الباز يتعافى من الانقراض ويستعيد بريقه في ضواحي برلين
آخر تحديث GMT12:30:59
 العرب اليوم -

تمتلك كثافة من الطيور الجارحة أكثر من أي مكان في العالم

"الباز" يتعافى من الانقراض ويستعيد بريقه في ضواحي برلين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الباز" يتعافى من الانقراض ويستعيد بريقه في ضواحي برلين

طائر "الباز"
لندن – سليم كرم

كشفت الكاتبة البريطانية من أصول ريفية آمي ليبتروت، كيف جعلها طائر "الباز" الجارح تحب الحياة في العاصمة الألمانية برلين، والتي تأوي أكبر عدد لهذه الطيور في العالم، على الرغم من أنَّ الكثيرين ينظرون بعين الخوف إلى مختلف أنواع الطيور الجارحة القاتلة.

وتعتبر ليبتروت، مشاهدة هذه الطيور عن قرب متعة لا مثيل لها، وهو الأمر الذي يستحيل في المناطق الريفية، علمًا أنَّ  الكاتبة البريطانية تربت في بيت وسط مزرعة لتربية الأغنام، في جزر أوركني الاسكتلندية، وستصدر مذكراتها للنشر في كانون الثاني/ يناير 2016.

وأوضحت: "في مدينة برلين التي تشتهر بالحياة الليلية، أستيقظ مبكرًا صباح الأحد للبحث عن الطيور الجارحة، وأتجول بدراجتي وأنا أحمل منظارًا لمراقبة هذه الطيور، ويمر الناس وهم عائدون إلى المنزل من الحفلات والأعمال الليلية".

وأضافت: "كان البرد قارسًا في حديقة تيمبرلهوفر بجوار الحي الذي أقطن فيه، وهي حديقة كبيرة تملؤها الأشجار، وتحيط بها خطوط السكك الحديد، وكان العشب مغلفًا بالصقيع والثلوج، وأرى الشمس تلقي بأشعتها اللامعة على واجهات مبنى المطار القديم الواسع، ويكسو اللون الوردي السماء والطرق، ويتحول كل شيء إلى اللون الأحادي".

وتابعت ليبتروت: "الصقيع لا يطاق لدرجة أن البرد دخل أنفي، وأستطيع أن أسمع القطارات وحركة المرور والغربان، وقال صديق لي من محبي الطيور: إنَّ الغسق والفجر هم أفضل الأوقات لرؤية الصقور والطيور الجارحة".

واستكملت: "ظللت في الحديقة لبضعة دقائق، وفوجئت بصراخ الطيور الجارحة الكبيرة ثقيلة الحجم، يخرج من بين فروع الأشجار، التي أزعجت الغربان الذين يقبعون في الأشجار، وأخذت مكانها، وعندها أمسكت بمنظاري، في محاولة لإلقاء نظرة فاحصة عن قرب لهذه الطيور التي تتحرك بشكل مستمر حيث تطير إلى الأشجار ثم تختفي بين فروعها، ولم أكن متأكدة من نوع الطيور التي رأيتها ولكني عندما عدت إلى المنزل وقارنت صوت هذه الطيور بتسجيل على شبكة الإنترنت، تأكدت أنها طيور "الباز" كما كنت أتمنى".

واستطردت: "انتقلت في بداية فصل الشتاء من اسكتلندا إلى برلين، باحثة عن تجارب جديدة ملهمة، وسمعت عن وجود 100 زوج من طيور "الباز" في برلين، وهو أمر مثير للدهشة، جذب انتباهي للغاية، خصوصًا بعد قراءة كتاب "الصقور" للمؤلفة الرائعة هيلين ماكدونالد، المولعة بحبها للطيور الجارحة وتدريب طيور الباز".

واستأنفت: "يعرف طائر الباز الشمالي بأنه بعيد المنال في معظم الأماكن، ويمكن رؤيته فقط في الغابات، وانقرضت هذه الطيور في بريطانيا، بحلول أواخر القرن الـ19، لتعرضها للاضطهاد من قبل البشر، وبدأت تستعيد استقرار دورة حياتها الطبيعية، في السبعينيات من القرن الماضي، عندما اختلطت مع الطيور الأخرى التي هربت من مربي الصقور".

وأردفت ليبتروت: "تصف ماكدونالد طيور الباز بمثابة "كأس الظلام" لمراقبي الطيور، وكيف أنه يمكن قضاء أسبوع بأكمله في غابة مليئة بالطيور الجارحة في بريطانيا، دون رؤية أي منها، والاكتفاء فقط بتعقب وجودهم، ولذلك فأنا سعيدة لوجودي في برلين حيث يمكن رؤية هذه الطيور بمنتهى السهولة من مقهى مفتوح في الهواء الطلق أو حتى حمام السباحة".

وأشارت إلى أنَّ "أعداد طيور "الباز" ازدهرت في الأعوام الـ30 الماضية، في برلين بسبب وجود وفرة من الطيور الفرائس، حيث تطارد بشكل رئيسي الحمام والغربان وطائر العقعق، والثدييات بما فيها الجرذان والسناجب، فضلًا عن أنهم لا يتعرضون للاضطهاد عادة من قبل البشر".

واستكملت: "تعيش هذه الطيور في الأشجار، وبرلين هي واحدة من أكثر المدن المشجرة في أوروبا، حيث تصطف الأشجار على جانبي الطرق، بمتوسط 80 شجرة لكل كيلومتر، وبدأت الحكومة الألمانية في إعادة بناء الحدائق والمقابر بعد الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من وجود طيور الباز في عدد قليل من المدن الأخرى، إلا أن برلين لديها كثافة أعلى من طيور الباز أكثر من أي مكان في العالم، سواء في المناطق الحضرية أو الريفية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الباز يتعافى من الانقراض ويستعيد بريقه في ضواحي برلين الباز يتعافى من الانقراض ويستعيد بريقه في ضواحي برلين



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab