دمشق - شينخوا
أكد الدكتور كريستوفر ماهر مسؤول استراتيجيات دعم العمليات والأبحاث الخاصة بشلل الاطفال في منظمة الصحة العالمية بجنيف الأحد أن المنظمة تواجه إعلاما سلبيا كما تواجهه سوريا، مبينا أن الرد الأمثل عليه هو مواصلة العمل في الميدان والنجاح بإيقاف فيروس شلل الأطفال.
ونقلت وكالة الانباء السورية سانا عن ماهر قوله في الندوة العلمية التي أقامتها وزارة الصحة السورية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وجمعية أطباء الأطفال إن "استجابة سوريا والدول المجاورة لها لمكافحة شلل الأطفال اتسمت بالسرعة وهو مؤشر إيجابي" ، مبينا أن المنظمة بصدد تقييم جودة وجمع المعلومات حول الحملات التي تطلقها سوريا للنظر فيها فيما بعد.
وكشف الدكتور ماهر عن أن "منظمة الصحة العالمية تواجه إعلاما سلبيا كما تواجهه وزارة الصحة السورية. والرد الأمثل عليه هو مواصلة العمل في الميدان والنجاح بإيقاف فيروس شلل الأطفال", مؤكدا التزام المنظمة بتقديم كل الدعم والمشورة الفنية للجهات الحكومية والجمعيات الأهلية المعنية بحملات التلقيح لضمان الوصول إلى كل طفل سوري سواء داخل أو خارج سوريا.
وذكر أن المنظمة تنصح دائما أي دولة تكتشف حالات شلل أطفال بإطلاق حملات متتالية على مدى ستة أشهر وقد تصل لسنة وتقييم نتائج هذه الحملات كل ثلاثة أشهر لإقرار الحملات القادمة على أساسها.
ومن جانبه, بين الدكتور أسامة سماق معاون وزير الصحة السوري أن الهدف من الندوة هو اطلاع أطباء الأطفال, وهم خط الدفاع الأول عن صحة الأطفال على خطة الوزارة لمكافحة فيروس شلل الأطفال ليكونوا الداعم الأساسي لها وليسهموا في توعية الأمهات حول أهميةاللقاح وتشجيعهن لاصطحاب أطفالهن إلى المراكز الصحية أو الفرق الجوالة في المحافظات لأخذ اللقاح خلال حملات التلقيح الوطنية الست المقررة.
وأضاف الدكتور سماق أن الاهتمام الذي توليه المنظمات الدولية لوقف انتشار شلل الأطفال في سوريا "ناجم عن طبيعة فيروس الشلل وقدرته على الانتشار السريع فهو اليوم في دير الزور (شرق سوريا) وقد يظهر الشهر القادم في إحدى الدول الأوروبية" ، مشددا على ضرورة أخذ اللقاح من المراكز الصحية والفرق الجوالة التابعة لوزارة الصحة فقط لأنه يخضع لإجراءات صحية مشددة للتأكد من جودته وفعاليته.
وبدوره أوضح الدكتور رودولف تنغرمان مسؤول الترصد والاشهاد لبرنامج شلل الأطفال في المقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية بجنيف أنه في حال ظهور وباء شلل الأطفال ينصح باستخدام اللقاح الفموي بدل الحقن لسهولة وسرعة استخدامه وقدرته على توفير المناعة المطلوبة في مختلف مستويات جسم الطفل.
ولفت إلى أنه تم اعتماد لقاح ثنائي التكافؤ في حملات التلقيح التي تقوم بها سوريا لأنه أثبت فعالية أكبر مقارنة بثلاثي التكافؤ الذي كان مستخدما في السابق.
وشدد بعض الأطباء المشاركين في الندوة على ضرورة عدم التركيز على شلل الأطفال فقط والتغاضي عن أمراض أخرى باتت نتيجة الظروف الراهنة تسجل حضورا أكبر بين الأطفال وتهدد حياتهم كالتهاب الكبد " أ " والجدري.
كما ناقشوا الاجراءات التي اتخذتها سوريا لوقف انتشار فيروس شلل الأطفال ودور أطباء الأطفال في توعية الأسر بأهمية اللقاح وتكراره وسبل مواجهة الاشاعات التي تشكك بمأمونية اللقاح وفعاليته.
وكانت وزارة الصحة السورية قد أعلنت في وقت سابق من يوم الأحد عن إطلاق حملة التلقيح الوطنية الثانية ضد شلل الأطفال والتي تستمر خمسة أيام وتستهدف الأطفال دون الخامسة الذين يقدر عددهم بنحو 2.2 مليون طفل.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) مؤخرا، أن نحو خمسمائة ألف طفل داخل سوريا لم يتلق اللقاح ضد شلل الأطفال خلال العامين الماضيين، لافتة إلى أنه "قبل الصراع كانت حملات التحصين تغطي نحو 95% من الأطفال السوريين".
ويذكر أن سوريا لم تعرف انتشار شلل الأطفال منذ عام 1999، إلا بعد اندلاع الأزمة التي تشهدها البلاد والتي خلفت أوضاعا إنسانية وصحية سيئة، في ظل تراجع الخدمة الطبية ونقص أصناف عديدة من الأدوية في سوريا.
أرسل تعليقك