برلين ـ مارك سعادة
اكتشفت دراسة جديدة، نقطة التحول التي يدخل فيها كوكب الأرض مرحلة التجميد العميق، مشيرة إلى أن إحراق البشرية للوقود الأحفوري يؤدي إلى تأجيل العصر الجليدي المقبل بما لا يقل عن 100,000 عام.
ولفت البحث الجديد إلى أن ظاهرة تغيّر المناخ سوف تؤثر على موعد حلول عصر الجليد المقبل، وبذلك يكون النشاط البشري عبر تغير المناخ والذي سوف يعمل على تأجيل مراحل عالمية مثل العصور الجليدية يعد دليلًا دامغًا على أن كوكب الأرض قد دخل حقبة جيولوجية جديدة يطلق عليها الأنثروبوسين Anthropocene بحسب ما يقول العلماء.
وكشف بحث آخر حديث عن أدلة تفيد وجود علاقة ما بين التلوث الناجم عن البلاستيك والانقراض الجماعي للحياة البرية، وهو ما يعني أن كوكب الأرض قد دخل حقبة الأنثروبوسين Anthropocene وأن العصر الجليدي الكبير لم يحدث إلا قبل الثورة الصناعية ربما بسبب التنمية الزراعية التي عادت معها انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي فوق نقطة اللاعودة.
وقال آندري غانوبولسكي من معهد بوتسدام Potsdam لبحوث التأثيرات المناخية في ألمانيـا والذي قاد البحث بأنه من المذهل قدرة تدخل البشرية في الآلية التي شكلت العالم كما نعرفه. فدورة العصور الجليدية خلقت المناظر الطبيعية التي تظهر اليوم فضلًا عن جزء كبير من الأراضي الخصبة في العالم.
وتحقق البحث الجديد المنشور في مجلة Nature من ثمانية عصور جليدية على مدار 800,000 سنة ماضية، مستخدمين في ذلك نماذج مناخية معقدة لتحديد العوامل الحاسمة التي بدأت معها مرحلة التجمد الكبير. وكانت النتيجة بسيطة بشكل مفاجئ، حيث مزيج معين من انخفاض في ضوء الشمس على خط عرض 65 درجة شمالاً، مع تكون الصفائح الجليدية على إثر بقاء الثلوج خلال فصل الصيف. فيما كان انخفاض ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إشارة إلى حلول عصر جليدي جديد.
وأوضح الباحثون أنه حتى وإن كانت انبعاثات الكربون محدودة الكمية بإرتفاع درجة الحرارة 2مئوية - وفق الإشتراطات العالمية – فإن الغلاف الجوي سوف يحتوي على ما يكفي من غاز ثاني أكسيد الكربون والذي يجنب في المستقبل حدوث عصر جليدي والذي لن يكون قبل 50,000 أو 90,000 عام من الآن.
أرسل تعليقك