القاهرة ـ العرب اليوم
يصاب الرجال بالدرجة الرئيسية بسرطان المثانة, حيث تشير الدراسات إلى أن المرض ينتشر 3 مرات تقريبا بين الرجال، أكثر من النساء، كما أن العمر يعتبر عامل خطر رئيسيا آخر, إذ لا يشيع حدوث المرض قبل عمر 60 سنة، إلا أنه ينتشر مع تقدم العمر.
يوضح الدكتور أيمن صلاح استشارى المسالك البولية والكبد، أنه تحدث كل أنواع السرطان بسبب تآلف عدد من العوامل الجينية والبيئية, وفى حالات سرطان المثانة، فإنه قد تم اكتشاف جينات تزيد من خطر الإصابة به, حيث تحتوى قائمة الجينات على جينات مسببة للسرطان، تحفز على تحول الخلايا إلى خلايا خبيثة, مثل الجينات المرتبطة بسرطان المثانة ( تى بى 63)، وكذلك جينات مانعة لتكوين الأورام, وهذه يمكن أن تتشوه وتفقد قدرتها على تنفيذ دورها لمحاربة نمو الخلايا السرطانية مثل ( تى بى 53) وهناك العوامل البيئية وهى الأخطر.
ويعتبر تدخين السجائر، الذى يتسبب فى حدوث نصف حالات سرطان المثانة تقريبا، من أكثر العوامل المهمة المسببة لهذا المرض , ويمتص الجسم الكثير من السموم مع الدخان وتذهب تلك السموم إلى مجرى الدم ثم تخرج من الكليتين مع البول.
ولأن البول يظل متجمعا لساعات فى المثانة قبل خروجه من الجسم, فإن بطانة المثانة تصبح عرضة للاحتكاك لفترة طويلة مع المواد المسببة للسرطان.
ويعتبر الشخص الذى يدخن لفترة طويلة من حياته معرَّضا للإصابة أكثر من غير المدخِّن أو ممَّن يدخِّن لفترة قصيرة , لهذا فإن مدخنى السجائر يتعرضون أكثر بمرتين لخطر الإصابة بسرطان المثانة مقارنة بعدم المدخنين، كما أن المدخنين الشرهين يكونون أكثر عرضة له مقارنة بالمدخنين قليلا، إلا أن الخطر يقل تدريجيا لدى الأشخاص الذين يتوقفون عن التدخين .
كما يمكن للسموم الصناعية المختلفة إلحاق الأضرار بالخلايا التى تبطن المثانة، الأمر الذى يؤدى إلى الإصابة بالسرطان , وفى السابق كان العمال فى صناعات المطاط، الأصباغ، المواد الكهربائية، والأنسجة، معرضين لأخطار كبيرة , وفى مناطق الدلتا وحوض النيل تزداد نسبه الإصابة بالبلهارسيا وما يتبعها من مخاطر تكون سرطان المثانة .
ومن أكثر أعراض سرطان المثانة شيوعا هى وجود الدم فى البول، ممَّا يمكن أن يجعل مظهر البول أحمر غامقاً, مع الشعور بالحاجة الملحَّة إلى التبول, بالإضافة إلى الاضطرار إلى التبوُّل مرَّات كثيرة أو أكثر من المعتاد, والشُّعور بالحاجة إلى تفريغ المثانة دون أن يكون فيها بول فعلاً, مع الحاجة إلى جهد أو ضغط لإفراغ المثانة, والشعور بالألم فى أثناء التبوُّل.
أما فى الحالات غير الشائعة للمرض فقد يظهر أول الأعراض على شكل آلام فى البطن، الظهر، أو العظام، أو فقدان الوزن.
ويعتمد التشخيص على تحليل البول بحثاً عن الدم أو عن خلايا سرطانية, وعمل أشعة تليفزيونية وأشعة مقطعية, ومن الاختبارات الأخرى التى يلجأ إليها الطبيب لتشخيص سرطان المثانة إجراء منظار للمثانة, ويمكن أن يأخذ الطبيب فى أثناء ذلك عيِّنة من الورم ليتم تحليلها, وبيان نوع الورم ودرجته والأهم مدى تغلغله إلى نسيج وعضلات المثانة.
ويعتمد علاج سرطان المثانة على مرحلة المرض، وعلى مدى خطورة الخلايا السرطانية ومدى عدوانيتها, وتشخص غالبية الحالات مبكرا، قبل أن تغزو الأورام عضلات المثانة, وهناك عدَّةُ خيارات لعلاج سرطان المثانة, وهى استئصال الورم بالمنظار أو الجراحة أو فى الحالات المتقدمة للورم يستخدم العلاج الكيماوى أو الإشعاعى.
أرسل تعليقك