان، والتي ساهمت بنسبة 13 بالمائة من الطاقة في النظام الغذائي العالمي في عام 2013، وفقاً للمعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية (ILRI) في العاصمة الكينية نيروبي. وأشار المعهد إلى أن تربية المواشي تستهلك ما يصل إلى ثلث الحبوب في العالم. ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، يمثل التوسع الزراعي - والذي يتم جزء منه لزراعة المزيد من الحبوب - 80 بالمائة من عمليات إزالة الغابات في العالم. ومع التوقعات بارتفاع عدد سكان العالم إلى نحو تسعة مليارات نسمة بحلول عام 2050، لا بد من زيادة إنتاج الغذاء بنسبة 50 بالمائة لإطعام هؤلاء الناس – في حال توفر نظام بيئي صحي يمكننا من زيادة الإنتاج. وقالت كوهنلاين: "عندما يتم تدمير أو تلويث البيئات، فإن ذلك يؤثر على الطعام الذي يمكن أن توفره تلك البيئات". تمد "نظم" الغذاء الخاصة بالسكان الأصليين على جمع وإعداد الطعام لاستخلاص أقصى قدر من المغذيات التي يمكن أن توفرها بيئة ما. وتتراوح هذه المجموعات من الصيادين الرحل مثل الآتشي في شرق الباراغواي، والرعاة الماساي في شمال كينيا، وجماعات الرعي وصيد الأسماك مثل الإينويت في شمال كندا، إلى جماعات السامي في الدول الاسكندنافية وحتى الكوند الذين يزرعون الدخن في شرق الهند. ولكن الصفة التي تشترك فيها هذه الجماعات هي المعرفة الجيدة لكيفية تناول الطعام المغذي دون الإضرار بالنظام البيئي. وقالت دراسة تدعمها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) عن الأنظمة الغذائية والتغذية والصحة عند السكان الأصليين شاركت كوهنلاين في تأليفها في عام 2009: "تحتوي النظم الغذائية الخاصة بالشعوب الأصلية على كنوز من المعرفة من الثقافات التي تطورت على المدى الطويل وأنماط المعيشة التي تتناسب مع النظم البيئية المحلية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللجوء الأنظمة الغذائية التقليدية لتخفيف الأمراض اللجوء الأنظمة الغذائية التقليدية لتخفيف الأمراض



GMT 14:37 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الإفراط في تناول الملح يرفع خطر الإصابة بهشاشة العظام

GMT 14:35 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

علاج بفيتامين "أ" قد يحسن البصر لدى المصابين بالسكري

GMT 12:31 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أسباب الشعور بالتعب بعد تناول القهوة ونصائح لتجنب ذلك

GMT 06:37 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسباب تطور الربو إلى مرض مزمن

GMT 05:35 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الصحّة العالمية تطالب بحماية منظومة الرعاية الصحية في غزة

الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 07:30 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بارتفاع قدره 25 نقطة

GMT 15:16 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

فليك يتوجه بطلب عاجل لإدارة برشلونة بسبب ليفاندوفسكي

GMT 16:08 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

سحب دواء لعلاج ضغط الدم المرتفع من الصيدليات في مصر

GMT 15:21 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

لاعب برشلونة دي يونغ يُفكر في الانضمام للدوري الإنكليزي

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 14:05 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

سيمون تتحدث عن علاقة مدحت صالح بشهرتها

GMT 15:51 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

غارة إسرائيلية على مستودعات ذخيرة في ريف دمشق الغربي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab