الجفاف يخيم على قطاع الزراعة في المغرب وَيُهَدِّد الاقتصاد
آخر تحديث GMT09:54:13
 العرب اليوم -

الجفاف يخيم على قطاع الزراعة في المغرب وَيُهَدِّد الاقتصاد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الجفاف يخيم على قطاع الزراعة في المغرب وَيُهَدِّد الاقتصاد

الجفاف في المغرب (صورة أرشيفية)
الرباط - العرب اليوم

يجزم المزارع المغربي محمد فنان، بأنه لم يشهد موسما أشد جفافا من هذا طيلة 50 عاما قضاها في الفلاحة بقريته رأس العين في إقليم سطات جنوبي العاصمة الرباط. يقول فنان (77 عاما): "لم يسبق أن رأيت مثل هذه السنة. أنا مولود في العام 1945 كما عايشت بكل تأكيد 1981 التي كانت سنة جافة أيضا وصعبة، ولكن لم يسبق أن حكى لي أحد من أجدادي أو والدي عن مثل صعوبة هذا العام الذي نعيشه". وأشار فنان المتخصص في الزراعات السقوية، وهي تلك التي تعتمد على الري مثل القمح والشعير والحبوب، إلى أنه زرع أرضه التي تقع في سهل الشاوية -أحد أخصب السهول المغربية- بالقمح والحبوب كالمعتاد، لكنها لم تنبت.

وقال: "الجفاف حاد، وحاد جدا. النبتات خاصة الزراعات الخريفية تضررت كثيرا".يشهد المغرب أسوأ أزمة جفاف منذ 30 عاما وتراجع معدل هطول الأمطار 64% مقارنة بالموسم العادي.وقال خبير المناخ والتنمية المستدامة محمد بنعبو: "الجفاف يحدث كل عامين حاليا بدلا من مرة كل عشر سنوات على غرار ما كان يحدث حتى تسعينيات القرن الماضي".وشكا فنان من قلة مناطق الرعي والكلأ قائلا: "المراعي غير موجودة نهائيا. الناس تبيع أغنامها، هناك من باع 90% ليوفر الكلأ لما تبقى. هناك نقص كبير في المياه الجوفية".

والزراعة في المغرب هي أكبر القطاعات استيعابا للأيدي العاملة، وشكلت 17% من الناتج المحلي في 2021. نقص الأمطار في قرية بني كلة شرق مدينة وزان التي تقع قرب جبال الريف، على بعد 173 كيلومترا شمالي الرباط، قالت مزارعة قدمت نفسها باسم زهرة إن حقلها المزروع بالفول والقمح قد جف و"المغروسات ذابلة تكاد تموت".

وأضافت زهرة التي تبلغ من العمر 69 عاما: "هذه أسوأ أزمة جفاف. العام 1981-1982 كان جافا، لكن المياه الجوفية كانت لا بأس بها، كنا نسقي. أما الآن فنخاف أن نسقي بعض المزروعات ونبقى دون ماء للشرب، فالوادي بقريتنا جف ومنسوب مياه البئر التي نرتوي منها نقص أيضا". في قرية بلوطة بشمال وزان أيضا، قالت فاطمة (58 عاما): "غرسنا الفول والجلبانة (البازلاء) ولم تنبت بسبب النقص الشديد في الأمطار".

وقالت جارتها عايشة: "اشتريت نعجة حبلى بخمسمئة درهم (52.7 دولار) وهذا ثمن بخس. في السابق لم أكن لأشتريها بأقل من 1700 أو 1400 درهم. المواشي رخصت بسبب التخوف من نقص الأعلاف نظرا لقلة الأمطار". في الأسبوع الماضي، قال الديوان الملكي إنه سينفق عشرة مليارات درهم (أكثر من مليار دولار) لدعم القطاع الفلاحي، وتخفيف آثار الجفاف على المزارعين والاقتصاد.

وأقر العاهل المغربي برنامجا عاجلا يأتي على ثلاثة محاور أساسية، تتعلق بحماية الرصيد الحيواني والنباتي، وإدارة ندرة المياه، في حين ينصب المحور الثالث على تخفيف الأعباء المالية على الفلاحين والمهنيين وتمويل عمليات تزويد السوق الوطنية بالقمح وعلف الماشية وتمويل الاستثمارات المبتكرة في مجال الري.قال فنان لـ"رويترز": "حقيقة هذا الإعلان الملكي عن مساعدة الفلاحين أنعش آمالنا ونتمنى أن يخفف من وطأة هذه الأزمة على الفلاح والاقتصاد المغربي".رغم جهود الدولة لتقليل اعتماد الاقتصاد المغربي على الفلاحة ومحاولة تطوير الصناعات، لم تتمكن الدولة من تخطي حاجز هيمنة الفلاحة على الاقتصاد.

قال رشيد أوراز الباحث في المعهد المغربي لتحليل السياسات لـ"رويترز": "في الواقع منذ سنوات كانت هناك مخططات لتطوير قطاع الصناعة في الاقتصاد المغربي، لكن ذلك يتطلب سنوات من العمل واستثمارات هائلة. وبذلك بقي قطاع الفلاحة بالإضافة إلى قطاع السياحة من بين أهم القطاعات الاقتصادية في المغرب".

ويرى أوراز أن هذه السنة أشد صعوبة لأنها "جاءت بعد عامين من جائحة كوفيد-19 وتبعات الإغلاق الاقتصادي العالمي وكذلك معدلات التضخم على المستوى العالمي، وبالتالي الغلاء لم يمس فقط المنتجات الفلاحية ولكن أيضا الكثير من المنتجات كقطاع المحروقات والمنتجات الصناعية".

وأضاف: "الأمور صعبة، ليس لأن الاقتصاد المغربي غير متنوع ولكن لأن الكثير من القطاعات الأخرى أصابها الكسل مثلا قطاع السياحة الذي لم يشتغل منذ ثلاث سنوات، ونحن نعرف أنه قطاع مشغل وقطاع موفر لكثير من فرص العمل سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وكذلك الشأن بالنسبة للقطاع الصناعي". وتحدث عن صعوبة إيجاد بديل لقطاع الفلاحة قائلا: "الانتقال من مجتمع فلاحي زراعي إلى مجتمع صناعي يتطلب أن تلتقي الكثير من العوامل المؤسساتية والبشرية لتواكب هذا التحول.. المغرب ليس لديه هذه الإمكانيات وبالتالي من الصعب إحداث هذا الانتقال". وذكرت مندوبية التخطيط في المغرب اليوم الثلاثاء، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 3.1% على أساس سنوي في يناير. وقال فنان: "الزراعات الخريفية ذهبت مع الريح. نحن مثقلون بالديون، نشتري المحروقات والبذور وكل شيء بسعر مرتفع".

قد يهمك ايضا 

تَرقُّب إِجْراءات حكومية في المغرب لمساعدة الفلاحين على مُواجهة الجفاف

تراجع في نسب ملء السدود المغربية بسبب قلة الأمطار خلال الموسم الفلاحي الجاري

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجفاف يخيم على قطاع الزراعة في المغرب وَيُهَدِّد الاقتصاد الجفاف يخيم على قطاع الزراعة في المغرب وَيُهَدِّد الاقتصاد



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab