القدس المحتلة ـ العرب اليوم
تنشط تكية خاصكي سلطان الواقعة داخل أسوار المسجد الأقصى المبارك هذه الأيام بتقديم وجبات رمضانية ساخنة للصائمين والعاكفين في المسجد الأقصى وأهالي البلدة القديمة من القدس الذين يعانون شظف العيش. وتعد هذه التكية إحدى المعالم التاريخية المقدسية التي تهتم بها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وهي ضمن مجموعة من المراكز الفلسطينية الهامة التي تضعها الهلال ضمن برنامجها الإنساني في الأراضي الفلسطينية مثل تكية الحرم الإبراهيمي في الخليل أيضا. وتمول هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مشروع تكية خاصكي سلطان التاريخية حيث تعد وجبات الطعام للفقراء والمساكين واليتامى وعابري السبيل من أهالي القدس وغيرهم ممن يقصدون المسجد الأقصى المبارك على مدار العام ليتناول كل منهم نصيبه من الطعام الذي تعده التكية منذ نحو 500 عام. وخلال السنوات الأخيرة تكفلت هيئة الهلال الأحمر بنفقات إعداد الطعام لفقراء القدس خاصة من المصلين في المسجد الأقصى وأهالي البلدة القديمة الذين يعانون ضيق الحال. وتقدم حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان دعما ماليا سنويا للتكية لتتولى إعداد الطعام والوجبات اليومية لزوار المسجد الأقصى من المصلين والعاكفين وللفقراء من أهالي القدس الشريف. ويقول مدير إدارة المشاريع والأيتام الشيخ أشرف سلهب في لجنة زكاة القدس إن التكية التي تتبع دائرة أوقاف القدس تعمل خمسة أيام في الأسبوع على مدار العام ما عدا شهر رمضان فهي تعمل يوميا على توفير الوجبات الرمضانية الساخنة للصائمين والعاكفين في المسجد الأقصى بالإضافة إلى فقراء القدس الذين يفدون إليها ويأخذون نصيبهم من الطعام. وذكر أن تكية خاصكي سلطان تقوم بتقديم وجبات إفطار رمضانية يوميا وتوزيعها على الوافدين إليها من العائلات ونقل بعض هذه الوجبات إلى بيوتهم خاصة البيوت المستورة والفقيرة. وتعد التكية من 200 إلى 300 وجبة طعام يوميا ولمدة خمسة أيام في الاسبوع وعلى مدار العام لتوزيعها على المحتاجين من أبناء البلدة القديمة في القدس الذين يعانون صعوبات الحياة وعلى القادمين إلى المسجد الأقصى للصلاة. في حين تزداد هذه الوجبات خلال شهر رمضان المبارك حيث تتضاعف وتصل إلى نحو ألف وجبة يوميا. وأعرب سلهب عن شكره وتقديره لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي تشرف مباشرة على تمويل نفقات إعداد الطعام في التكية على مدار العام وهو ما يسجل لدولة الإمارات وقيادتها والقائمين على الهلال الأحمر والمحسنين في الإمارات هذا العمل الإنساني الكبير. وعبر عن شكره للبرنامج الإماراتي السنوي وقال "إننا تعودنا في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية في كل عام على مبادرات الإمارات في تقديم العون للأسر الفلسطينية المحتاجة خصوصًا خلال شهر رمضان المبارك". ولفت إلى أن عمل التكية يزداد ويتضاعف في شهر رمضان ليستوعب أكبر عدد من العائلات التي تتناول الوجبات في بيوتها بالإضافة إلى ازدياد الأعداد والإقبال على التكية يوم الجمعة بوجود المصلين من أبناء الضفة الغربية كبار السن لتناول وجبة الافطار في رحاب المسجد الأقصى. وتشهد هذه التكية إقبالاً كبيرا من الصائمين وفقراء القدس وحققت هذه الخطوة أهدافها الإنسانية ويتحدث عنها أهل القدس دائما ومسؤولو الاوقاف فيها كما أذاع التليفزيون الفلسطيني تقارير عن نجاح هذه الخطوة الهلالية المباركة واشاد بالمكرمة الإماراتية المستمرة للأقصى الشريف وتكية خاصكي سلطان. الجدير بالذكر أنه من الناحية التاريخية فإن الوثائق الشرعية تطلق على التكية اسم /العمارة العامرة/ وهي أكبر المنشآت الخيرية العثمانية في فلسطين حيث تقدم الطعام والشراب والسكن مجانا لعلماء القدس والفقراء والمحتاجين وأبناء السبيل والمجاورين فيها. وتقول تلك الوثائق بأن زوجة السلطان سليمان القانوني قامت عام 1552 ميلادية ببناء تكية خاصكي سلطان وأوقفت عليها عقارات كثيرة في مختلف مناطق بلاد الشام ويتكون بناؤها من مطبخ ضخم وفرنين ومطهرة للاغتسال والوضوء وخمسة وخمسين حجرة لسكن المجاورين، كما ألحق بالتكية مسجد قامت خاصكي سلطان ببنائه في السنة نفسها. ويقول علماء التاريخ الإسلامي في القدس إن التكية كانت مأوى للفقراء من الصالحين والمتصوفين المجاورين وكان الخبز والطعام يوزع على معظم العائلات التي تعمل في خدمة المسجد الأقصى. تتولى دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الإشراف على التكية حيث تطعم التكية يوميا عشرات العائلات الفقيرة عدا الإفطارات الجماعية التي تشرف عليها إدارة الأوقاف في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك. ويقول محاضرون في جامعة القدس إن وقف خاصكي سلطان من أهم وأشهر الأوقاف الإسلامية في فلسطين بالإضافة إلى أوقاف المسجد الإبراهيمي وأوقاف المسجد الأقصى المبارك وذلك لما يشتمل عليه من مساحات شاسعة من الأراضي والمزارع والعقارات الوقفية.. وأوضحوا « أنه في أعقاب حرب العام 1948 ضمت غالبية أراضي وقف خاصكي سلطان الواقعة ضمن هذه المنطقة. من جهة أخرى فقد ترتب على ذلك زيادة العبء المادي على التكية لنزوح أعداد كبيرة من الفلسطينيين واستقرارهم في مدينة القدس وحاجتهم الماسة للمساعدة مما ولد ضغطا كبيرا على هذه المبرة الخيرية التي كانت وفي كثير من الأحوال تفيض عائداتها الوقفية عن حاجتها.
أرسل تعليقك