دمشق ـ العرب اليوم
كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أنَّ تنظيم "الدولة الإسلاميّة في العراق والشام" (داعش) يمنع الدواء والغذاء عن عشرات الآلاف من المواطنين السوريّين في مدينة دير الزور، شرق البلاد.
وأوضح المرصد أنَّ أحياء في مدينة دير الزور، الخاضعة لسيطرة الكتائب الإسلامية والمدنية المعارضة، تشهد حصاراً شديدًا من طرف "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، عقب هجوم التنظيم على الريف الشرقي، والغربي، والجنوب غربي، والمدخل الشمالي لمدينة دير الزور، منذ الـ 30 من نيسان / أبريل الماضي، حيث اشتبك مع "جبهة النصرة"، والكتائب الإسلامية في المناطق الآنفة الذكر، وانتهت هذه الاشتباكات بسيطرة "داعش" على كامل ريف دير الزور الغربي، أو ما يعرف بـ"خط الجزيرة"، على الضفة الشمالية لنهر الفرات، ومناطق في الريف الشرقي، وصولاً إلى بلدة البصيرة، الواقعة عند نقطة تلاقي نهري الخابور والفرات، وغالبية القرى الواقعة على نهر الخابور، بين بلدتي البصيرة والصور.ووصل "داعش" في آخر نقطة له إلى جسر السياسية، وهو المدخل البري الوحيد لمدينة دير الزور، والذي قام بإغلاقه، فيما يتمركز في حواجز الدولة الإسلامية مقاتلون غالبيتهم من جنسيات شيشانية، ودول شمال أفريقية وخليجية، إضافة إلى مشاهدة مقاتلين من الجنسية الصينية.
وأسفرت الاشتباكات بين "الدولة الإسلامية في العراق والشام" من طرف، و"جبهة النصرة" والكتائب الإسلامية من طرف آخر، منذ الـ 30 من شهر نيسان / أبريل، عن استشهاد ومصرع ما لا يقل عن 640 شخصاً، من ضمنهم 39 شهيداً مدنياً، بينهم 5 أطفال، فضلاً عن مصرع أكثر من 601 مقاتل من الطرفين، 245 منهم من "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، والمسلحين الموالين له، وغالبيتهم من جنسيات عربية وآسيوية وقوقازية وأوروبية، البعض منهم فجر نفسه بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة في تجمعات، وقرب مقار الكتائب الإسلامية و"النصرة"، و356 منهم على الأقل من "جبهة النصرة"، والكتائب الإسلامية، فيما أعدم التنظيم مقاتلين آخرين بعد أسرهم.
وأجبرت الاشتباكات بين الطرفين أكثر من 130 ألف مواطن على النزوح من مناطق الاشتباك إلى مناطق أخرى، بحثاً عن ملاذ آمن، وتمت عملية نزوح الكثيرين منهم عن طريق قوارب صغيرة، حملتهم إلى الطرف الآخر من نهر الفرات، والذي رافقه قصف من طرف "الدولة الإسلامية" على بعض تجمعات النازحين.
وبعد سيطرة "الدولة الإسلاميّة في العراق والشام" على دوار الحلبية في قرية الصالحية قام بإغلاق جسر السياسية، الذي يعد المدخل البري الوحيد إلى أحياء في مدينة دير الزور، تسيطر عليها الكتائب الإسلامية والمدنية المعارضة، والتي يقدر عدد سكّانها بنحو 25 ألف مدني، ومنع التنظيم دخول وخروج الآليات، بما فيها الآليات التي تحمل موادًا غذائيّة وإنسانيّة، وسيارات الإسعاف، التي تحمل المرضى والجرحى المدنيّين، ممن أصيبوا في قصف القوات الحكوميّة، والغارات الجوية من الطيران الحربي على مناطق في مدينة دير الزور، واستهداف من طرف مقاتلي "داعش" للآليات وسيارات الإسعاف، التي تحاول الخروج أو الدخول عبر هذا المعبر، الأمر الذي أجبر المواطنين على نقل كميات قليلة من المواد الغذائية في القوارب الصغيرة عبر نهر الفرات.
وأكّد سكان من مدينة دير الزور، ونشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنَّ "هذه الكميات تكفي فقط لمجرد إبقاء المواطنين داخل المدينة على قيد الحياة، وأن المواطنين يتقاسمون المواد الغذائية فيما بينهم، وتترافق عملية نقل المواد الغذائية عبر القوارب، بمخاطر استهدافها من طرف القوات الحكوميّة، سواء بالقصف أو برصاص قناصة".
وأضاف المرصد أنه "في الـ 6 من حزيران / يونيو الجاري، أعلن المجلس المحلي لمحافظة دير الزور عن أنَّ القرى التابعة لبلدات خشام والصور والبصيرة مناطق منكوبة، بسبب الاقتتال بين الفصائل، ودعا المجلس المحلي جميع المنظمات الإنسانية إلى التدخل، بغية إغاثة الآلاف من العائلات النازحة، وتأمين المأوى والغذاء والدواء اللازم".
وطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان الكتائب والألوية والفصائل المتحاربة بتحييد المدنيين عن القتال الدائر فيما بينها، داعيًا المنظمات الإغاثية والإنسانية العاملة على الأراضي السورية إلى إرسال المساعدات الغذائية والطبية والإنسانية العاجلة إلى مدينة دير الزور، وإرسال المساعدات إلى عشرات الآلاف من النازحين الذين أجبروا على ترك منازلهم، ومساعدتهم على تأمين مأوى لهم.
أرسل تعليقك