حيوانات القنادس تساعد في مكافحة الفيضانات
آخر تحديث GMT16:16:25
 العرب اليوم -

تهندس البيئة لصالحها

حيوانات القنادس تساعد في مكافحة الفيضانات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حيوانات القنادس تساعد في مكافحة الفيضانات

القنادس في غابات ديفون
لندن ـ كاتيا حداد

يبدي العالم في الطبيعة البروفيسور ريتشارد برازيير إعجابه بعمل القنادس في غابات ديفون، في مكان يحتوي على الكثير من الأعمال في مخطط يأمل مؤيدوه في أن يقدم نموذجًا أكثر توازنًا للوقاية من الفيضانات.

وتنفق الحكومة على إدارة الفيضانات حولي 3 مليارات جنيه إسترليني، في الوقت الذي أصبحت فيه الفيضانات مثل تلك التي حدثت في كمبريا العام الماضي أكثر شيوعًا، لذلك تحاول الحكومة الاستفادة من الأمر في مشروع يسمى "إدارة الفيضانات" من خلال تسخير كل المواد في سبيل منع وصول الماء للمصب بدل بناء دفاعات تتعامل معها في تلك المنطقة.

ويمكن أن تكون القنادس التي تسكن على مساحة ثلاثة هكتارات من الغابات بالقرب من أوكهامبتون في ديفون جزءًا من الحل، ففي الأعوام الخمسة الأخيرة منذ لحظة وصولهم إليها استطاعوا أن يقتلعوا الأشجار ويحفروا السدود القنوات ليصنعوا بأنفسهم مكانًا للإقامة.

ويشير البروفيسور ريتشارد إلى أنه قبل العمل مع القنادس لم نكن نقترب من الحيوانات أبدًا، فهي من تعطل العمل أكثر مما تفيده، ولكن القنادس كائنات تهندس البيئة لصالحها، ومن هنا تكمن فائدتها.

ويستهدف مشروع ديفون 3 محاور رئيسية؛ هي: تخزين المياه وإضعاف الفيضان، ونوعية المياه، ويعتقد القائمون عليه أن القنادس تستطيع أن تساعد في الثلاثة محاور، فالسدود الـ 13 التي بنتها هذه الحيوانات على طول 150 مترًا ساعدت في توسيع سعة تخزين المياه، وقللت من مستوى تدفق المياه، وحسنت من نوعية المياه التي تخرج من السد.

ويتابع: "في البداية بنوا سدودًا تستوعب بضع مئات من اللترات، ولكنها اليوم تتسع لحوالي 65 ألف لتر"، وتظهر الرسوم التوضيحية أن السدود تستطيع احتواء هطول المطر المفاجئ ثم الإفراج عنه ببطء من السدود إلى النهر، وبهذه الطريقة تمنع الفيضانات التي تحدث في النهر، وتوفر موردًا قويًا في أوقات الجفاف.

وأضاف: "يعتمد حوالي 20 هكتارًا من المراعي على السدود لجلب السماد والطين والأسمدة العضوية، وتستطيع القنادس أن تبني السدود بحيث تنقي المياه من الشوائب وهذا ما يحسن نوعية المياه".

ويؤكد مدير المشروع مارك اليوت: "المشروع انتقالي بالفعل، وما يحدث هنا هو أمر استثنائي يسمح للحيوانات ببناء نظام بيئي يفيد بساتين الفاكهة المجاورة والكثير من أنواع الحيوانات التي تعيش على مصبات الأنهار، قبل خمسة أعوام عندما بدأنا بالتفكير في المشروع، لم نكن نعرف أننا سنصل إلى هذه النتيجة".

ويسترسل: "حصلنا على ترخيص لمدة خمس سنوات، واستطعنا نقل القنادس من مناطق أخرى من بريطانيا، وكنا مهتمين لمعرفة ماذا تستطيع هذه الحيوانات أن تفعل، وكان من الصعب في السابق على المزارعين ادارة المياه وتخزينها وحماية المزارع من الفيضانات، واليوم استطعنا أن فهم كيف يمكن للقنادس وملاك الأراضي أن يتعايشوا من خلال دراسة  تأثير القنادس على الزراعة والحياة البرية والبيئة والسياحة"، ويؤكد: "أكثر ما يثير قلق الناس ليس القنادس، ولكن السياح الذين يجوبون نهر أوتر لرؤية عمل هذه الحيوانات".

ويرى مستشار البيئة في اتحاد المزارعين الوطني بول كونغنتون أن تأثير القنادس على البيئة يمكن أن يجعل من إدارة الفيضانات أمرًا هامشيًا، ويشير: "إذا كانت القضية حول إدارة الفيضانات، فإن جلب القنادس لا يجب أن يكون أولوية بالنسبة لنا، الأمر يبدو عاطفيًا أكثر فالقنادس جميلة المظهر، ولكن بمجرد أن تكتفي بذاتها تصبح عدائية قليلًا".

وأضاف: "القنادس موجودة في كل مكان تقريبًا في بافاريا وأميركا الشمالية، وظهرت في تلك المناطق قضايا أكبر مثل غمر المياه للمحاصيل الزراعية، وتأثير حياة القنادس على البنية التحتية، وفي هذا المشروع تظهر قضية أكبر بعد 10 أو 20 عامًا عندما تصبح القنادس كثيرة العدد وتحتل مناطق يديرها البشر، فكيف سيتمكن الناس من السيطرة عليها؟".

وتعود الكثير من المخاوف بشأن القنادس أيضا إلى حقيقة أنها كانت غائبة لمدة 400 سنة وخصوصًا الأنواع الأصيلة منها والتي كانت تتعرض للاصطياد لأخذ فرائها لصناعة القبعات، وتنبع أيضًا من الفكرة التي تحتل عقل الناس بأنها ستأكل كل السمك الموجود في النهر، وهي فكرة خاطئة تمامًا، حيث أثبتت الدراسات أن القنادس في الواقع حيوانات تتغذى على الأعشاب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حيوانات القنادس تساعد في مكافحة الفيضانات حيوانات القنادس تساعد في مكافحة الفيضانات



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:13 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 العرب اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 05:14 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

مسؤولية حزب الله

GMT 02:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار "أوسكار" يقتل ثمانية أشخاص في كوبا

GMT 17:16 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو سعد يتحدث عن غيرته من هيفاء وهبي

GMT 05:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 14:32 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نعيم قاسم يؤكد أن برنامجه هو متابعة نهج سلفه حسن نصرالله

GMT 12:13 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يعتقل أكثر من 100 فلسطيني في شمال غزة

GMT 01:12 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان مصطفى فهمي عن عمر يناهز الـ 82 عاما
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab