وهران ـ واج
قال رئيس الجمعية الفرنسية-الجزائرية للطب العقلي البروفيسور محمد طالب أن إنشاء مرصدين وطنيين حول الإدمان على المخدرات و الانتحار أصبح يشكل أكثر من ضرورة و ذلك بهدف تحديد حجم هتين الظاهرتين فعليا في الجزائر.
و أشار البروفيسور طالب في تصريح على هامش انطلاق أشغال المؤتمر السابع للجمعية بوهران أن إنشاء مرصد وطني حول الإدمان على المخدرات "يعد الأولوية حاليا بالنظر إلى حجم الظاهرة التي أصبحت تمس أكثر فأكثر شريحة الأطفال". وذكر أن"الحالة الطارئة موجودة فعليا مع كل أنواع المخدرات التي تدخل الجزائر من قنب هندي و مهلوسات و هيرويين و كوكايين و غيرها و التي تستهلك فعليا من طرف الشباب وهو ما يثبت الارتفاع الكبير لإدخال و استهلاك هذه السموم في الجزائر".
و في هذا الصدد أشار طالب أن استهلاك المخدرات الذي كان ظاهرة هامشية في الجزائر "أخذ منحى تصاعديا و أصبح يمثل مشكلا للصحة العمومية". وذكر أنه "عدى الإحصائيات التي يوفرها الديوان الوطني لمحاربة المخدرات خاصة حول حجوزات المخدرات فإن الجزائر لا تمتلك إحصائيات و لا معلومات موثوقة حول استهلاك المخدرات و أسباب و طرق الإدمان عليها خاصة نفسية المدمنين و غيرها وهي الأسباب التي جعلتنا نطالب بإنشاء هذا المرصد". وأضاف هذا الاخصائي أن إنشاء مرصد وطني حول ظاهرة الانتحار "هو أيضا أصبح من الأهمية بما كان حيث تمت المطالبة بإنشاء مثل هذه الهيئة منذ حوالي السنتين خلال مؤتمر مماثل حيث طالب المختصون من السلطات العمومية خلق مرصد حول الإنتحار للرد على العديد من التساؤلات التي يطرحها المهنييون في القطاع و الباحثون والإعلاميون ولا نتوفر إلى غاية الساعة على أدلة أو إجابات وافية حول هذا المشكل".
وقال البروفسور طالب "من هنا تأتي المطالب بهاتين الهيئتين اللتيين تتمثل مهامهما في جمع كافة المعلومات المتعلقة بالظاهرتين من أجل وضعهما تحت تصرف الأسرة الطبية والعلمية من أجل فهمها فهما معمقا و القدرة على شرحهما". وأوضح المختص أن اعتبار هتين الظاهرتين في الجزائرعلى أنهما انشغالا يهدد الصحة العمومية يعود لزمن قريب فقط و هو ما يجعل من الصعب تحديد حجمهما و آثارهما دون هيئتين مختصتين. مشددا في ذات الصدد على وضع فرق طبية مختلطة لدراسة الظاهرتي و تشريحهما بالإضافة إلى إطلاق شعب طبية تكوينية لدراسة ظواهر الإدمان و الإنتحار.
و في ذات الشأن أكد المتحدث على أهمية الوقاية مشيرا أن انشاء الديوان الوطني لمكافحة المخدرات كانت خطوة أساسية تم القيام بها في شق المكافحة "إلا أن التكفل بالجانبين الطبي و العلمي يجب أن يكون بطريقة أحسن". و يشارك حوالي 200 مختص منهم 50 فرنسيا في أشغال المؤتمر السابع للجمعية الفرنسية الجزائرية للطب العقلي الذي يدوم يومين و الذي نظم تحت شعار "الطب العقلي المجتمع و التنمية". و على مدار يومين سيتم تنشيط حوالي 60 محاضرة منها " الصحة العقلية أو الصحة الإجتماعية" و " تجارب بسيكولوجية لنساء عقيمات" و "تحارب حول الصدمات النفسية الناتجة عن الإغتصاب عند المرأة الجزائرية" و "الكفالة بين المحاسن و المساويء" و غيرها. كما سيتم تكريم البروفيسور الراحل محفوظ بوسبسي الذي اشتق شعار المؤتمر من أحد مؤلفاته الذي نشر سنة 1979.
أرسل تعليقك