الصين تقترب من عتبة الـ350 مليون مسن مع أفاق مقلقة لرعايتهم
آخر تحديث GMT13:52:24
 العرب اليوم -

الصين تقترب من عتبة الـ350 مليون مسن مع أفاق مقلقة لرعايتهم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الصين تقترب من عتبة الـ350 مليون مسن مع أفاق مقلقة لرعايتهم

مسن في الصين
بكين-أ.ف.ب

تقترب هي شيانجينغ من سن التقاعد، شأنها في ذلك شأن الملايين من الصينيين الاخرين، لكنها لا تجد الوقت للتساؤل عمن سيهتم فيها في آخر ايامها في ظل انشغالها الكبير في تربية طفل زوجين مجهولين وارسال الاموال لابنها.

وتعتزم المربية البقاء في العمل طالما ان صحتها تسمح بذلك. وبعدها ستعود الى مسقط رأسها في القرية حيث ستزرع الخضار لادخار بعض المال.

وتشكك هي البالغة 51 عاما في امكانية مساعدة ابنها العاطل عن العمل لها ماديا.

وتقول بالقرب من عربة الطفل الذي تهتم به في فيء احدى الحدائق في بكين "بما انه ينجح بالكاد في تأمين مستلزماته الشخصية، لماذا سيساعد والدته التي بدأت تشيخ؟"، مضيفة "سأهتم بنفسي".

وتتزايد اعداد المسنين بشكل سريع في الصين بما يترك الاطفال من دون حيلة، على الرغم من انهم مطالبون بحسب التقاليد الصينية بالاهتمام باهاليهم في مرحلة الشيخوخة. ويبقى التكفل بالاهل على الصعيد المهني نادرا وباهظ الكلفة.

وتشير التقديرات الى ان 350 مليون صينيا -- اي ربع السكان -- سيكونون في سن الـ60 سنة وما فوق بحلول 2030، اي ضعف عددهم الحالي.

ومن الطبيعي ان هذا الارتفاع في معدل الاعمار في الصين، الناجم خصوصا عن تطبيق سياسة الطفل الواحد، سيكون له اثر ثقيل على هذا البلد خصوصا عبر تقليص حجم اليد العاملة وجعل الورثة -- الذين ليس لديهم لا اخوة ولا اخوات -- مسؤولين عن اجدادهم المختلفين.

ويواجه كثيرون من هؤلاء الشبان البالغون صعوبة في التوفيق بين هاتين المهمتين خصوصا في مواجهة غلاء العقارات.

ولا تزال الصين في مرحلة التجارب في ما يتعلق بادارة اوضاع الاشخاص المسنين ودور العجزة وتمويل فترات التقاعد. ولا يوجد حاليا في البلاد سوى 25 مركزا في المؤسسات المعنية برعاية العجزة لكل الف مسن، بحسب ما اشار وزير الشؤون المدنية لي ليغو مؤخرا. 

وفي ضاحية بكين، تحول فندق بثلاث نجوم الى مؤسسة لاستقبال المسنين باتت تعرف بدار ييغانغنيان للعجزة تضم 300 شخص لديهم غرف خاصة ويمضون وقتهم في لعب الورق.

ويؤكد زو تشوانشون الذي يعيش في هذه المؤسسة منذ عامين "لو كنت اعيش في منزلي، لكنت ساشعر بالوحدة الحقيقية"، مضيفا "على الاقل هنا، استطيع التحادث مع اشخاص اخرين. الوقت يمر بسرعة اكبر".

ويشير الى ان ابنته وابنه "وضعهما جيد" لكنهما مشغولان جدا لدرجة انهما لا يستطيعان الاعتناء به.

وتكلف الاقامة في هذه المؤسسة ثمانية الاف يوان شهريا (1300 دولار)، وهو ترف لا يستطيع الجميع تكبد نفقته.

والمشكلة الاخرى التي تواجه هذا النوع من المؤسسات هو نقص الموظفين الاكفاء، اذ ان اليد العاملة الشابة في البلاد لديها طموحات كبيرة لا تشمل الاهتمام بالاشخاص المسنين.

وكما الحال في بلدان عدة اخرى، ينظر الى هذه المراكز كغرف كئيبة تحضيرية للموت.

وفي الحديقة التي تتنزه فيها هو، يتحدث رجل ستيني عن احد معارفه الذي ادخل مؤخرا الى بيت للراحة قائلا "الامر اشبه بالقبر".

ويضيف عازف هارمونيكا "الاشخاص المسنون لا يريدون ترك منازلهم. مهما كانت نوعية مؤسسة الرعاية، فإنها لا تشبه المنزل".

وتعج الثقافة الصينية بالحكم المبشرة بضرورة احترام الاشخاص المسنين، الا ان هذا المبدأ بدأ يترنح تحت ضربات الحياة المعاصرة.

وبنظر الحكومة التي تقدر بـ3 % فقط نسبة الاشخاص المسنين الذين بالامكان ايواؤهم في مراكز مخصصة للعجزة، فإن غالبية هؤلاء يجب ان يبقوا في منازلهم عبر الاستعانة بخدمات شخص مكلف العناية بهم.

لكن الكلفة المرتفعة للمساعدة المنزلية تطرح مشكلة.

وتواجه اقتراحات عدة بينها زيادة تعرفات التقاعد وتأخير سن التقاعد المحدد حاليا بـ60 عاما للرجال و55 للنساء، مقاومة كبيرة من بعض الجهات.

وفي تموز/يوليو، اطلقت اربع مدن تجارب تتحدى فيها التقاليد مع تشجيع الاشخاص المسنين على بيع منازلهم في مقابل حصولهم على دخل دائم.

وتؤكد شن "هذا الامر غير وارد. على المرء ان يورث شيئا ما لاطفاله".

وتتطلب الحلول وقتا، وهو ما يفتقر اليه هذا البلد ذو معدل الاعمار الاخذ في الارتفاع، بحسب يانجونغ هوانغ الاختصاصي في الصحة في مجلس العلاقات الخارجية الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له.

ويؤكد "لم ار اي تقرير من الحكومة يخلص الى ان +هذه التجربة حققت نجاحا باهرا، فلنعممها".

وفي الحديقة، وجد رجل مسن في التاسعة والسبعين من عمره الحل وهو "البقاء بصحة جيدة لاطول فترة ممكنة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين تقترب من عتبة الـ350 مليون مسن مع أفاق مقلقة لرعايتهم الصين تقترب من عتبة الـ350 مليون مسن مع أفاق مقلقة لرعايتهم



GMT 02:51 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

48 وفاة و8 آلاف إصابة بالكوليرا في محافظة يمنية منذ مطلع 2024

GMT 23:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

المكملات الغذائية تساعد الأطفال في فقدان الوزن

GMT 23:09 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عقار يُقلل فرص عودة سرطان المبيض مرَّة أُخرى

GMT 23:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

علامة غير متوقعة للسرطان "الصامت" عند النساء

GMT 22:49 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تلوث الهواء قد يزيد خطر الإصابة بالتوحد

GMT 14:00 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

آثار جانبية للإفراط بتناول الفيتامينات المتعددة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab