وقّع مستشفى المقاصد الخيرية اليوم الثلاثاء، اتفاقية تعاون مع برنامج الامم المتحدة الإنمائي 'UNDP' برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني، بقيمة 420 ألف دولار، ويقوم بموجبها برنامج الـ UNDP بشراء مجموعة من الأجهزة والمعدات الطبية للمساهمة في تجهيز قسم جراحة الأعصاب في المستشفى، وذلك بمساهمة من صندوق الأوبك للتنمية الدولية.
ويُعد هذا القسم الأول من نوعه على مستوى الوطن، بحيث يتسع ل25 مريضاً، وسيحتوي على قسم خاص بالإنعاش، بالإضافة إلى غرف عمليات متخصصة.
وتم توقيع الاتفاقة بحضور الممثل الخاص لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، فروده مورينغ، ورئيس الهيئة الإدارية لجمعية المقاصد الخيرية الدكتور عرفات الهدمي، والمدير العام للمستشفى الدكتور رفيق الحسيني، ورئيس قسم جراحة الأعصاب الدكتور سامي حسين.
وفي كلمة له، شكر الهدمي برنامج الـ UNDP وصندوق الأوبك على التبرع السخي للمستشفى، مضيفاً أن هذا التبرع قد سبقه تعاون حثيث بين المستشفى والبرنامج الإنمائي، وتمنى أن تحذو جميع الهيئات المانحة والداعمة ومؤسسات القطاع الخاص الفلسطيني حذو برنامج الـ UNDP، من أجل دعم مشاريع قادمة تُسهم في تطوير المجال الطبي والعلمي للمستشفى.
من جهته أكد مورينغ استمرارية الشراكة التي تربط برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمستشفى المقاصد، وغيره من المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية، وأضاف: 'سيستمر البرنامج في خدمة جميع القطاعات التنموية وعلى رأسها مستشفى المقاصد، وذلك لأهميته الوطنية في تقديم رعاية طبية مستدامة وخدمات صحية متميزة للمرضى، واستقبال التحويلات الحكومية من كافة أرجاء الوطن'.
وتحدث مورينغ عن تعزيز أطر الشراكة الاستراتيجية من خلال اتفاقية إنشاء قسم جراحة الأعصاب، واتفاقية أخرى تقضي بتوريد المعدات والأجهزة الطبية اللازمة لديمومة هذا القسم.
بدوره، ثمّن الحسيني، دور الـ UNDP، في تجنيد الدعم للمقاصد، وقال 'بالرغم من أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ليس المساهم الوحيد في إنشاء قسم جراحة الأعصاب، إلا أنه شارك بشكل فعال في استقدام التبرعات من الجهات الممولة التي تثق باختيارات البرنامج للجهات المستحقة'.
وأوضح أن 'المقاصد مستشفى غير ربحي، ولكنه يتنافس مع مستشفيات الوطن والمنطقة في تقديم الرعاية الطبية المتميزة والمجانية للمرضى، كما يتميز المستشفى بوجود قسمي الجراحة العصبية وجراحة قلب الأطفال الوحيديْن في فلسطين، وهناك لا تزال قائمة طويلة من المشاريع الطبية التي ينوي المقاصد تنفيذها على مدى ثلاث سنوات قادمة، لكنها بحاجة إلى تمويل قد يصل مقداره إلى 27 مليون دولار، وهي لا تزال على قائمة الانتظار'. متمنياً أن يلتفت أصحاب المسؤولية والجهات الممولة إلى ما قدمه المستشفى من علاج ورعاية لجرحى العدوان على غزة، وتكثيف الجهود والدعم من أجل الحفاظ على صمود المقاصد أمام إجراءات الاحتلال الساعية لإغلاقه.
وخلال جولة تفقدية لأعمال الإنشاء في قسم الجراحة العصبية، ذكر الدكتور سامي حسين أن القسم سيكون الوحيد والمتميز علمياً وطبياً في فلسطين، مبيناً أن القسم الموجود حالياً تحت مسمى وحدة جراحة الأعصاب؛ يستقبل على مدار العام عشرات الحالات المعقدة والصعبة من كافة أرجاء الوطن، الأمر الذي يتطلب تطوير القسم وتوسعته، مما دفع الطاقم الطبي في المقاصد إلى السعي من أجل إنشاء قسم مستقل ونوعي، بحيث يشمل قاعة عمليات عالية المستوى والتطور، وغرف خاصة بالإنعاش، وأجهزة متخصصة لا تتوفر في مستشفيات الوطن ولا في المستشفيات الأكثر تطوراً في الأراضي المحتلة عام 48 أو الأردن.
وأشار إلى ارتفاع تكاليف المعدات والمستلزمات الخاصة بالجراحة العصبية فمثلاً تصل تكلفة طاولة العمليات الجراحية العصبية إلى 200 ألف دولار. شاكراً برنامج الUNDP الذي ساهم في بناء النواة الأولى لقسم متقدّم جداً، ومؤكداً أن المستشفى سيقوم على مدى السنوات القادمة بشراء المزيد من المعدات والأجهزة المطورة واللازمة من أجل استكمال الاستعدادات لاستقبال جرحى الأعصاب.
ولفت الدكتور حسين إلى العدد الكبير من الجرحى الغزيين الذين وفدوا إلى المقاصد إثر العدوان الإسرائيلي، حيث بيّن أن الجزء الأكبر منهم يعانون من إصابات ذات صلة بالجراحة العصبية، وتم الانتهاء من علاجهم، أو تحويلهم إلى مراكز التأهيل خارج المقاصد.
وكان مورينغ والوفد المرافق له، قد قاموا بجولة تفقدية لجرحى قطاع غزة، حيث لا يزال يرقد على أسرة أقسام مستشفى المقاصد 12 جريحاً من أصل ثمانين جريحاً، يتواجد معظمهم في أقسام جراحة العظام والأمراض الباطنية والأعصاب.
جدير بالذكر أن وحدة جراحة الأعصاب الحالية تم بناؤها تحت إشراف وكالة بيت مال القدس الشريف في المغرب، وبدعم من الحكومة الألمانية ممثلة بوكالة التعاون الألماني GIZ، وبمساهمة من صندوق الأوبك للتنمية الدولية.
أرسل تعليقك