عمّان ـ واس
دعت منظمة الصحة العالمية لتنفيذ تدابير تحد من استهلاك الملح بعد ان توقعت الدراسات ان خفض تناول الملح بمقدار غرام للشخص الواحد يومياً، سيخفض الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية والسكتة الدماغية لاكثر من 7 بالمائة.
وحثت المنظمة وفق بيان اصدرته اليوم الخميس بمناسبة اليوم العالمي للقلب، الذي يصادف في 29 ايلول المجتمعات المحلية لدعم جهود الصحة العامة الرامية للحد من تناول الملح، وتشجع الأفراد على التقليل من استهلاكه لتجنب ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
وقالت المنظمة ان تناول الملح بنسب عالية يعد مساهماً رئيساً في زيادة الإصابة بالأمراض غير السارية في جميع أنحاء العالم اذ تتسبب هذه الأمراض في وقوع ما يزيد على 2ر2 مليون حالة وفاة، أو ما يزيد على 57 بالمائة من الوفيات، في إقليم شرق المتوسط سنوياً، وما يقرب من نصف هذه الوفيات تسببه أمراض القلب والأوعية الدموية وحدها، التي يلعب تناول الملح بنسب عالية دوراً رئيساً فيها.
واكدت المنظمة إن الأدلة العلمية التي تربط بين ارتفاع ضغط الدم وتناول كميات كبيرة من الملح، مثلما تربط بين انخفاض تناول الملح وتحسين النتائج الصحية، أدلةٌ قاطعة.
وفي هذا السياق يقول المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور علاء الدين العلوان " ان البيّنات المتعلقة بالاقليم اظهرت أن متوسط استهلاك الملح في معظم البلدان يبلغ حوالي 10 غرامات للشخص الواحد في اليوم "أي ضعف الكمية الذي أوصت بها المنظمة الصحة العالمية".
ولفت الى إن الأطعمة بطبيعتها تحتوي على الملح، فإذا أضيف إليها مقدار منه أثناء تجهيز الطعام وإعداده زادت نسبته عن الحد الصحي.
واكد الدكتور العلوان ان الحد من تناول الملح إلى أقل من 5 غرامات للشخص الواحد في اليوم يمكن أن يقي من مرض القلب والأوعية الدموية، وهو القاتل رقم واحد في الإقليم وفي العالم اليوم.
واوضح أن "الحد من الملح هو أحد التدخلات الاستراتيجية في الإطار الإقليمي للعمل الخاص بالأمراض غير السارية، الذي أقره وزراء الصحة في الإقليم وان تنفيذ برامج الحد من استهلاكه يمكن أن تساعد البلدان على تحقيق الهدف العالمي الطوعي، الذي صادقت عليه جمعية الصحة العالمية في أيار 2013، للحد من تناول الملح بنسبة 30 بالمائة بحلول عام 2025.
وقالت المنظمة في بيانها " ثبت أن الحد من الملح هو التدبير الأفضل لمكافحة الأمراض غير السارية، بتكلفة تبلغ حوالي 40ر0 – 50ر0 دولار أمريكي للشخص الواحد في السنة، والمقصود بأفضل التدابير، هي التدخلات الأكثر فعالية من حيث الجدوى، والتكلفة الرخيصة، وقابلية التنفيذ ثقافياً وعملياً في جميع البلدان.
ودعت المنظمة في اليوم العالمي للقلب الحكومات، والصناعة الغذائية، ومجموعات المجتمع المدني، والأسر والأفراد لاتخاذ إجراءات الحد من تناول الملح، لتحسين صحة القلب.
ووضعت منظمة الصحة العالمية، بالتشاور مع الدول الأعضاء والخبراء الدوليين، توجيهات للسياسة العامة كما اوصت باتخاذ إجراءات وتدابير للحد من تناول الملح.
ويعد وضع المعايير الوطنية لمقدار الملح في مختلف المواد الغذائية أحد التدابير الأساسية بحسب المنظمة التي اكدت ان الخبز هو الأولوية القصوى للعمل، اذ أن أكثر من 25 بالمائة من كميات الملح التي يتناولها سكان الإقليم تأتي من الخبز، ثم يأتي الجبن ومنتجات الطماطم المصنعة واللحوم والملح المضاف أثناء الطبخ أو أثناء الجلوس على مائدة الطعام.
أرسل تعليقك