أسهم باحث من كلية طب وايل كورنيل في قطر في اكتشاف مهم قد يمهّد ذات يوم لتطوير عقار ينافس عقار ستاتين الخافض للكولسترول.
وإنصب الاكتشاف على أحد أشكال الأحماض الريبيَّة النووية الصُّغْرِيَّة (microRNA) وإسهامه اللافت في التحكم بمستويات الكولسترول، ومن المؤمَّل أن يسهم الاكتشاف في الحؤول دون عشرات الآلاف من الوفيات التي يشهدها العالم سنوياً ويعجّل بها إخفاق المريض في التحكم بمستويات الكولسترول بشكل فعال.
ونُشرت الدراسة التي أعدَّها الدكتور هاني نجفي، الأستاذ المساعد لبيولوجيا الخلية والبيولوجيا التطورية في كلية طب وايل كورنيل في قطر، مع عدد من الباحثين بمستشفى ماساتشوستس العام وكلية طب هارفرد، بالدورية المُحكَّمة Journal of Science of Translational Medicine المعروفة عالمياً بين أوساط الباحثين.
وعن أهمية الدراسة، قال الدكتور نجفي: "قطعنا شوطاً واسعاً وخرجنا بنتائج مهمة، ورغم أننا لم نوشِك بعد على تطوير عقار جديد، غير أننا نأمل أن يكون لدراستنا أهمية إكلينيكية في المستقبل المنظور. ثمة صلة وثيقة ومُثبتة بين مستويات الكولسترول المرتفعة وعدد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وداء السكري وتصلُّب الشرايين،
وتتصدَّر بعض تلك الأمراض قائمة مُسبّبات الوفيات المبكرة في العالم، وحتماً سأشعر بالفخر مثلما سيشعر فريق الباحثين وكلية طب وايل كورنيل في قطر عامة بالفخر، إن كان بحثنا سيساعد الجهود العالمية المبذولة للوقاية من مثل تلك الوفيات".
ومن أبرز ما توصَّل إليه الدكتور نجفي وفريق الباحثين أن تثبيط الحَمْض الريبي النووي الصُّغْرِي miR33a قد يقود إلى ازدياد مستويات الكولسترول الحميد في الجسم.
ويستمد الكولسترول الحميد أهميته من انخراطه في عملية إزالة الكولسترول الفائض من الدم عبر إعادته إلى الكبد الذي يتولى معالجته وتخليص الجسم منه. وبتعبير آخر، كلما ازداد الكولسترول الحميد تعززت قدرتنا على إزالة الكولسترول الضار من أجسامنا.
وأثبتت التجارب التي أجراها الدكتور نجفي وفريق الباحثين إمكانية زيادة نسبة الكولسترول الحميد عند الفئران بنسبة تتراوح بين 20 و 30 بالمئة في حال تثبيط الحَمْض الريبي النووي الصُّغْرِي (1).
وأعرب الباحثون عن ثقتهم أن دراستهم ستكون لها مضامينها وتطبيقاتها الواسعة في محاربة الكولسترول والأمراض التي يتسبَّب بها والإبقاء على مستويات الكولسترول ضمن الحدود بين أولئك الذين أصيبوا بأمراض أو خضعوا لتدابير جراحية بفعل الكولسترول.
أرسل تعليقك